فصل الصيف والدرس
فصل الصيف والدرس
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
Saturday, 02-Jul-2022 06:11

الجميع ينتظر فصل التسلية والاستراحة، فصل الصيف. خلاله تُنظّم السهرات والسفرات والتلسية. وجميع الأهل يهرعون لملء وقت فراغ أطفالهم الذين لا ينفكون بإظهار مللهم، حتى لو بعد يوم طويل من النشاطات، حيث يتجنّد الاهل 24 ساعة يومياً، لتأمين نشاطات ونزهات خارج البيت. ولا يجب أن ينسى الأهل، أنّ خلال هذا الفصل يجب أن يقرأ الطفل القصص، ومراجعة دروسه حتى لا ينساها. فكيف يمكن للأهل أن يساعدوا أطفالهم؟ وكيف يمكن تشجيعهم؟

من أكثر المهام صعوبة عند الأهل، هو تعليم فلذات أكبادهم. فخلال فصل الصيف، من المجدي أن يساعد الأهل أطفالهم في مراجعة دروسهم من خلال التفسير المتكرّر وتطبيق الفروض، والبحث من خلال الإنترنت لحل المسائل العلمية الصعبة، والقراءة والكتابة وتوسيع موضوع إنشاء والاهتمام بالمواد العلمية، وطبعاً لا ننسى اللغات الأجنبية... كل ذلك سيكون على عاتق الأهل الذين، حيناً، يستسلمون لهذه المهمة الصعبة، خصوصاً إذا كان الطفل رافضاً الدرس. لذا يجب أن يجد الأهل طريقة مثلى لجذب الطفل للدرس من خلال بعض الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لتساعده في دروسه.


وقت للدرس... وقت للتسلية
يجب أن يكون وقت الدرس هو وقت تسلية للطفل، وليس وقتاً مقلقاً ومزعجاً له. هناك بعض الملاحظات التي إذا تمّ تطبيقها، سيكون الطفل مستعداً للدرس:
- عدم إلزام الطفل بالدراسة ساعات وساعات. يجب أن يكون الوالدان على اتفاق معه حول عدد الساعات الدراسية يومياً. فلا تنسوا إنّه فصل الصيف ويجب أن يرتاح بعد أشهر كاملة من التعب.
- لكي يكون التلميذ الصغير مستعداً للدرس، يجب على الأهل أن يبتعدوا عن لعب دور الاستاذ أو المعلمة في البيت. فدور الأم التي تلقّن طفلها دروسه، يجب ألا يختلط مع دور المعلمة في الصف. فيقتصر فقط دورها على مساعدة طفلها في حفظ أمثولاته، مستخدمةً الأساليب التعليمية نفسها التي تُستعمل في المدرسة.
- الإستراحة بين مادة وأخرى، خصوصاً إذا كان الطفل يدرس مواد عدة في يوم واحد. ولا يجب أن يتخطّى دوام الدرس في البيت خلال الصيف أكثر من نصف ساعة للطفل في المرحلة الابتدائية وساعة واحدة للمراحل اللاحقة.
- يجب أن يتمتع الأب (إذا هو من يعلم الطفل) بالصبر والهدوء واستيعاب قدرات وقلق وتعب طفله. فلا يجب توقّع منه مبادرات مستحيلة، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة والمقلقة.
- أسلوب التشجيع هو من أهم الأمور التي يمكن أن يستعملها الأهل لحث طفلهم للدراسة. فهذا النوع من التعامل الإيجابي مع الطفل، يثير رغبته في الاستيعاب وفهم وحفظ المعلومات المطلوبة بشكل أسرع.


الصيفية والدرس
من أهم الامور التي يجب أن يراعيها الأهل خلال فرصة الصيف مع أطفالهم هي التالية:
- يجب ان يكون الطفل مهيئاً نفسياً للدراسة. تلعب الأم دوراً بارزاً في هذا الامر، حيث يمكن أن تجلس مع طفلها ومحادثته. كما يمكن للأب أن يقوم ببعض النشاطات معه.
- يجب إختيار المكان المناسب، حيث يمكن أن يحدّد الطفل المكان المناسب لكي يدرس. فلا يمكن للطفل أن يدرس على شرفة بيته، بسبب الضوضاء وكثرة التأثيرات الخارجية على انتباهه وتركيزه. بل يمكن أن يدرس في أي غرفة يختارها، مثلاً في غرفة نومه، في غرفة الجلوس، أو حتى في المطبخ، أو في مكان مريح وهادئ، مع إضاءة مناسبة وصحية.
- من الممتع أن يحضّر الطفل جدولاً دراسياً، من خلاله يحترم أوقات الدرس وأوقات اللهو. يجب أن تساعد الام طفلها الصغير في وضع جدول درسه، حيث سيشعر بالمسؤولية تجاه نفسه.
- لا يجب أن ننسى الإيجابية في حوار الأهل مع الطفل، الذي يتحضّر لمهامه الدراسية، بعدما يكون الأهل قد فسّروا البرنامج الدراسي كل يوم بيومه.


وإذا رفض الدرس؟
إذا رفض الطفل متابعة درسه يمكن للاهل أن يمنحوه بعض الوقت للاستراحة أو شرب الماء أو عصرونية صغيرة مع قطعة شوكولا، كعربون شكر له أنّه يقوم بكثير من الجهد لكي يدرس. ويجب الابتعاد عن كل أشكال العنف: اللفظي والجسدي والمعنوي... فإذا استعمل الأهل بعض العبارات النابية تجاه طفلهم، فذلك لن يساعدهم في عملية تلقينه دروسه. بل العكس، سيتأثر نفسياً ولن يعود قادراً على استيعاب دروسه وإكمال ما له من مهام. أما بالنسبة للعدوانية الجسدية كالضرب، فطبعاً هذه ليست طريقة تربوية لتعليم الطفل. تشجيعه ومساندته هما الطريقة المثلى لمساعدته في درسه. ولا تنسوا بأنّ المرح واللهو من أبسط وأحلى الاوقات التي تساعد الطفل للاستراحة، خصوصاً عندما يقرّر عدم إكمال دروسه. فبعض النكات المضحكة وسماع موسيقى جميلة وربما الرقص والغناء لفترة قصيرة، يمكن أن تساعد الطفل في التشجيع على الدراسة.

theme::common.loader_icon