فرانكفورت ورينجرز للقب أوروبي مفاجئ
فرانكفورت ورينجرز للقب أوروبي مفاجئ
Wednesday, 18-May-2022 08:48

يستعد أينتراخت فرانكفورت الألماني مُتسلّحاً بمهاجمه الكولومبي رافايل بورّيه، إلى «زَلزلة» ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» في إشبيلية في نهائي الدوري الأوروبي، غداً، مع سَعيه إلى تخطّي رينجرز الإسكتلندي، آخر عقباته للفوز بأول ألقابه في «يوروبا ليغ» منذ العام 1980.

يريد فرانكفورت مواجهة الفريق الاسكتلندي بقمصانه البيضاء البديلة، لأنّها باتت جالبةً للحظ بعدما ارتداها اللاعبون في الفوز غير المتوّقع على برشلونة الإسباني وووست هام الإنكليزي في ربع ونصف النهائي توالياً. كما يُصرّ المتحدّث باسم مجلس إدارة أينتراخت أكسل هيلمان أنّه «يجب أن نلعب باللون الأبيض. لقد زلزلنا أوروبا باللون الأبيض. نحن بيستيا بلانكا (الوحش الأبيض)».


ويتوقع هيلمان حضور نحو 50 ألف مشجّع لفرانكفورت إلى إشبيلية «وهو ما لم تشهده المدينة من قبل»، متوقعاً «مباراة نهائية فريدة، ومواجهة فريدة لأنّ غلاسكو رينجرز أسطوري بالنسبة إلينا. واللعب ضدّه كان حُلماً دائماً في نادينا».


وسبق لأينتراخت أن تغلّب على رينجرز 6-1 و6-3 في نصف نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة (دوري أبطال أوروبا بمسمّاها القديم) عام 1960، لكنّه خسر 7-3 أمام ريال مدريد الإسباني في المباراة النهائية التي أقيمت في غلاسكو وقتها.


بورّيه.. سلاح ناطق بالإسبانية
سيكون فرانكفورت متسلّحاً في هذا النهائي، الأول له منذ فوزه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1980 أمام مواطنه بوروسيا دورتموند، بالمهاجم الناطق بالإسبانية رفايل سانتوس بورّيه (26 عاماً) الذي اعتبرَ انه «كان عاماً رائعاً على الصعيد الشخصي، ولم أتوقع أبداً تجربة الكثير مع هذا النادي. أنا سعيد حقاً أن أكون جزءاً من هذا النجاح».


وكان قد وصلَ بورّيه من ريفر بلايت الأرجنتيني ليحل بدلاً من البرتغالي أندري سيلفا الذي سجّل 28 هدفاً في الدوري الألماني الموسم الماضي، قبل أن يغادر إلى لايبزيغ.


وعلى الرغم من ذلك، سجّل بورّيه هدفين مِن أهم الأهداف في تاريخ النادي، بعدما عانى في البداية لإثبات نفسه في الـ«بوندسليغا».


الهدف الحلم
وسجّل الكولومبي هدفاً تاريخياً تسديدة بقدمه اليمنى من مسافة 25 متراً في «كامب نو»، سكنت بها الكرة في سقف مرمى الحارس الألماني مارك-أندري تير شتيغن، وهو هدف منحَ فرانكفورت الفوز 3-2 على برشلونة في عقر داره، وضمَن به التأهل إلى نصف النهائي بعد انتصار 4-3 في مجموع مباراتَي الذهاب والإياب.


وأضاف بورّيه أنّ «الهدف ضدّ برشلونة ساعَدني شخصياً وكذلك الفريق. لقد كانت ضربة حقيقية لبرشلونة، بمثابة الريح التي حرّكت أشرعتي لبقية المباراة. أنا ممتن جداً لذلك».


عقب ذلك، كسرَ فرانكفورت الجمود ليحقّق فوزاً صعباً في مباراة عصيبة على أرضه في نصف النهائي على وست هام 1-0، والفوز 3-1 في مجموع المباراتَين، فوصل إلى أول نهائي أوروبي له منذ 42 عاماً، وأشار بورّيه إلى أنّ «الأجواء في الملعب كانت ملتهبة. لقد تحدّثتُ إلى عدد قليل من زملائي في الفريق حيال هذا الأمر واتفقنا على أننا بحاجة إليه. الدعم يرفعك في اللحظات الأضعف».


وتابع بورّيه أنّ «المباراة النهائية ستكون رائعة، لقد كافحَ فرانكفورت ورينجرز بشدة من أجل التواجد هناك، وعلينا الاستمتاع بها»، بعدما طوّر تفاهماً جيداً مع المهاجمَين أنسغار كناوف والصربي فيليب كوستيتش، فتُرجم ذلك التفاهم هدفاً مِن عرضية للكولومبي في «أولمبيك بارك» بلندن، قابَلها كناوف برأسية وضعت الألماني في الصدارة بعد أقل من دقيقة في ذهاب نصف النهائي ضد وست هام.


وردّ كناوف الجميل بتمريرة عرضية حوّلها بورّيه هدف فوز في مباراة الإياب، مؤكّداً «نحن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل مع كل مباراة. اندمجَ أنسغار مع الفريق بسرعة كبيرة، والفريق بأكمله لديه انسجام جيد على أرض الملعب».


لا فرصة ثانية
أثارَ بورّيه إعجاب مدرب أينتراخت النمسوي أوليفر غلاسنر الذي يدرّب فرانكفورت في موسمه الأول وأكّد «انّ رافا مهم للغاية في لعبتنا، لأنّه يتمتع بعقلية رائعة، ويعمل بجد من أجل الفريق، ويحظى بموسم رائع».


لكنّ ذلك لا يعني أنّ رينجرز سيكون لقمة سائغة في النهائي، لأنّ النادي الاسكتلندي، وصيف بطل كأس الاتحاد الأوروبي في عام 2008، وصل إلى هذه المباراة النهائية على حساب لايبزيغ.


فبعدما كان قد خسر ذهاباً 1-0، قلبَ رينجرز الطاولة على لايبزيغ وفاز عليه 3-1 إياباً، بفضل أهداف جيمس تافيرنيير، الفنلندي غلين كامارا، وجون لوندسترام. لكن هذه المرة لن تكون هناك فرصة أخرى، وسيكون الحسم في إشبيلية.


تراب لتحقيق الحلم الأوروبي
غادر حارس المرمى كيفن تراب باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2018 من دون أن يتمكّن مِن فرض نفسه في تشكيلته، لكنّه عاد ليصبح ركيزة أساسية في صفوف فريقه السابق فرانكفورت في الطريق إلى النهائي واقترب من باكورة ألقابه الدولية.


وأوضح تراب (31 عاماً) متحمّساً: «لعبتُ نهائياً واحداً فقط في مسيرتي الاحترافية، كان نهائي كأس فرنسا (الفوز على ليزيربييه 2-0 في 2018)، لكن لم يسبق لي خَوض مباراة نهائية دولية مطلقاً. إنّه شيء خاص جداً»، مستعيداً دور القائد الذي كان بحاجة إليه للتطوّر بشكل كامل.


وكانت نقطة التحوّل في بداية تشرين الأول خلال الفوز على مضيفه بايرن ميونيخ في الدوري، عندما وقف سداً منيعاً أمام المهاجمين البافاريّين ليُبقي فريقه في المباراة حتى هدف الفوز الذي سجّله زميله الصربي فيليب كوستيتش في الدقيقة 83.


تافرنييه للقب تاريخي
يبحث جيمس تافرنييه، قائد رينجرز، عن إرث يتركه من خلال مَنحه فريقه لقبه القاري الثاني بعد 150 سنة على تأسيسه، بعد الأول في كأس الكؤوس الأوروبية لموسم 1972.


وأشار تافرنييه لشبكة «سكاي سبورتس» بشأن سَعي فريقه إلى أنّ إحراز اللقب «سيضعني بمَصاف عظماء النادي. هذا المكان الذي يرغب جميعنا بالتواجد فيه. لذا نريد أن نصنع إرثاً قبل يوم اعتزالنا. يمكنك النظر إلى مسيرتك وأن تفتخر بها».


ولم يُحرز أي فريق اسكتلندي لقب بطولة قارية منذ تتويج أبردين، مع السير أليكس فيرغوسون، بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في 1983. فأكّد مدرب رينجرز الهولندي جيوفاني فان برونكهورست انّ «هذا الأمر يعني الكثير، لأنك لا تخوض غالباً مباريات نهائية في بطولة قارية. كفريق اسكتلندي، من النادر حدوث ذلك. يشرّفني وأنا فخور بالتواجد في نهائي إشبيلية».


وما يعزّز من أهمية إحراز اللقب في المسابقة القارية الرديفة بعد دوري الأبطال، المشوار المتعرّج الذي قطعه رينجرز في العقد الأخير. وكان هدافه التاريخي آلي ماكويست مدرباً له، عندما أوصَلته الديون إلى التصفية في 2012، مشيراً إلى أنّه «قبل 9 سنوات، كنّا نواجه إيست سترلينغ في الدرجة الثالثة».


ولم تكن عودة رينجرز عبر المستويات المختلفة سهلةً كما كان متوقعاً، وخسر ماكويست منصبه في 2014 خلال موسم أخفقوا فيه بالتأهّل إلى التشامبيونشيب».


حتى عندما عاد إلى دوري الأضواء، عانى رينجرز لمقارعة غريمه سلتيك الذي تفنّن بإحراز 9 ألقاب متتالية في الدوري، بسبب نقص الموارد والإدارة السيئة على مختلف المستويات. لكنّ نهضة رينجرز بدأت بإحراز اللقب من دون خسارة أي مباراة الموسم الماضي.


قلعة «إيبروكس»
أحبطَ النصف الأزرق من غلاسكو غريمه سلتيك بإحراز لقب عاشر توالياً في الدوري، لكنّ احتفالاته جاءت محدودة بسبب إقامة المباريات وراء أبواب موصدة نتيجة بروتوكول «كوفيد-19».


مع عودة 50 ألف متفرّج إلى المدرجات، كان ملعب «إيبروكس» قلعة على طريق إشبيلية مع عشرات الآلاف المتوقع انتقالهم إلى المدينة الأندلسية.


وقلب رينجرز تأخّره 0-1 مرتَين في ربع ونصف النهائي أمام براغا البرتغالي ولايبزيغ، مستفيداً من أفضلية الأرض وحقّق الفوز مرتَين بنتيجة 3-1. لكن هذه المرة يتعيّن عليه اللعب خارج قواعده والاستفادة كما فعل في النسخة الحالية، عندما عاد من أرض دورتموند بفوز 4-2.


وفيما أحرز سلتيك لقب الدوري، يُمثّل التتويج في «يوروبا ليغ» أهمية كبرى لرينجرز كونه سيمنحه بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2010، بالإضافة إلى المكافآت المالية التي ستعزّز خزانته.


وكان فان برونكهورست قد حلّ بدلاً من الإنكليزي ستيفن جيرارد منتصف الموسم، ويتوقع أن يجري الهولندي ورشة تغييرات الصيف المقبل.

theme::common.loader_icon