تواجه مجموعة عبجي اللبنانية العريقة Obegi Group مشكلة حوكمة داخلية بين ثلاثة أطراف شريكة أعضاء في مجلس الادارة، تهدّد استمرارية الشركة التي تأسست منذ أكثر من 100 عام.
كتب المحرر الاقتصادي:
في تفاصيل خاصة وحصريّة لـ«الجمهورية» من مصدر اداري رفيع فَضّل عدم الإفصاح عن هويّته، فإنّ مجلس إدارة المجموعة ينقسم حاليّاً إلى ثلاثة أطراف شريكة مختلفة تتنازع فيما بينها. الطرف الأوّل يضمّ ر. عبجي وابنه ه. اللذان يشغلان حاليًا وتباعًا منصبي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام، والطرف الثاني هو السّيد ي. عبجي وهو مستقيل من مهامه ومقيمٌ خارج لبنان منذ حوالى العشرين سنة. أما الطرف الثالث والأخير، فهو السّيدة د. عبجي أرملة الشقيق الثالث للأخوين ر. وي. وهي شريكة وعضو في مجلس الإدارة. وتنقسم حصص الأسهم بالتوازي على الأطراف الثلاثة، وبنسبة الثّلث تقريبًا لكلّ منها.
وفي حديث حصري وخاص مع المحرّر الاقتصادي، أكّد المصدر أن الأزمة الحالية للشركة لا علاقة لها بالأزمة اللبنانية إطلاقا، حيث ان الشركات المختلفة التابعة للمجموعة تتخطّى العاصفة اللبنانية بثبات ملحوظ. وقد تمكّن المدير العام الحاليّ والمعيّن منذ حوالى العامين، من امتصاص خسائر مالية سابقة كبيرة، إضافة إلى تحقيق نسبة نموّ وأرباح تجاوزت الثلاثة ملايين دولار أميركي في العام ٢٠٢١، مع توقّعات أرباح إضافيّة مهمّة في العام ٢٠٢٢ الحاليّ، على الرغم من الصعاب الاقتصاديّة الكبيرة والمعروفة في لبنان.
وحسب المصدر الإداريّ، فإن الانقسام بين الطرفين الأول ر. عبجي والثاني ي. عبجي غير قابل للحلّ نهائيا، حيث أن هنالك خلافا استراتيجيا في الرؤية المتعلقة بمستقبل المجموعة. فالطرف الأول ر. عبجي يتمسّك بشدّة باستمراريّة ومبدأ ديمومة المجموعة التي يديرها حاليا الجيل الرابع بعد المؤسّس، فيما الطرف الثاني ي. عبجي يهدف في مسعاه إلى حلّ الشركات وبيع كامل المجموعة التي تتراوح قيمتها السّوقيّة اليوم بين 100 و120 مليون دولار أميركي.
وأردف المصدر الإداريّ أن جميع محاولات رأب الصّدع والتّحكيم بين هذين الطّرفين الشّقيقين لم تُفلح ومُنيت بالفشل. وفي ظلّ خوف الموظفين في الشركة على مستقبلهم ووظائفهم، يعوّل المصدر المذكور على موقف الطرف الثالث والمرّجّح أي السيّدة د. عبجي، التي اعتبرها معنيّة جدّا بإرث زوجها الراحل، كما وباستمرارية عمل المجموعة التي تُجمع غالبيّة الإداريين والموظّفين فيها أنّ زوجها تفانى لسنوات في خدمتها، حتى أصبحت تضمّ اليوم أكثر من 3 آلاف موظّف يعملون في لبنان وفي حوالى خمس وعشرين دولة أخرى حول العالم. وبالتّالي، يرجّح الموظّفون والإداريّون في الشّركة، بحسب المصدر، عدم تفريط الطّرف الثالث والمرجّح د. عبجي بهذا الإرث الكبير لزوجها الرّاحل، كما وعلى حكمة تصويتها في الجمعيّة العموميّة للشركة المرتقبة نهاية شهر آذار الحالي، والتي تعتبر محوريّة لاستمراريّة مجموعة تُعدّ من الأكبر والأعرق في لبنان. والجدير ذكره أنّ المجموعة عندها محفظة أعمال متنوّعة جدا وتغطّي العديد من القطاعات مثل الصناعات الكيميائيّة، والخدمات المصرفيّة والماليّة، واستيراد وتسويق السّلع الاستهلاكيّة المختلفة عبر تمثيل عشرات العلامات التجاريّة العالميّة، إضافة الى الخدمات اللوجستيّة والزّراعة وغيرها.