عاجل : الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصر من حزب الله بضربة على جنوب لبنان
طفلنا خلال أسبوع الآلام
طفلنا خلال أسبوع الآلام
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
Monday, 11-Apr-2022 06:15

إنه أسبوع الآلام عند الطوائف الشرقية وينتهي بانتصار المسيح على الموت. يهرع المؤمنون الى الكنائس للمشاركة بالصلاوات والقداديس، كما يقدّم الكثير من الأشخاص المساعدات المالية والعَينية للعائلات المحتاجة، متمنين لهم أعياداً فاضلة ومباركة. كما ستجتمع العائلات في نهاية هذا الأسبوع لتبادل التهاني والهدايا (بحسب القدرات الإقتصادية)، خاصة بعدما انحسر وباء كورونا وأخواته عن الساحة العالمية بشكل عام والساحة اللبنانية بشكل خاص. ولكن هذا لا يعني بأن لا يتّخذ كل لبناني الحيطة والحذر ويستعمل الكمامات الواقية والمعقمات خلال التبادل الإجتماعي مع العائلة. والأهم في هذه الأعياد هو مشاركة أطفالنا بأهمية العيد ورمزيته. فكيف يمكننا كأهل أن نفسّر المعنى الحقيقي للعيد لأطفالنا؟ وكيف نشجع طفلنا لمشاركة أطفال آخرين فرحة العيد؟

 

خلال أسبوع الآلام يبدأ الطفل بمشاركة أهله بالصلوات في البيت أو في الكنائس. كما ترافق بعض المدارس جَو هذا الاسبوع من خلال نشر تراتيل الآلام عبر مكبّرات الصوت. كما تقوم المربية في الصفوف (خاصة في الروضات والصفوف التمهيدية) مع تلامذتها الصغار ببعض الأعمال اليدوية. كلّ ذلك يساعد الطفل للإنخراط في جو العيد وفهم أهميته الدينية ورمزيته على حد سواء.

 

من أهم التصرفات التي يمكن أن يتعلمها الطفل خلال الأعياد المجيدة، كعيد الميلاد في شهر كانون الأول وعيد الفصح، هي «المشاركة» من خلال النشاطات التي يَتشاركها المحتفلون خلال فترة العيد. فتناول الطعام مع العائلة الصغيرة (الأب والأم والإخوة والأخوات) أو مع العائلة الكبيرة (عائلة الأعمام والعمّات، وعائلة الأخوال والخالات والجد والجدة) توعّي عند الطفل الصغير أهمية المشاركة والتحاور. كما انّ تناول العشاء أو الغداء خلال العيد مع الأسرة يقوّي العلاقة ما بين أعضائها في جَو يعبق بالغبطة والسعادة.

 

خلال هذا الأسبوع

يجب التفسير للطفل عدة نقاط حول عيد الفصح، منها: من هو يسوع؟ قصة الميلاد (بشكل مختصر)، الصلب، القيامة وأهمية المعنى الحقيقي للعيد... وليس فقط التركيز على الثياب والهدايا والألعاب. كي لا يصبح العيد ومعناه العظيم مختصراً فقط على القشور الخارجية وليس الصميم.

 

وانّ التحضير للأعياد مع طفلنا يعزز عنده الشعور بالإنتماء من خلال شبكة الأقارب الكبيرة التي سيتفاعل معها. كما تعزز الأعياد احترامه لذاته من خلال القيمة الإيجابية التي يقدمها الوالدين له.

 

ويمكن أن يقوم الأهل بعدة نشاطات لتحضير عيد الفصح خلال أسبوع الآلام، منها:

- المشاركة بصلوات العيد وقراءة نصوص من الكتاب المقدس وتفسيرها.

- المشاركة بالصوم أو تقديم المساعدات للعائلات، خاصة خلال هذه الفترة الصعبة إقتصادياً على جميع اللبنانيين.

- كتابة لائحة بالهدايا التي يقدمها الطفل لمؤسسة خيرية.

- تحضير لائحة بالأطباق للعشاء.

 

وغيرها من النشاطات التي يجب أن يشارك بها كل طفل خلال العيد. أما بالنسبة للاطفال غير المسيحيين، فيمكن للأهل أن يفسّروا لهم معنى العيد، ويجيبوا عن جميع أسئلتهم لكي يتعلموا منذ صغرهم احترام الآخر واحترام دينه.

 

 

 

ماذا لو رفض الطفل المشاركة؟

يفسّر علم نفس النمو بأنّ مشكلة التمرّد عند الطفل تظهر في عمر الثلاث سنوات. فبعدما يكون قد اكتشف محيطه، يبدأ في تكوين شخصيّته المستقلة عن أهله وبناء عالم خاص به. وتبدأ المصاعب، والرفض غير المبرّر والطلبات غير المحدودة. ودور الأهل يكمن في عدم تلبية كل ما يتمنّاه والإبتعاد عن العدوانية اللفظية أو الجسدية تجاه عناده، لأن لا طفل يولد مع صفة العناد، وهو عادة سيئة مكتسبة يتعلمها الطفل من خلال تصرفات وسلوكيات خاطئة. وعادة، عندما يرفض الطفل المشاركة في العيد، فإنَ ذلك يكون بسبب:

- العاطفة الشديدة من الأهل تجاهه.

- الدلال الزائد.

- عدم فهم معنى العيد.

- عدم مشاركته في أعياد سابقة.

 

ولتشجيعه على المشاركة، خاصة أنّ المراهق أيضاً لا يحبّذ كثيراً التواصل مع عالم الراشدين بل يفضّل المراهقين من نفس عمره. لذا، عندما يرفض الطفل الإنصياع لأوامر الأهل خلال الأعياد، هناك بعض النقاط التي يجب أن يتّبعوها للتخفيف قدر الإمكان من المشاكل، وهي:

 

أولاً، عدم إرغام الطفل على المشاركة بالعيد، والتفسير له عن أهمية وجوده ضمن العائلة الكبيرة. فبعض الأطفال يشعرون بالخجل خلال وجود أشخاص آخرين.

 

ثانياً، الهدوء في معاملته حتى لو واجَه الأهل عناده. ويجب أن يفهم الأهل سبب هذا العناد ويعالجوا الوضع بشكل إيجابي.

 

ثالثاً، الحوار مع الطفل هو العلاج الوحيد للسلوكيات غير السوية خلال الأعياد، ومَدحه عندما يقوم بتصرف جيد. وسيشعر الطفل بقيمته الذاتية من خلال الكلام الإيجابي الذي يوجّهه إليه أهله.

 

رابعاً، مشاركته في جميع النشاطات والتحضيرات للعيد، لأنّ ذلك يُبعده عن التصرفات غير المقبولة.

 

خامساً، عدم وَصفه بصفات مؤذية، وطبعاً عدم ذكرها أمام الآخرين، لأنّ ذلك سيزيد من تصرفاته السيئة. والإبتعاد عن العدوانية اللفظية حتى لو كان الطفل يتصرف بشكل غير مهذب. ويمكن معاقبته بطريقة مناسبة لعمره والتفسير له لماذا هو معاقب. ولكن يجب الإبتعاد عن هذا التصرف، خاصة في أيام الأعياد، لأنّه بحاجة الى «مكان» للتعبير عن ذاته.

 

سادساً، التحدث معه عن مخاوفه ومشاكله، والطلب منه أن يعبّر عن آرائه واختياراته. ويأتي عقاب الطفل آخر خيار يعتمده الأهل.

 

theme::common.loader_icon