مرض بروس ويليس.. حالة مدمّرة تضرب الدماغ
مرض بروس ويليس.. حالة مدمّرة تضرب الدماغ
Saturday, 02-Apr-2022 09:47

أثار الوضع الصحي للممثل الأميركي بروس ويليس، الذي اضطر لإنهاء مسيرته الفنية بسبب مشكلات صحية، أبرزها فقدانه القدرة على الكلام، قلق عدد كبير من صنّاع أفلام عملوا معه خلال المرحلة الماضية.

ومع إعلان عائلة ويليس إصابته باضطراب دماغي يُعرف بالحبسة (فقدان القدرة على الكلام)، «يؤثر على قدراته الإدراكية»، كثر الحديث عن هذا المرض.


فربما لم نسمع بمرض الحبسة قبلًا، لكن هذا الخلل الدماغي «أكثر شيوعاً من مرض الباركنسون والشلل الدماغي وضمور العضلات»، ويصيب نحو مليوني أميركي، بحسب جمعية الحبسة الوطنية في الولايات المتحدة، فيما يشخّص نحو 180 ألف شخص بهذا المرض سنويًا.


ما هو مرض الحبسة؟
يُعتبر مرض الحبسة حالة مدمّرة تُفقد المريض القدرة على التواصل، ويجد صعوبة بالكتابة والكلام، وحتى فهم ما يقوله الآخرون.


وأوضحت جمعية الاستماع إلى اللغة والنطق الأميركية «آشا»، أنّ الأشخاص المصابين بهذا المرض قد يواجهون صعوبة في إيجاد الكلمات، ويستخدمون كلمات خارج السياق، ويتحدثون بطريقة متقطعة ومتعثرة، أو ينطقون بجمل قصيرة أو غير كاملة، كما في وسعهم اختلاق كلمات لا معنى لها واستخدامها في كلامهم أو كتاباتهم.


ويمكن أن تكون عملية التواصل من خلال الكتابة مليئة بالأخطاء النحوية والجمل السريعة.


وبحسب الجمعية، فإنّ الشخص المصاب بالحبسة الكلامية قد يعاني أيضاً من مشاكل في نسخ الحروف والكلمات بدقّة.


ولفتت الجمعية أيضاً، إلى أنّ هذا المرض قد يؤثّر على قدرة المريض على فهم الآخرين. فمن يعانون من الحبسة قد لا يفهمون الجِمل المحكية أو المكتوبة، أو يحتاجون إلى وقت إضافي لاستيعاب وفهم ما يُقال أو ما يقرأونه.


وقد يفقدون قدرتهم على التعرّف إلى الكلمات بصرياً أو نطق الكلمات المكتوبة، كما قد يصعب على المصابين بهذا المرض متابعة من يتحدث بسرعة، أو استيعاب الجمل والمفاهيم المعقّدة.


ويختلف أثر الحبسة من شخص لآخر، استناداً إلى مدى الضرر الذي أصاب الدماغ وموقعه. فبعض الأشخاص يفقدون قدرتهم للعثور على الكلمات والعبارات أو تكرارها فقط، لكن ما زال يمكنهم الكلام والفهم، وهذا ما يسمّى حبسة «الطلاقة»، مقارنةً مع حبسة «فقد الطلاقة» لأولئك الذين يعانون من أضرار جسيمة. ويحدث فقدان القدرة على الكلام بسبب تلف في المناطق اللغوية بالدماغ، وغالبًا ما ينتج من إصابات دماغ رضّية، أو عدوى، أو ورم في الدماغ، أو مرض تنكسي مثل الخرف، بحسب الجمعية.


ورغم ذلك، فإنّ السكتة الدماغية هي المسبّب الأبرز لهذه الحالة. إذ يصاب بالحبسة الكلامية بين 25 و40 بالمئة من الناجين من السكتات الدماغية، وفقاً لجمعية الحبسة الوطنية، والمتقدّمون في السن، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.


وذكرت جمعية الحبسة الوطنية، أنّه يصعب الشفاء التام من الحبسة الكلامية إذا استمرت أعراض المرض لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر عقب السكتة الدماغية. وأضافت أنّ «بعض الأشخاص يستمرون بالتحسّن على مدى سنوات وحتى عقود».


وقال عدد من العاملين المهنيين في قطاع السينما لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إنّهم لاحظوا تراجعاً في قدرات الممثل بعد عملهم معه في الآونة الأخيرة.


وأشاروا تحديداً إلى لحظات بدا فيها ويليس مشوشاً وواجه صعوبات في تذكّر النص الخاص به، حتى أنّ المقرّبين منه طلبوا أن يُقلّص حجم النص المُعطى له في العمل إلى حدّ أقصى.


وقال مخرج فيلم «أَوت أوف ديث» الذي بدأ عرضه عام 2021 مايك بورنز، إنّه سرعان ما أدرك أنّ الممثل يعاني مشكلات صحية.


وأوضح للصحيفة: «بعد اليوم الأول من العمل مع بروس، أدركت أنّ هناك مشكلة كبيرة، وفهمت عندها لِمَ طُلب مني اختصار نصّه».


أما زميله جيسي جونسون، وهو مخرج «وايت إلفنت»، فاختار العمل مع ويليس في هذا الفيلم ذي الميزانية المنخفضة بعد عقود عدة من العمل معه.


ولاحظ جونسون أنّ الممثل تغيّر كثيراً. وقال: «كان واضحاً أنّه لم يكن بروس الذي أتذكره».


وأشار عدد من أعضاء فريق العمل قابلتهم الصحيفة، إلى أنّ بروس ويليس توجّه إلى طاقم العمل خلال التصوير بالقول: «أعرف لمَِ أنتم هنا، لكن ما سبب وجودي في المكان»؟


وأضاف جيسي جونسون: «تقرّر أننا لن نعمل معاً مجدداً بعد تجربتنا في +وايت إلفنت+».


وتابع: «نحن جميعاً من محبي بروس ويليس، لكنّ الأمر لم يكن جيداً. وفي النهاية ما حصل يمثل نهاية حزينة لمسيرة مهنية مذهلة، وهذا يجعلنا نشعر جميعاً بالضيق».


وبدأ نجم ويليس الأفول في السنوات الأخيرة، بعدما كان أحد أبرز ممثلي أفلام الحركة في تسعينيات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين. واستمرت مسيرته في التدهور، إذ ضاعف مشاركته خلال السنوات الفائتة في أفلام منخفضة الميزانية أدّى فيها أدواراً قصيرة.

theme::common.loader_icon