

يسعى غالبية الآباء إلى مراقبة نشاط الأطفال عبر الإنترنت لضمان سلامتهم، من خلال تطبيقات الرقابة الأبوية، وذلك بهدف حماية أطفالهم في العالم الرقمي.
يتّسِم الأطفال المعاصرون بالوعي التقني منذ سن مبكرة مقارنة بأطفال الأجيال السابقة، بسبب تمتعهم بالقدرة على الوصول إلى الإنترنت منذ نعومة أظفارهم. لكن هذا لا يعني أن الأطفال يجب أن يكونوا ملمّين بجميع قواعد السلوك الآمن عبر الإنترنت، التي يتعلمونها في الغالب تدريجاً. وأظهرت دراسة نشرتها كاسبرسكي مؤخراً أن معظم الآباء يشعرون بالقلق حيال السلوك الرقمي لأطفالهم، ويبدون الرغبة في مراقبته والسيطرة عليه من خلال استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية، لمراجعة سجلات الإنترنت الخاص بأطفالهم بانتظام.
مراقبة موضوعية
يرغب غالبية الآباء في مراقبة مقاطع الفيديو التي يشاهدها الأطفال، والمواقع التي يزورونها والألعاب التي يمارسونها، كما يفضّلون تحديد الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت وعلى أجهزتهم خلال اليوم. لكن في الواقع، يناقش فقط 54 % من الآباء العادات الرقمية السليمة مع أطفالهم، ويستخدم 39 % تطبيقات الرقابة الأبوية، ويتحقق 38 % آخرون منهم من سجل تصفح الإنترنت لدى أطفالهم. أما 27 % فيبدون ثقتهم بأطفالهم ولا يراقبونهم بأي شكل من الأشكال.
قواعد مهمة
نعلم جميعاً أن الأطفال يبحثون دائماً عن مساحات جديدة للاستمتاع بتجارب خالية من الرقابة الأبوية، وهذا الإستقلال مهم ويجب السماح به اعتماداً على عمر الطفل. لكن في الوقت نفسه، من المهم أن يناقش الآباء أطفالهم بشأن القواعد، حتى لو كانت هذه النقاشات صعبة في بعض الأحيان. وسوف يحترم الأطفال القواعد والحدود إذا تمكنوا من فهمها وفهم العواقب المتصلة بها. ولهذا السبب نوصي الآباء باستخدام تطبيقات حماية الطفل ومرافقته خطوة بخطوة لمساعدتهم على قضاء وقت مناسب وبأمان على الإنترنت. فبحسب نتائج الاستطلاع، يتحمّل الوالدان والأسرة المسؤولية الأولى عن تنظيم سلوك الأطفال في الفضاء الرقمي، لكن نحو نصفهم يرى أن المعلمين والمدارس يجب أن يتولوا مسؤولية هذا الأمر، فيما يشعر بعض الآباء أن الأطفال يجب أن يتحمّلوا بدورهم مسؤولية شخصية. لكن للفضاء الرقمي أيضًا قواعده الخاصة للسلوك الآمن، والتي يجب إطلاع الأطفال عليها مثل عدم التواصل مع الغرباء أو الذهاب إلى أماكن غير أخلاقية في المواقع الإلكترونية لحمايتهم من المحتوى غير اللائق ومساعدتهم على تعلّم الشعور بالأمان في البيئة الرقمية. كذلك من المهم تشجيع الأطفال على اتّباع عادات رقمية معينة في نطاق الأسرة أو استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية، والتي يمكن أن تساعد في فرز المحتوى المرغوب فيه وغير المرغوب فيه، فضلاً عن التحقق من نشاط الأطفال عبر الإنترنت.








