فرحة العيد تلاقيها غصّة كبيرة هذه السنة
فرحة العيد تلاقيها غصّة كبيرة هذه السنة
شانتال عاصي
Friday, 24-Dec-2021 06:37
عدتَ وبأيّ حالٍ عدتَ يا عيد.. تلقي الأزمة الإقتصادية للسنة الثالثة على التوالي بظلالها على الأجواء الميلادية في لبنان، مع غياب الكثير من المظاهر الاحتفالية بالعيد بدءاً من الزينة الغنيّة مروراً بالإحتفالات والقرى الميلادية وصولاً إلى تراجع القدرة الشرائية لأدنى درجاتها.
 

كثرٌ هم من باتوا تحت خط الفقر ومن لا يملكون سعر ربطة خبز، فيضطرون لبيع ملعقة حديدية مقابل حصولهم على ربطة خبز يسدّون فيها جوع أمعائهم الخاوية. ولكن كما يقول المثل اللبناني الشهير: «الدنيا ما بتخلى من ولاد الحلال».

 

جمعية «سعادة السما»، تلك الجمعية التي لم تتوانَ لحظة عن مساعدة كل محتاج وفقير، ومدمن ويتيم، أقامت السنة كعادتها ضمن نشاطاتها سلسلة إحتفالات ميلادية وأبرزها: قداس وريسيتال تلاهما احتفال للأيتام الذين قست عليهم الظروف ومنعتهم من الاحتفال مع أهلهم ليصبح بالتالي الأب مجدي العلاوي أباً لهم يضيف إليهم حب الوالد وحنان العائلة المتراصة. وتخلّل الإحتفال تسليم هدايا للأطفال وتقطيع الـ Buche De Noel وسط هتافات وفرحة عمّت المكان بأجمعه.

 

أما الإحتفال الثاني فكان في نادي الأحبّة في برج حمّود، حيث ضمّ عددا كبيرا من المحتاجين وأبرزهم المسنّين الذين يعيشون تحت خطّ الفقر. فتناولوا غداء العيد معاً ورقصوا على أغاني عيد الميلاد ومن ثمّ تلقّوا الهدايا وربطات الخبز والقسائم الشرائية لإحضار عشاء العيد.

 

 

وخَصّ الأب مجدي علاوي الـ«جمهورية» بكلمة مفعمة بالأمل والطمأنينة وقال: «عيد الميلاد هو باختصار الرجاء، الفرح، الأمل، فعيد الميلاد يجمعنا ويدعونا للمسامحة والأهم أن يمّحى البغض من قلوب الناس. ودعا اللبنانيين للتشبّث بالأمل والإيجابية رغم الوباء والصعوبات كي نتخطّى هذه المرحلة الصعبة بأقل أضرار ممكنة، ولنبني وطنا يحاكي طموحات وأحلام الشعب اللبناني».

 

وأضاف الأب علاوي: ولدت جمعية «سعادة السما» جرّاء إهمال وفساد دولة أهملت شعبها المحتاج، ففي برج حمود مثلا كان يزورنا حوالى الـ 300 شخص في المطعم ليزيد عددهم اليوم أضعافاً، وبالتالي أصبح يضمّ اليوم حوالى الـ 2500 شخص إثر ارتفاع نسبة الفقر في لبنان. وفضلاً عن إطعام المحتاجين، تهتمّ «سعادة السما» بدفع إيجارات منازل المعوزين.

 

ودعا الأب علّاوي السياسيين للاعتذار من الشعب اللبناني المقهور ودعاهم للإصلاح في أسرع وقت. كما شدّد على وجود الأمل في بناء وطن أفضل طالما انّ هناك أشخاصاً خيّرين كالذين يتبرّعون ويساهمون باللحم الحيّ لمساعدة إخوتهم المحتاجين. وتابع: «لبنان هو باختصار اليد الواحدة والعيش المشترك، لذلك أدعوكم للتكاتف لنتخطّى مصابنا الأليم وكونوا الشمعة المضيئة في درب كلّ شخصٍ أُقحِمَ في نفق الحياة المظلم».

 

وختم كلمته برسالة للسياسيين قائلاً: «أحبّوا لبنان أولاً ومن ثم أحبّوا شعبه وكونوا على ثقة أن الحب هو أساس كلّ شيء، والحجر الأساس لإعادة بناء دولة ناجحة ومجتمع سعيد.

 

إن براءة الأطفال ودعوات المسنّين هي الأمل بالغد الأبيض، المفعم بالتفاؤل والحياة. على أمل أن يردّ العيد للبنانيين السنة فرحتَهم المسلوبة ويدفئ قلوبهم بلهيب المحبّة والتعاون لبناء وطنٍ أفضل».

theme::common.loader_icon