دخل السائقان الجولة الـ21 في السعودية التي تُدرَج في روزنامة بطولة العالم للمرة الأولى، وفيرستابن في الصدارة، بفارق 8 نقاط عن هاميلتون، الطامح الى إحراز لقبه الخامس توالياً والانفراد بالرقم القياسي لعدد الألقاب الذي يتشاركه مع الألماني ميكايل شوماخر (7 لكل منهما).

لكنّ البريطاني خرج، بعد سباق رُفِع فيه العلم الأحمر مرتَين وفُعِّلَت فيه سيارة الأمان أكثر من مرة، وهو على المسافة عينها من الهولندي بعدد النقاط (369,5) بعد نيله أيضاً نقطة أسرع لفة، قبل خوض الجولة الختامية المقررة الأحد في أبوظبي.

وكان يتعيّن على فيرستابن أن يرفع الفارق مع هاميلتون من 8 نقاط إلى 26 ليحسم اللقب.

وكان يوم مرسيدس حافلاً لأنّ بوتاس خطفَ المركز الثالث من سائق ألبين الفرنسي إستيبان أوكون قبل أمتار معدودة من خطّ النهاية.

حادث شوماخر يخلط الأوراق

وسّع هاميلتون الفارق تدريجاً حتى اللفة العاشرة، حين دخلت سيارة الأمان، إثر حادث كبير للألماني ميك شوماخر (هاس)، فاستغل هاميلتون وبوتاس الأمر لاستبدال الإطارات بالنوع القاسي، فيما اختارَ فيرستابن البقاء على الحلبة خلافاً لزميله المكسيكي سيرخيو بيريز وشارل لوكلير (فيراري).

لكنّ قرار مراقبي السباق برفع العلم الأحمر وإيقاف السباق بسبب الضرر الذي حصل بحائط الأمان نتيجة حادث الاصطدام، أعادَ خلط الأوراق وسمح لفيرستابن باستبدال إطاراته والانطلاق أمام هاميلتون الذي تذمّر من قرار إيقاف السباق.

واستفاد أوكون أيضاً من عدم التوقف خلال وجود سيارة الأمان، إذ انطلق من المركز الرابع أمام الأسترالي دانيال ريكياردو (ماكلارين) ولوكلير ومواطنه بيار غاسلي (ألفا تاوري)، فيما نجح هاميلتون بتخطّي فيرستابن، لكنّ الأخير استعاد مركزه بعد خروجه عن المسار بشكل غير قانوني، ما أربكَ البريطاني وسمح لأوكون بتجاوزه.

لكنّ السباق توقف بعد ثوانٍ، إثر حادثَين لبيريز والروسي نيكيتا مازيبين (هاس) اللذين انسحبا من السباق، على غرار البريطاني جورج راسل (وليامس) الذي اصطدم فيه مازيبين.

فخيّر مراقبو السباق ريد بول بالانطلاق خلف هاميلتون، لكن مع جعل أوكون في المركز الأول، لتجنّب فتح تحقيق بحق فيرستابن لتجاوزه البريطاني من خارج المسار، فوافق مدير ريد بول كريستيان هورنر.

وتقدّم فيرستابن على هاميلتون ثم على أوكون وتصدّر السباق، ثم تمكّن سائق مرسيدس من تخطّي الفرنسي واللحاق بالهولندي، لكنّ الياباني يوكي تسونودا (ألفا تاوري) اصطدم بالألماني سيباستيان فيتل (أستون مارتن) في اللفة 24، فتمّ تفعيل سيارة الأمان الافتراضية للفة واحدة فقط من أجل رفع الأشلاء عن الحلبة.

وتمّ تفعيل سيارة الأمان الافتراضية مرتَين من أجل رفع أشلاء متطايرة من سيارة فيتل عن الحلبة بعد حادث اصطدام مع الفنلندي كيمي رايكونن (ألفا روميو)، فحافظ فيرستابن على الصدارة.

في اللفة 33، عاد السائقون إلى التسابق قبل أن يتمّ تفعيل سيارة الأمان الافتراضية مجدداً في اللفة 36، مع تصدّر فيرستابن أمام البريطاني ليدخل السائقان في صراع كادَ أن يودي بهما خارج السباق، إثر فقدان فيرستابن السيطرة على سيارته خلال محاولة تجاوز من هاميلتون، لكنّه بقيَ أمام الأخير بعدما خرج عن المسار.

وأراد فيرستابن أن يسمح لهاميلتون بتجاوزه لأنّه بقيَ متصدّراً، لكنّ البريطاني لم يتوقع أن يكبح سائق ريد بول، فاصطدم به وتسبّب بكسر الجانح الأمامي لسيارته لكنّه بقي على الحلبة على الرغم من الأضرار في سيارته، فخفّف فيرستابن سرعته وسمح له بالتقدّم عليه، قبل أن يستعيد مركزه.

إلّا أنّه عاد وسمح للبريطاني بتجاوزه بسبب الطريقة التي تخلّى فيها عن مركزه واستعادته مجدّداً في المحاولة الأولى، تزامناً مع معاقبة الهولندي بـ5 ثوانٍ نتيجة التجاوز من خارج المسار في الحادثة السابقة.