ركِّزوا على هذه المواد عند شعوركم بالتوتر
ركِّزوا على هذه المواد عند شعوركم بالتوتر
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

Monday, 06-Dec-2021 06:18

إذا كانت مستويات التوتر لديكم أعلى من معدلاتها الطبيعية، عليكم الإسراع في ضبطها مهما كان سببها. وفي حين أنّ الوسائل الفعّالة لمكافحة التوتر عديدة، مثل الانخراط في تمارين التأمل واليوغا لبضع دقائق أو سماع الموسيقى أو المشي قليلاً، إلّا أنّ العديد من الأشخاص قد يلجأون إلى المأكولات لتهدئة التوتر.

صحيحٌ أنّ الأبحاث العلمية أثبتت أنّ الغذاء يستطيع خفض المشاعر السلبية بما فيها التوتر، إلّا أنّ معظم الناس في مثل هذه الحال يبحثون عن الأطعمة التي تكون غنيّة بالدهون والملح والسكّر مثل البوظة، والتشيبس، والسكاكر، والشوكولا...


وتعليقاً على ذلك، أكّدت اختصاصية التغذية ميلينا جمبوليس، من كاليفورنيا، أنّ «مثل هذه المأكولات المُريحة قد تساعد على خفض التوتر على المدى القصير، ولكنّ الآثار لن تدوم على المدى الطويل وقد تؤدي إلى زيادة الوزن ومشكلات صحّية».


وأضافت: «توجد مغذّيات معيّنة مفيدة جداً للجسم الذي يكون في حالة توتر. إنّ المطلوب تحديداً التركيز على الأطعمة الغنيّة بالدهون الصحّية خصوصاً الأوميغا 3، جنباً إلى البروتينات المنزوعة الدهون، والفيتامينات B، والماغنيزيوم للتحكّم في التوتر المُزمن بطريقةٍ أفضل».


وفي ما يلي سلّطت جمبوليس الضوء على أهمّ المواد التي تساعد على محاربة التوتر:

مصادر الألياف
تساهم الأطعمة الغنيّة بالألياف في الوقاية من الارتفاع الشديد والانخفاض المُفاجئ للسكّر في الدم، اللذين رُبِطا بزيادة التوتر ومعدل الكورتيزول. عموماً، إنها تشمل الفاكهة، والخضار، والفاصولياء، والعدس، والحبوب الكاملة مثل البرغل والأرزّ الأسمر والشوفان ومنتجات القمح الكامل. إنّ السرّ يكمن في البحث عن البدائل الصحّية للأطعمة المُريحة التي تشتهونها. على سبيل المثال، إذا أردتم الحصول على طعام شبيه بالبطاطا المهروسة، إستعينوا بالبطاطا الحلوة المهروسة ولا تزيلوا قشرتها لاستمداد جرعات إضافية من الألياف. كذلك يمكنكم إضافة إليها القليل من القرفة للحصول على مواد بوليفينول التي تبيّن أنها تملك خصائص مضادة للالتهاب وللأكسدة تمنحها القدرة على تحسين الصحّة النفسية عند البالغين الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، إستناداً إلى دراسة نُشرت في «Nutrients» عام 2020.


... والماغنيزيوم
يعمل هذا المعدن بمثابة مُنظِّم للتوتر، ولكنه قد يتعرّض أيضاً للاستنزاف بسبب الإجهاد، وفق مراجعة صدرت في «Nutrients» عام 2020. إذا كنتم تشكون من التوتر، فإنّ التركيز على مصادر الماغنيزيوم أساسي لتهدئة وضعكم. إنها تشمل بذور اليقطين، وبذور الشيا، واللوز، والكاجو، والفول السوداني، والسبانخ المطبوخ، وحليب الصويا، والفاصولياء السوداء، والإدمامي.


السلمون
بدلاً من اللجوء إلى وجبة طعام دهنية بعد يومٍ مشحون بالضغوط، ابحثوا عن طبق مستوحى من غذاء البحر الأبيض المتوسط المضاد للالتهاب لتهدئة مشاعركم السلبية. يمكن للالتهاب أن يخفض مادة كيماوية في الدماغ تُعرف بالـ«BDNF»، الأمر الذي قد يؤثر سلباً في أداء الدماغ، والمزاج، ومستويات التوتر. ويتصدّر السلمون لائحة المأكولات المضادة للالتهاب لغناه بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي ثبُت أنها تُبطئ إنتاج البروتينات الالتهابية في الجسم، بحسب «Cleveland Clinic».


الشوكولا الأسود
عند الشعور برغبة شديدة في الحصول على مذاقٍ حلو، فإنّ الفاكهة هي حتماً الخيار الأفضل لغناها بالألياف ومضادات الأكسدة. ولكن أحياناً، فإنّ الفاكهة لا تكون كافية وتشعرون برغبة مُلحّة في الحصول على الحلوى. يُعتبر الشوكولا الأسود خياراً جيداً لأنه يحتوي على الدهون، والألياف، والبوليفينول التي تدعم كلها أداء الدماغ الصحّي. لا تتردّدوا إذاً في الحصول على مكعّبين من الشوكولا الأسود المكوّن من أكثر من 70 في المئة من الكاكاو.


المشروبات منخفضة الكافيين
بدلاً من اللجوء دائماً إلى المأكولات، يمكنكم الاستعانة أيضاً بالمشروبات! يُعتبر الشاي الأخضر وسيلة جيّدة لمكافحة التوتر بفضل احتوائه على مادة كيماوية مُهدِّئة تُعرف بالـ«Theanine». كذلك يمكنكم الاستمتاع بالشوكولا الساخن المحضّر في المنزل بواسطة بودرة الكاكاو والحليب قليل الدسم أو الخالي منه ومُحلّي الستيفيا. من المفيد جداً احتساء مشروبات لا تحتوي سوى على كمية ضئيلة من الكافيين، مقارنةً بالقهوة، بما أنّ هذه المادة تُفاقم آثار التوتر والقلق عند بعض الأشخاص وتخفض جودة النوم، ما قد يجعل الجسم يستجيب بطريقةٍ غير مباشرة لمزيدٍ من التوتر، وفق دراسة نُشرت في «Journal of Caffeine Research» عام 2017.

theme::common.loader_icon