ما هي مخاطر الجمع بين أكثر من دواء في وقت واحد؟
ما هي مخاطر الجمع بين أكثر من دواء في وقت واحد؟
Thursday, 16-Sep-2021 08:35

غالباً ما يتناول كبار السن عدة أدوية كل يوم، لكن هناك أدلة متزايدة على أنّ هذا قد يكون خطأ في بعض الأحيان.

 

إنّ «الإفراط في تناول الأدوية»، والذي غالباً ما يصف تناول مريض واحد لـ5 عقاقير أو أكثر بشكل منتظم، آخذ في الازدياد، ومن المتوقع أن ينمو مع زيادة متوسط العمر المتوقع وتقدم سكان العالم في العمر.

لا يتناول كبار السن الكثير من الأدوية فحسب، بل يواجهون أيضاً خطراً أكبر من الآثار الجانبية الشديدة لأنّ أكبادهم تصبح أقل كفاءة في التمثيل الغذائي وإزالة الأدوية من مجرى الدم.

ويتفاقم هذا الخطر بسبب حقيقة أنّ التفاعلات بين بعض الأدوية يمكن أن تكون ضارة، وأن ما يصل إلى نصف المرضى الذين يتناولون 4 عقاقير أو أكثر لا يتناولونها كما هو موصوف لهم من قبل الأطباء، وفقًا لتحليل نشر عام 2020 في المراجعة السنوية لعلم الأدوية والسموم.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أنّ «الإفراط في تناول الأدوية» يمثّل مشكلة صحية عامة رئيسية، ويؤدي إلى نقل الملايين إلى المستشفيات على مستوى العالم بسبب الاستجابات السلبية للأدوية، كما يؤدي إلى إنفاق مليارات الدولارات في هيئة نفقات صحية غير ضرورية.

ويتسابق الباحثون والصيادلة لحل مشكلة الإفراط في تناول الأدوية، لكن القيام بذلك أمر صعب للغاية.

يقول توبياس دريشولت، وهو صيدلاني في جامعة لودفيغ ماكسيميليان الألمانية وأحد مؤلفي ورقة المراجعة السنوية: «لا يوجد حتى نقاش حول الحاجة إلى التحقق مما إذا كان التوازن بين الأضرار والفوائد ثابتاً بمرور الوقت».

وأجرى دريشولت بحثاً في جامعة دندي في اسكتلندا، كما كان عضواً في الفريق البحثي الذي نشر سلسلة من الإرشادات لمساعدة الأطباء والصيادلة في البلاد على تقليل استخدام الأدوية غير الضرورية أو التي يحتمل أن تكون خطرة.

ومنذ تطبيق هذه الإرشادات في عام 2012، انخفض عدد الأدوية الزائدة وتركيبات الأدوية عالية الخطورة الموصوفة للمرضى. لكن السؤال الآن هو: هل يمكن تطبيق ممارسات مماثلة في بلدان أخرى في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم؟

تقول إميلي ريف، باحثة وصيدلانية في جامعة جنوب أستراليا في أديلايد، والتي كانت تدرس طرق تقليل تأثير الإفراط في تناول الأدوية لدى كبار السن خلال العقد الماضي: «من الناحية التاريخية، لا تحتوي إرشادات العلاج السريري على أي توصيات أو تعليقات حول كيفية ووقت إيقاف تناول الأدوية».

ويتزايد عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر في جميع أنحاء العالم. وفي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، من المتوقع أن يزداد عدد الأفراد في هذه الفئة العمرية بنسبة 67 في المئة - أو 8.2 ملايين شخص إضافي، وهو ما يعادل عدد سكان لندن تقريباً في الوقت الحالي - من عام 2019 إلى عام 2068.

وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص في هذه الفئة العمرية بنحو 81 في المئة، أو 42.3 مليون شخص إضافي، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2018 و2060.

وعندما يتقدم الناس في السن، فإن الحالات الطبية المزمنة، بدءاً من هشاشة العظام وصولاً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، تصبح أكثر شيوعاً. وبالنسبة للأنظمة الطبية في العديد من البلدان، فإنّ وصف الأدوية هو الأسلوب المفضّل لعلاج هذه الأمراض.

ووفقاً لتقرير صادر عن معهد لوين للأبحاث، وهو مركز غير هادف للربح، فإنّ 42 في المئة من جميع كبار السن في الولايات المتحدة يتناولون 5 أدوية أو أكثر يوميا. ويتناول ما يقرب من 20 في المئة 10 عقاقير أو أكثر. وعلى مدار الـ20 عاما الماضية، تضاعفت حالات الإفراط في تناول الأدوية 3 مرات في جميع أنحاء البلاد.

تفاعلات غير متوقعة

إنّ اعتماد صناعة الأدوية على تحقيق الأرباح قد يجعل الأطباء يصفون المزيد من الأدوية للمرضى، وفقاً لتحقيق أجرَته غرفة «بروبابليكا» الأخبار. وأفادت الغرفة بأنّ الأطباء الذين يتلقّون أموالاً مقابل وصف دواء معيّن يصفون هذا الدواء أكثر من الأطباء الذين لا يستفيدون مالياً.

وفي عام 2015، حصل حوالى نصف الأطباء في الولايات المتحدة على مخصصات مالية من شركات الأدوية بلغ مجموعها 2.4 مليار دولار.

وهناك عامل آخر يساهم في تفاقم هذه المشكلة، وهو عدم وجود اتصال بين الأطباء المختلفين الذين يذهب إليهم المريض، وهو ما يؤدي إلى وصف أدوية من دون تواصل مناسب. وبالتالي، فإنّ ما يبدو أنه مرض جديد قد يكون في واقع الأمر أحد الآثار الجانبية لعقارٍ ما.

تقول غريس لو ياو، أخصائية وبائيات السرطان في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا: «كل الأطباء المتخصصين يركزون فقط على مجالاتهم». وعلاوة على ذلك، فإنّ الكثير من المرضى، بما في ذلك مرضى السرطان الذين تدرس غريس حالاتهم، ليس لديهم طبيب يمكنه تقديم المساعدة لهم فيما يتعلق برؤية الصورة العامة والكاملة لعلاجهم وصحتهم. وتتساءل غريس: «أين هو الشخص الذي سيبحث عن التفاعلات المحتملة، أو يطالب المريض بوقف تناول بعض الأدوية؟»

في بعض الأحيان، يكون من الضروري وصف العديد من الأدوية في وقت واحد. فعلى سبيل المثال، لكي تساعد مريضاً أصيب بنوبة قلبية على عدم الإصابة بنوبة قلبية مرة أخرى، يمكن أن يشمل العلاج الأدوية التي تخفّض نسبة الكوليسترول في الدم وتخفّض ضغطه وتوقف خلاياه عن الالتصاق ببعضها بعضاً.

لكن عندما تفوق مخاطر الأدوية فوائدها المحتملة، يصبح المرضى معرّضين لعواقب صحية كبيرة. ففي كل يوم، يُنقل 750 شخصاً من كبار السن إلى المستشفيات بسبب الآثار الجانبية الخطيرة للأدوية، بما في ذلك الإغماء وردود الفعل التَحسسية والنزيف الداخلي.

ومع كل دواء إضافي يتناوله المريض، يزداد خطر حدوث رد فعل سلبي بنسبة تتراوح بين 7 في المئة و10.إنّ «الإفراط في تناول الأدوية»، والذي غالباً ما يصف تناول مريض واحد لـ5 عقاقير أو أكثر بشكل منتظم، آخذ في الازدياد، ومن المتوقع أن ينمو مع زيادة متوسط العمر المتوقع وتقدم سكان العالم في العمر.

لا يتناول كبار السن الكثير من الأدوية فحسب، بل يواجهون أيضاً خطراً أكبر من الآثار الجانبية الشديدة لأنّ أكبادهم تصبح أقل كفاءة في التمثيل الغذائي وإزالة الأدوية من مجرى الدم.

ويتفاقم هذا الخطر بسبب حقيقة أنّ التفاعلات بين بعض الأدوية يمكن أن تكون ضارة، وأن ما يصل إلى نصف المرضى الذين يتناولون 4 عقاقير أو أكثر لا يتناولونها كما هو موصوف لهم من قبل الأطباء، وفقًا لتحليل نشر عام 2020 في المراجعة السنوية لعلم الأدوية والسموم.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أنّ «الإفراط في تناول الأدوية» يمثّل مشكلة صحية عامة رئيسية، ويؤدي إلى نقل الملايين إلى المستشفيات على مستوى العالم بسبب الاستجابات السلبية للأدوية، كما يؤدي إلى إنفاق مليارات الدولارات في هيئة نفقات صحية غير ضرورية.

ويتسابق الباحثون والصيادلة لحل مشكلة الإفراط في تناول الأدوية، لكن القيام بذلك أمر صعب للغاية.

يقول توبياس دريشولت، وهو صيدلاني في جامعة لودفيغ ماكسيميليان الألمانية وأحد مؤلفي ورقة المراجعة السنوية: «لا يوجد حتى نقاش حول الحاجة إلى التحقق مما إذا كان التوازن بين الأضرار والفوائد ثابتاً بمرور الوقت».

وأجرى دريشولت بحثاً في جامعة دندي في اسكتلندا، كما كان عضواً في الفريق البحثي الذي نشر سلسلة من الإرشادات لمساعدة الأطباء والصيادلة في البلاد على تقليل استخدام الأدوية غير الضرورية أو التي يحتمل أن تكون خطرة.

ومنذ تطبيق هذه الإرشادات في عام 2012، انخفض عدد الأدوية الزائدة وتركيبات الأدوية عالية الخطورة الموصوفة للمرضى. لكن السؤال الآن هو: هل يمكن تطبيق ممارسات مماثلة في بلدان أخرى في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم؟

تقول إميلي ريف، باحثة وصيدلانية في جامعة جنوب أستراليا في أديلايد، والتي كانت تدرس طرق تقليل تأثير الإفراط في تناول الأدوية لدى كبار السن خلال العقد الماضي: «من الناحية التاريخية، لا تحتوي إرشادات العلاج السريري على أي توصيات أو تعليقات حول كيفية ووقت إيقاف تناول الأدوية».

ويتزايد عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر في جميع أنحاء العالم. وفي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، من المتوقع أن يزداد عدد الأفراد في هذه الفئة العمرية بنسبة 67 في المئة - أو 8.2 ملايين شخص إضافي، وهو ما يعادل عدد سكان لندن تقريباً في الوقت الحالي - من عام 2019 إلى عام 2068.

وفي الولايات المتحدة، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص في هذه الفئة العمرية بنحو 81 في المئة، أو 42.3 مليون شخص إضافي، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2018 و2060.

وعندما يتقدم الناس في السن، فإن الحالات الطبية المزمنة، بدءاً من هشاشة العظام وصولاً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، تصبح أكثر شيوعاً. وبالنسبة للأنظمة الطبية في العديد من البلدان، فإنّ وصف الأدوية هو الأسلوب المفضّل لعلاج هذه الأمراض.

ووفقاً لتقرير صادر عن معهد لوين للأبحاث، وهو مركز غير هادف للربح، فإنّ 42 في المئة من جميع كبار السن في الولايات المتحدة يتناولون 5 أدوية أو أكثر يوميا. ويتناول ما يقرب من 20 في المئة 10 عقاقير أو أكثر. وعلى مدار الـ20 عاما الماضية، تضاعفت حالات الإفراط في تناول الأدوية 3 مرات في جميع أنحاء البلاد.

تفاعلات غير متوقعة

إنّ اعتماد صناعة الأدوية على تحقيق الأرباح قد يجعل الأطباء يصفون المزيد من الأدوية للمرضى، وفقاً لتحقيق أجرَته غرفة «بروبابليكا» الأخبار. وأفادت الغرفة بأنّ الأطباء الذين يتلقّون أموالاً مقابل وصف دواء معيّن يصفون هذا الدواء أكثر من الأطباء الذين لا يستفيدون مالياً.

وفي عام 2015، حصل حوالى نصف الأطباء في الولايات المتحدة على مخصصات مالية من شركات الأدوية بلغ مجموعها 2.4 مليار دولار.

وهناك عامل آخر يساهم في تفاقم هذه المشكلة، وهو عدم وجود اتصال بين الأطباء المختلفين الذين يذهب إليهم المريض، وهو ما يؤدي إلى وصف أدوية من دون تواصل مناسب. وبالتالي، فإنّ ما يبدو أنه مرض جديد قد يكون في واقع الأمر أحد الآثار الجانبية لعقارٍ ما.

تقول غريس لو ياو، أخصائية وبائيات السرطان في جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا: «كل الأطباء المتخصصين يركزون فقط على مجالاتهم». وعلاوة على ذلك، فإنّ الكثير من المرضى، بما في ذلك مرضى السرطان الذين تدرس غريس حالاتهم، ليس لديهم طبيب يمكنه تقديم المساعدة لهم فيما يتعلق برؤية الصورة العامة والكاملة لعلاجهم وصحتهم. وتتساءل غريس: «أين هو الشخص الذي سيبحث عن التفاعلات المحتملة، أو يطالب المريض بوقف تناول بعض الأدوية؟»

في بعض الأحيان، يكون من الضروري وصف العديد من الأدوية في وقت واحد. فعلى سبيل المثال، لكي تساعد مريضاً أصيب بنوبة قلبية على عدم الإصابة بنوبة قلبية مرة أخرى، يمكن أن يشمل العلاج الأدوية التي تخفّض نسبة الكوليسترول في الدم وتخفّض ضغطه وتوقف خلاياه عن الالتصاق ببعضها بعضاً.

لكن عندما تفوق مخاطر الأدوية فوائدها المحتملة، يصبح المرضى معرّضين لعواقب صحية كبيرة. ففي كل يوم، يُنقل 750 شخصاً من كبار السن إلى المستشفيات بسبب الآثار الجانبية الخطيرة للأدوية، بما في ذلك الإغماء وردود الفعل التَحسسية والنزيف الداخلي.

ومع كل دواء إضافي يتناوله المريض، يزداد خطر حدوث رد فعل سلبي بنسبة تتراوح بين 7 في المئة و10.

theme::common.loader_icon