من لا يخشى يوم الحساب ... فليفعل ما يشاء!
من لا يخشى يوم الحساب ... فليفعل ما يشاء!
Saturday, 21-Aug-2021 06:09

من يطالب بمواصلة دعم المحروقات، كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

من نخر مسامعنا على مدى سنوات بخطيئة سياسات الدعم، يريد اليوم إطلاق رصاصات الرحمة في رؤوسنا، من خلال مزايداته العشوائية وإصراره على مواصلة خطيئة الدعم القاتل.

 

سياساتكم في دعم الكهرباء ادّت الى خسارة 45 مليار دولار، ولم ولن تأتي بنور ولا كهرباء يا أصحاب العقول المطفأة.

 

سياساتكم وإصراركم على مواصلة خطيئة دعم الليرة اللبنانية سنوات بعد سنوات، استنزفت اموال مصرف لبنان واموال اللبنانيين المودعة في المصارف، ورمت الليرة أشلاء وهدرت حياة الناس هباء.

 

سياساتكم العظيمة وتفاهتكم اللعينة بالضغط المتواصل لاستمرار دعم المحروقات والدواء والقمح والفياغرا والكاجو و300 صنف من المواد الغذائية وغيرها، أمعنت في ارتكاب أعظم الجرائم بشاعة ضدّ النظام اللبناني الحرّ والدستور وقدسية الملكية الفردية، فأمعنتم في سرقة ما كان بقي من دولارات لم تُنهب ولم تُهدر من اموال اللبنانيين وجنى أعمارهم، لتقدّموها على أطباق من النجاسة الى غير اللبنانيين، من آسيا الى افريقيا واوروبا، والى المهرّبين والتجار الخونة الملعونين حتى يوم الدين.

 

ونتيجة هذه «الروح الوطنية العظيمة» والعبقرية السياسية والإدارية في النهب والتدمير وفتح ابواب الجحيم والتعتير، لم يبق في البلد دواء لمريض في صيدلية، ولقمة غير مغمّسة بالذلّ، وقارورة غاز وصفيحة بنزين ومازوت للمستشفيات والأفران والمنازل ووسائل الاعلام والنقل وغيرها وغيرها…

 

حذّركم حاكم مصرف لبنان مرات ومرات ومرات، واجبرتموه على صرف دولارات الناس لشراء الوقت لكم، لتتربعوا سنوات وشهوراً وحتى اياماً إضافية، على عروش ملعونة مبنية على ركام وطن ودماء شعب، ولم يهزّكم لا انهيار مالي واقتصادي، ولا انفجار مرفأ بيروت الكارثي، ولا انفجار البنزين في عكار، ومن لا تهزّه دمعة أم على جثة ولدها، ولا يحرّكه دعاء مظلوم او يتيم او مقهور عليه وعلى نسله من بعده، لن يعرف راحة ولا استراحة، لا في هذه الدنيا الفانية ولا في الآخرة.

 

لا يهدّدن احد الناس بالاستقالة، فهي الرجاء والمنى. ولا يعتقدنّ احد انّ تصريحاته تشفي غليل الناس المتعطشين لرحيلكم بفارغ الصبر. تخشون الولوج الى الأماكن العامة ولا تجرؤون الدخول الى مطعم، فكيف ستجرؤون على خوض انتخابات نيابية عامة والاحتكام الى اصوات الشعب الغاضب من وجوهكم ووجودكم؟!

 

بالأمس رفعتم شعار الدفاع عن حقوق المودعين، بعدما شاركتم في سياسات هدرها وسرقتها ووهب ما بقي منها الى المهرّبين والمبيّضين وغير اللبنانيين، وكادت ان تنطلي شعاراتكم على بعض الناس، لكنكم لم تتأخّروا في كشف عوراتكم وعدائكم للبنانيين، فناديتم بمدّ اليد بإسلوب السطو والكسر والخلع للقانون، على الاحتياط الإلزامي الذي هو ملك اصحابه حصراً، من اجل استمرار الدعم الملعون على حساب الشعب المطحون.

 

الدعم الذي دمّر لبنان أتى من الخزينة العامة ومن مصرف لبنان ومن نهب اموال المودعين. إستُبيح كل شيء لارتكاب جرائم الدعم. لم يبق شيء. من اين يريدون ان يركبوا الطرابيش هذه المرة؟

 

لو صرفوا لكل عائلة لبنانية محتاجة 100 دولار نقداً شهرياً، وفي لبنان نحو مليون عائلة، منهم الأثرياء والحكام والتجار ومتوسطو الحال، لكان عليهم أن يدفعوا 100 مليون دولار شهرياً، أي نحو مليار ومئتي مليون دولار سنوياً، لكنهم فضّلوا الدعم الذي كلّف أكثر من 8 مليارات دولار خلال سنة. ولو دفعوا مليار دولار سنوياً لكل اللبنانيين، لكانت فاتورة دعم هدر الكهرباء وحدها تكفي 45 سنة لإعالة الشعب اللبناني.

 

الإصرار على استمرار جريمة الدعم هي إصرار على عدم حل أزمة المحروقات والدواء، وإصرار على الإبقاء على طوابير الانتظار المؤلم أمام محطات المحروقات والصيدليات، لا بل إصرار على قطع الاوكسيجين عمّا بقي من دورة الحياة في لبنان.

 

الإصرار على استمرار الدعم والبلد مفلس، هو إصرار على دعم التهريب والمهرّبين والمحتكرين وأصحاب السلطة والنفوذ.

كلما عرقلتم رفع الدعم عن المحروقات، بقي الناس مذلولين بلا بنزين ولا مازوت.

لا بدّ ان يأتي يوم وتبادر مجموعة الى مقاضاة المرتكبين وملاحقة المسؤولين عن الإمعان في ارتكاب جرائم ضدّ الانسانية وحقوق اللبنانيين.

ومن لا يخشى يوم الحساب أمام الرب، فليفعل ما يشاء.

theme::common.loader_icon