في عتمةِ تهاوي القيم، ودَماسَةِ ليلِ انهيارِ الخُلُقيات الإعلامية الناظمة لِشَرَفِيَّةِ مِهنَةِ الرصد والاستخبار والتقصّي والتَنَخُّلِ والإستعلامِ للإعلام والإستفهامِ للإفهام، على قاعدةِ الإلتزام بصدقية المعلومةِ ومرجعيةِ الخبر ونَفْعِيَّةِ مردودية النشر والبث، بعيداً عن استثمار الأزماتِ وتزخيمِ النزاعاتِ وافتراضية السيناريوهات… ينطلق «تلفزيون الجمهورية» حاملاً الرِهانَ أنْ يكون منبراً للحق، وشاشة للوطنيات، مُتعهِّداً إعلاءَ «الإعلام الإنساني» رأس أوْلوِيَّاتِ اهتماماته..!
إنها مُغامرةٌ وطنيةٌ جَريئة، أَنْ يُبادَرَ الى إضافة تلفزيون جديد، في فضاء «الإعلامات التَسْليعيَّة»، التي حادَتْ عن مهنيتها وانحرفتْ الى أَنْ تكونَ منصَّاتٍ هوائية مفتوحة للّذي يدفعُ أكثرَ، بعيداً عن ناموسِ الالتزام الإعلامي، الهادف الى التَشاركِ بصناعة وإنتاج إعلامٍ نقيٍّ يَستأهِلُهُ لبنان، الذي أرسى أُسُسَ الصحافة منذ 1858، وقَعَّدَ ركائِزَ الإعلام الاذاعي والتلفزيوني والرقمي، وكانت له طلائعُ الرِيادةِ والسَبْقِيَّةِ بأنْ يُصَدِّرَ الإعلام المعرفي والاخباري والتحليلي، الى الدول العربية، على قاعدة التكامل الفنّي والاحترافي والعدالة الاعلامية.
مبروك إطلاق «تلفزيون الجمهورية»، ومبروك التحدّي الكبير الذي ارتضى المشرفون عليه، أنْ يُواجهوه بإضمامةٍ مَوْثوقةٍ من إعلامياتٍ وإعلاميينَ مَوْفوري الرصيدِ من أهلِ الحقيقةِ وعشيرةِ الحَقِّ..!
والأملُ أن يُقدِّمَ «تلفزيون الجمهورية» إعلاماً نَوْعِيَّاً يكونُ على مستوى رِهاناتِ المرحلة النزاعية التي يُقاسيها لبنان الوطن الذبيح، ويُكابِدُها شعبُهُ الضحية..!
