كوتيار وهيلبرغ: متطلبات مستحيلة لمُخرج «أنيت»
كوتيار وهيلبرغ: متطلبات مستحيلة لمُخرج «أنيت»
Thursday, 08-Jul-2021 08:28

رَوت الممثلة ماريون كوتيار وزميلها في فيلم «أنيت» سايمون هيلبرغ، أمس، أنّ مخرجه الفرنسي ليوس كاراكس كان يضع متطلبات «مستحيلة أحياناً» خلال تصوير الشريط الذي عرض في افتتاح مهرجان كان السينمائي ويسعى إلى الفوز بسعفته الذهبية.

 

وقال الممثل الأميركي سايمون هيلبرغ، الذي أدى دور عازف بيانو ضمن أوركسترا في هذا الفيلم الغنائي عن قصة افتراق حبيبين وطلاقهما مع الجمهور: «كان ليوس يطلب مني القيام بأمور معينة كانت أحياناً مستحيلة التنفيذ من الناحية الفنية»، مثل «رفع يد واحدة عن البيانو ثم الأخرى أثناء العزف». واضاف أنه أجاب المخرج عندها: «ولكن هل تريدني أن أعزف على البيانو من دون يديّ؟!».

 

كذلك، طلب منه كاراكس أن يغنّي مشهد عراك يكون فيه رأسه تحت الماء، فأجابه مُحرجاً لأنه لم يكن يريد «تخييب أمل» المخرج الفرنسي: «هل تريدني أن أغني وأنا تحت الماء؟».

 

وشَبّه هيلبرغ جلسات تصوير الفيلم بـ»الذهاب إلى الصلاة»، لأنّ مسرح التصوير «كان عميقاً جداً وهادئاً وروحانياً ومتطلباً ورائعاً!».

 

أمّا كوتيار فاعتبرت أنّ «كل يوم كان بمثابة مفاجأة، ولكن في الوقت نفسه كان عميقاً جداً»، واصفةً جَو التصوير بأنه مميز جداً، يطغى عليه التدخين المزمن للمخرج، ويسوده التفاهم المتبادل «من دون الحاجة إلى التحدث كثيراً» بينه وبين الممثلين، مشيرة إلى متطلبات بدنية تعجيزية أحياناً، كالغناء أثناء المشي من دون رؤية المكان الذي يضع فيه الممثل قدميه.

وقالت: «كل يوم كان علينا أن نغني وسط دخان السجائر، لا يمكنك أن تتخيّل مدى صعوبة ذلك».

 

وأضافت: «وجدتُ نفسي ذات مرة مضطرةً للغناء» في مساحة محدودة خلال المشي «من دون أن أرى إلى أين أنا ذاهبة، وكانت هذه المرة الوحيدة التي قلت فيها إنني لا أستطيع أن أقوم بالمهمة، وإنها كانت مستحيلة وإنني خائفة من أن أكسر رجلي».

 

وكان 4 من كبار الفن السابع، هم: بيدرو ألمودوفار وسبايك لي وجودي فوستر وبونغ جون هو، قد أعطوا إشارة الانطلاق الرسمية أمس الأول لمهرجان كان السينمائي ولعودة الصناعة السينمائية إلى نشاطها المعهود بعد شهور طويلة من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19.

 

وقالت الممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر بفرنسيتها المتقنة بعد تسلّمها السعفة الذهبية الفخرية من المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار عن مجمل مسيرتها: «في هذا العام الانتقالي، كانت السينما طوق نجاتي». وسبق لفوستر أن حصلت خلال مسيرتها على جائزتي أوسكار، ومن أبرز الأفلام التي شاركت فيها: «تاكسي درايفر» (1976) و»سايلنس أوف ذي لامبس» (1991).

 

أمّا ألمودوفار المخلص لمهرجان كان، والذي لم يسبق أن حصل على أي جائزة فيه، فأوضح أنه شاء أن يكون «حاضراً بمناسبة عودة السينما والمهرجان»، وأن يتمكن من «الاحتفاء بسينما المؤلف على شاشة كبيرة».

 

وانضَمّ إلى ألمودوفار وفوستر رئيس لجنة التحكيم المخرج النيويوركي سبايك لي مُرتدياً بزة باللون الزهر الفوشيا تتناسَب مع نظارته، والمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون الذي حاز السعفة الذهبية عن فيلم «بارازايت» عام 2019، في الدورة الأخيرة من المهرجان قبل الجائحة.

 

وأضافت جودي فوستر: «لقد أمضى كثر منّا هذه السنة داخل فقاعاتهم الصغيرة، وأمضاها كثر في عزلة، بينما واجه آخرون المعاناة والقلق والألم والخوف القاتل. وها نحن أخيراً، بعد عام لا مثيل له، نجتمع بملابسنا الجميلة». وتابعت مازحةً: «هل اشتقتم إلى البريق؟ قليلاً؟ أنا أيضاً...».

 

وبعد مراسم الافتتاح، بدأت المسابقة رسمياً بعرض فيلم «انيت» الافتتاحي للمخرج ليوس كاراكس، وهو كوميديا غنائية تتسِم بأجواء أوبرالية من نمط موسيقى الروك.

 

وتوقعت بطلة الفيلم ماريون كوتيار أن يكون لهذا «العرض الكبير» وقصة الحب المأسوية الجميلة هذه أثر قوي على الجمهور، بعد أشهر من الحجر والحياة الاجتماعية المعطلة.

 

وتواصلت العروض الرسمية ضمن المسابقة أمس، مع فيلم «تو سيه بيان باسيه» لفرنسوا أوزون، من بطولة أندريه دوسولييه وصوفي مارسو، ويتناول موضوع الانتحار بمساعدة الغير. ويُعرَض كذلك فيلم للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد.

 

وسيحضر أعضاء لجنة التحكيم ما مجموعه 24 فيلماً تتنافس على السعفة الذهبية، ويفترض بها أن تختار الفائز من بينها بحلول 17 تموز الحالي، وهم اغتنموا يوم الافتتاح لإعطاء نبرة سياسية لهذه الدورة الرابعة والسبعين من المهرجان.

 

وقال سبايك لي، وهو أول سينمائي أسود يتولى رئاسة اللجنة: «هذا العالم يحكمه رجال العصابات»، حاملاً بشكل خاص على رئيسَي روسيا فلاديمير بوتين والبرازيل جايير بولسونارو، وذلك خلال مؤتمر صحافي اعتمَر خلاله قبعة سوداء عليها الرقم «1619»، في إشارة إلى سنة وصول طلائع العبيد إلى الولايات المتحدة.

 

وتطرّق أولاً إلى مصير السود في الولايات المتحدة، وهو موضوع في صلب التزامه السياسي والفني لم يكفّ عن استكشافه في أفلامه، خصوصاً عبر فيلم «دو ذي رايت ثينغ». ولفت إلى أنه بعد مرور أكثر من 30 سنة على عرض الفيلم لأول مرة، «كان يمكن أن يُخيّل لنا أنّ ملاحقة السود مثل الحيوانات توقفت»، قبل الإشارة إلى السود ضحايا عنف الشرطة في الولايات المتحدة، مثل «الأخ إريك غاردنر» أو «الملك جورج فلويد».

 

كذلك، خاض أعضاء في لجنة التحكيم في مواضيع مختلفة، من المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو عن الوضع السياسي في بلاده، إلى الممثلة ماغي جيلنهال عن مكانة المرأة في السينما، مروراً بالفرنسية ميلاني لوران التي تطرقت إلى القضايا البيئية.

theme::common.loader_icon