تبشّر شبكة الجيل الخامس من الإتصالات بثورة جديدة ستطال جميع القطاعات من السيارات الذاتية القيادة إلى المصانع المتصلة بالإنترنت والجراحات من بعد، وصولاً حتى إلى الزراعة الذكية، من شأنها إدخال تغييرات جذرية في قطاعات إقتصادية برمتها.

تطور مستمر

قدّم الجيل الأول إمكان إجراء مكالمات صوتية عبر الهواتف المحمولة، ثم الجيل الثاني أتى بالرسائل النصية، والجيل الثالث سمح بإرسال الصور، ثم تطورت القدرات مع الجيل الرابع وأصبحت وسائل الإتصال عبر الانترنت متاحة للجميع. والآن سيدخل الجيل الخامس تطورات كبرى على الإتصالات مع زيادة سرعة الإتصال حوالى العشرة أضعاف، ما سيفتح صفحة جديدة في القطاع الصناعي من شأنها تحسين الإنتاجية إلى مستويات فضلى.

المصانع والنقل

بالفعل، تعمل الشركات العالمية على مشاريع تجريبية لنشر شبكة الإتصالات المستقبلية في المصانع. ومن بين الإستخدامات الملموسة روبوتات مجهزة بالواقع المعزز لتشغيل المصانع عن بعد. وتواكب شبكة الجيل الخامس إبتكارات أخرى في قطاعات النقل، أبرزها السيارة الذاتية القيادة، التي ستصبح قادرة على فهم البيئة المحيطة ووضع الطريق والعقبات الموجودة بالقرب منها، وتحليل الكميات الضخمة من البيانات ومعالجتها في كل لحظة. وقد جعلت شبكة الجيل الخامس هذه المهمات ممكنة، لأنها التقنية الوحيدة القادرة على نقل كمية البيانات اللازمة لرصد الحركة وتحليلها واتخاذ الإجراء المناسب في جزء من الثانية.

الطبابة والصحة

ستمكّن شبكة الجيل الخامس الأطباء من إجراء العمليات الجراحية عن بعد من خلال الإستعانة بالأذرع الآلية، وستتيح جودة صورة أفضل بكثير من تلك المتوفرة في الشبكات السابقة، ما يقلّص احتمالات الخطأ. كذلك ستسمح بزيادة كبيرة في تبادل البيانات الصحية بين المستخدم ومنصات تحليل البيانات. وأشار الخبراء الصحيون إلى أن تقنية الجيل الخامس من الإتصالات ستتيح أيضاً التحرك إستباقياً بدرجة أكبر بكثير، لأنها ستحسن عمل الأجهزة الصحية الذكية القابلة للإرتداء المليئة بالمستشعرات، والقادرة على تسجيل وتيرة نبضات القلب والتنفس.

القطاع الزراعي

كذلك من المتوقع أن تدخل شبكة الجيل الخامس تغيراً جذرياً أيضاً في القطاع الزراعي، مع قدرات جديدة تتمثّل مثلاً بتربية المواشي من بعد واقتلاع الأعشاب الضارّة آلياً، وظهور الجرارات ذات القيادة الذاتية.