للإضاءة أكثر على الموضوع، أجرت «الجمهورية» حواراً شاملاً مع الدكتور نضال حارث حسن، الاختصاصي في جراحة الحيوانات، ورئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء البياطرة.

• هل يُصاب الحيوان الأليف بفيروس «كوفيد-19»؟

- يجيب د. حسن قائلاً: «نعم. قدّمت الأبحاث حتى اليوم براهين من قِبل منظمة الصحة العالمية والـCDC أنّ الكلاب والقطط كحيوانات أليفة تُصاب بالفيروس، فضلاً عن النمس».

العدوى بين الإنسان والحيوان

ينقل الفيروس من الإنسان إلى الحيوان، ولكن من المستبعد جداً أن ينقله الحيوان إلى الإنسان بحسب الجهات الرسمية العالمية المختصة، ولكنه قد ينقل العدوى إلى حيوانات أخرى. لا يمكننا استبعاد احتمال الانتقال من الحيوان إلى الإنسان 100% بعد، لأنّ الدراسات تركّز حالياً على العدوى بين الأشخاص، ولكن ما من إثباتات حتى اليوم على انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان.

أعراض الفيروس في جسم الحيوان

الحمل الفيروسي صغير جداً عند إصابة الحيوان بفيروس كورونا المستجد، لذا من الصعب جداً أن يتأثر بها الإنسان.

وعند الاصابة بالفيروس، تظهر العوارض نفسها على الحيوان: عوارض الانفلونزا، سعال، ضيق في التنفس، إلخ.

• في حال أصبتَ بالفيروس، ما العمل؟

- في حال إصابتك بالفيروس أو الشك في الإصابة، عليك فوراً حَجر نفسك بعيداً من حيوانك الأليف تماماً كما تفعل مع أشخاص آخرين. عليك حماية الحيوان كما تحمي أشخاصاً آخرين من العدوى، كيلا يمرض وكيلا ينقل العدوى إلى حيوانات أخرى.

• وفي حال إصابة حيوانك الأليف؟

- في حال تثبيت إصابة حيوانك الأليف بـ»كوفيد-19»، عليك معاملته كأي مريض آخر في المنزل: استعمال وسائل الحماية للشخصية كقناع الوجه والقفازات الطبية وتقديم الطعام والشراب والدواء للمريض، والحدّ من احتكاكه بحيوانات أخرى عند إخراجه من المنزل لقضاء حاجته، وإبعاده قدر الإمكان عن الحيوانات الأخرى. وبعد قضاء حاجياته، عليك إزالتها وتنظيف مكانها وتعقيمه. ففي الصين، يعتمد اختبار تشخيص الإصابة بكوفيد-19 على الخروج، فتعتبر كل إفرازات جسم المصاب من سعال وعطاس وعرق والمخلّفات تحمل حمل فيروسي، علماً أنّ لا إثباتات حتى الآن على انتقال الفيروس من حيوان إلى آخر عبر الخروج.

• هل أعقّم حيواني الأليف عند الخروج من المنزل؟

- كلا، إذ وبر الحيوان الأليف لا يعلق عليه الحمل الفيروسي. يمكن مسح أرجل الحيوان بمنديل معقِّم. لا ننصح برش الحيوان الأليف بمضاد للبكتيريا. في الواقع، المبالغة في تنظيفه تعرّضه لتخفيف مناعته.

• هل من لقاح للحيوانات؟

- حتى الآن، تركّز الدراسات على انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر. ما من دراسات للقاح مخصّص للحيوانات الأليفة أو غيرها. فحتى الآن الحيوانات الأليفة لا تُعَدّ مصدر عدوى للإنسان، بل العكس. ولكن ما زال الفيروس جديد، إذا الأبحاث ما زالت محدودة.

تحور الفيروس لدى الحيوانات

بات الجميع يعلم أنّه كلما انتقلت عدوى فيروس «كوفيد-19» بين الأشخاص، ازداد احتمال تحوره. وانتقال العدوى بين الحيوانات قد ينتج أيضاً تحورات، لذا علينا معاملة الحيوانات مثل الإنسان: في حال الإصابة، حَجر صحي... ثمة اختبارات تشخّص وجود فيروس كورونا المستجد لدى الحيوانات الأليفة، ولكنها غير متوفرة في لبنان.

في العيادات البيطرية، نعتمد على اختبار المناعة. بحسب توجيهات OIE وCDC، نعتمد على العوارض الظاهرة (صورة للصدر، ارتفاع الحرارة، صعوبة تنفس، غياب الطاقة) بعد استبعاد احتمالات الفيروسات والأمراض الأخرى التي تسبب العوارض نفسها.

وختم قائلاً: «لا تتخلّصوا من حيواناتكم الأليفة خوفاً من «كوفيد-19»، فهي لا تشكّل خطراً عليكم، ليست مصدر عدوى. عاملوها كما تعاملون أطفالكم».