

شَكَّل إصدار جريدة الجمهورية قبل عشر سنوات ، علامَةً مايزَةً في مواجهة التحديات التي تعترضُ الصحافةَ الورقيةَ في مسيرتها و مسارها ، وكأن القَصْدَ الأوَّل من إطلاقها ، في زَمَنِ ضمورِ الصحافية الورقية و ما تواجهه من تحديات ، جاءَ لِيؤكِّدَ أن للجريدة المطبوعة دورها و رصانتها و نكهتها الخاصة ، التي يَفْكَهُها الذوَّاقَةُ والمُستَعلِمون الهادئون. وان ما تُقدِّمه الجريدة من أخبارٍ و تحليلاتٍ و تغطياتٍ وتحقيقاتٍ ، خارِجَ منْطقِ السَبْقِيَّة ، يبقى المادة الأرصَن والأكثرَ مَشغولِيَّةً و إتقاناً ، مقارنةً مع الإعلام التلفزيوني السريع و الاعلام الإلكتروني المُتسَرِّع في اكثر وجوهه.
لقد نجحت الجمهورية بأن تعيدَ التألَّقَ الى الريادي الى معنى الصحافة و دورها الفكري والإخباري والتثقيفي ، من خلال تنوُّعِ أقسامها و زَخمِ المَعَارفِ التي تَحْرَصُ أن تُقدِّمَها ( خِدمَةً معرفية نَوعيَّة ) ، مُتْقَنَةَ الصياغة ، مواضيعَ و عناوينَ و تحليلاتٍ موضوعيةً تتصفُ بإقناعيَّةٍ رصينة، زادَ من زَخمها تكامُليَّةُ أقلامِ كُتَّابِها ، و إستقلالية رُؤيتِهم الى الأمور و كيفيةِ معالجتهم للقضايا من منظورهم الخاص ، ما أحالَ الجمهورية لأنْ تكونَ ( صُحُفاً في صحيفة) ، على قاعدة المعالجاتِ الرؤيوية للنقاط الساخنة ، من زوايا عِدَّة ، بما يكفلُ تقديمَ معارفَ دائرية تتكامل مع بعضها لِتشكِّلَ إضمامةً من الحقائق التي تحترمُ عقلَ القارئ و تُحاكي ذوقه.
الجمهورية في عيدِها العاشر، تؤكِّدُ بنجاحاتها، على رِيادِيَّةِ الصِحَافة اللبنانية ودورها النضالي والمعرفي ، وكيفَية خدمة الحقيقة ببسالةٍ و نُبْلٍ .








