

كان دولةُ الرئيس ميشال المرّ، حَضَنه الله، على طولِ مسيرته الوطنية ومساره السياسي الواسع بِكُلِّ تَدَرُّجاتِهِ ومراتبهِ ومسؤولياته البرلمانية والحكومية والإنمائية، مرجعيةً وطنيةً رفيعةً تُجيدَ النَسْجَ على أنوال حياكةِ عَبَاءةِ الكرامة، وهندسَةِ المخارجِ زَمَنَ الأزماتِ، بما يَرفعُ رأسَ لبنان ويَليقُ بِهِ كمرجعيةٍ مسيحيةٍ إِنفتاحِيَّةٍ وقَامَةٍ وطنية جامعة، مسموع الكلمة مُهابَاً بحُضورِهِ مُحترَماً في غِيابِهِ.. ولَهُ في كُلِّ مقامٍ مَطرَحُ الصَدارةِ بإستحقاقٍ أكيدٍ.!
هو السياسيُّ المحترم، الذي تعاطى مع المواقعِ التي إِرتقاها بمسؤولية العارِفِ أنَّ المناصبَ هي مساحةٌ (للخِدمة) لا مساحة (للسلطة)، بما مَكَّنَهُ من ان يَكونَ زعيماً مَرجعياً للروم الارثوذوكس والمسيحيين وكل اللبنانيين الذين يرتاحون الى إعتدالِ رؤيته التوافقية، وواقعيَّةِ تعامله مع الطوارئ والإستثناءات، مع عِنادٍ ثابتٍ بالمُسلَّماتِ والمبادئ التي هي من علامات لبنان الكيان.
كان ميشال المُرّ، المرموقُ المقام لدى قادريه، علامةً من علامات لبنانَ الأبيض، الذي نتوقُ الى إستعادةِ دوره ومعناه.. قبلَ أَن يطوينا النسيان وتغدرُ بنا الأيَّامِ، لأن كان لنا وطَنٌ لَمْ نَسْتَحِقْ بهاءَه ولم نُدرِكْ قيمتَهُ في زَمَنِ الظلامياتِ الدامسة..!








