فرض فيروس كورونا اجراءات استثنائية طالت اكثر من قطاع في لبنان. الجامعة اللبنانية واحدة من تلك القطاعات، التي دفعتها الجائحة الى التأقلم مع تدابيرها، من خلال التعليم عن بُعد. وفي الاطار، يخوض طلّاب الجامعة، وتحديداً طلاب (الماستر) منهم، الإمتحانات الجزئية هذا العام عبر تقنية الأونلاين، وذلك بعد نجاح تجربة التعليم عن بعد نسبياً العام الفائت، والتي بدأتها الجامعة مع إنتشار جائحة كورونا والإقفال العام على إثرها.
بالأمس خاض طلّاب «العمادة» واساتذتهم إختبارهم الأوّل، عبر منصّة «المايكروسوفت تيمز». وقد توزّعت الامتحانات بحسب المقررات الى «مسابقتين عن بُعد» الأولى تضمّنت اسئلة بأجوبة متعدّدة، وأخرى بسؤال مفتوح مدته 30 دقيقة، يقفل بعدها البرنامج تلقائياً.
واللّافت والجديد، كان تمكّن الطلاب من الحصول على نتائجهم سريعاً، وتلقائياً بعد المسابقة، فيقوم البرنامج بإحتساب أجوبتهم وعرضها عليهم فور الإنتهاء من تقديم المسابقة أونلاين، على أن يقوم المشرف على المادة بتصحيح السؤال المفتوح، وإطلاع الطلاب على العلامة في وقت لاحق.
الصعاب
لم يكن هذا الإختبار سهلاً على الطلاب، الذين واجهتهم صعوبات جمّة، كان أبرزها: تفشي وباء كورونا بين الطلاب، بطء الإنترنت، وانقطاع الكهرباء، ضيق الوقت.. وهي أمور حالت دون أن يتمكّن الجميع من اتمام مسابقاتهم.
الطالب إيلي بعقليني المصاب بفيروس كورونا، رأى أنّ «الإمتحان كان مجحفاً بحق الطلاب الذين يعانون من ضغوط معنوية أساساً، فجاءت الامتحانات الفصلية لتضيف إلى همومهم همّاً».
وقال لـ«الجمهورية»: «في حالتي الراهنة، وأنا مصاب بفيروس كورونا في أسبوعي الثاني، كان من الصعب أن أُحضّر للامتحانات، لأنّ ذلك يتطلب تركيزاً ومجهوداً إضافياً أفتقده في هذه المرحلة بسبب عوارض المرض التي تنهك المصاب جسدياً وعقلياً».
الطالبة نور أمهز، قالت لـ: «الجمهورية»: «بالنسبة إليّ، كطالبة تقطن في أقصى البقاع الشمالي، فقد عانيت منذ بدء رحلة التعلّم عن بُعد (العام الدراسي الماضي) من معوقات منعتني في أوقات كثيرة من المتابعة مع الأساتذة المحاضرين، واستمرّت هذه المعاناة حتى عامنا الحالي، فرداءة الإنترنت لا تزال على حالها، في ظلّ وضع اقتصادي منهار، في المناطق البقاعية على وجه الخصوص، يحرمنا في كثير من الأوقات من اللجوء إلى خدمة الـ 4G، كما أنّ حرمان المنطقة من المحروقات، وخصوصاً مادة المازوت، لأسباب عديدة، يسبب أعطالاً لا تُحصى في شبكة الإرسال الموجودة في المنطقة». وأضافت: «أما بالنسبة إلى تجربة الامتحانات الجزئية التي خضناها عبر المنصّة الالكترونية، فقد كانت محفوفة بالمعوقات نفسها، لا سيّما في الأحوال المناخية من عواصف وأمطار، غير المؤاتية لاتصال فعّال بشبكة الانترنت».
لكن لهدى صليبا نفّاع، وهي التي تعيش وعائلتها في المهجر رأياً آخر، فتقول نفّاع لـ «الجمهورية»: «صحيح أنّ الامتحانات تطلّبت جهداً كبيراً كوني معلّمة وأمّ في الوقت عينه. الّا أنني وجدت تجربة التعليم عن بُعد واجراء الإمتحانات عن بُعد، فرصة مجدية ومفيدة كي أتمكّن من إتمام تعليمي وطموحي ودراساتي العليا، خصوصاً أنّ العودة الى لبنان في هذه الظروف الكورونية والإقتصادية مستبعدة جداً حالياً»، وتمنّت أن «يتمّ تعميم هذه التجربة على إمتحانات نهاية الفصل أيضاً».