ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.
صحيح أنّ الأعياد قد انتهت، ولكن يبدو أنّ «التَخبيص» في الأكل وزيادة الوزن سيُرافقان اللبنانيين خلال فترة الإقفال العام. وبالفعل، فقبل ساعات من بدء تطبيقه، تهافت الناس إلى السوبر ماركت لتخزين كميات كبيرة من المأكولات، واللافت أنّ الحلويات والموالح على أنواعها قد نالت الحصّة الأبرز.
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالملل عند بقائه في المنزل طوال الوقت. غير أنّ ذلك يدفعه غالباً إلى التوجّه مراراً وتكراراً إلى المطبخ بحثاً عن سناكات كوسيلة للتسلية. ولا شكّ في أنّ اختيار الأنواع الخاطئة لن يُهدّد رشاقته فحسب، إنما يؤثر سلباً في وظائف مختلف أعضاء جسمه، والأخطر أنه يُضعف جهازه المناعي، وهو الأمر الذي يجب تفاديه قدر الإمكان خلال هذه المرحلة تحديداً للوقوف في وجه فيروس «كورونا».
ولتجنّب حصول أيّ خلل في الجسم، عرضت اختصاصية التغذية جوزيان الغزال، خلال حديثها لـ»الجمهورية»، مجموعة سناكات صحّية ومغذّية يُستحسن تفضيلها على الأنواع الأخرى التي قد تكون مليئة بالدهون السيّئة والسعرات الحرارية، وشِبه فارغة من العناصر الغذائية:
الخضار
يُنصح بتجهيز البرّاد بكميات جيّدة من الخضار، خصوصاً تلك التي يمكن تناولها بسهولة مثل الخيار، والخسّ، والملفوف. كذلك يمكن تقشير الجزر وتقطيعه وتَتبيله بالحامض والكمّون لتعزيز جرعة الفيتامين C، جنباً إلى الفيتامين A الضروريين لصحّة جيّدة، خصوصاً خلال هذه المرحلة. كما يمكن سلق الكوسا مع الجزر، وعند الشعور بالجوع أو الرغبة في تناول سناك صحّي مساءً يمكن تناول بضعة شرائح مع الحامض والكمّون لِمدّ الجسم بالمغذيات التي يحتاج إليها، جنباً إلى الألياف التي تضمن الشبع وتساعد على مقاومة الفيروسات والأمراض.
الفاكهة
من المهمّ أيضاً عدم تجاهل تخزين الفاكهة في البرّاد، والتركيز على الحمضيات التي تمدّ الجسم بالفيتامين C، خصوصاً تلك التي يجب تقشيرها أولاً لتمضية الوقت أثناء السهرة، مثل الليمون، والكلمنتين، والكيوي، والبوملي.
النبيذ الأحمر
خلال أيام الشتاء، يشعر الإنسان برغبة في احتساء الكحول، خصوصاً النبيذ الأحمر. وبالتالي ليس من الخطأ، في حال عدم اتّباع حمية خافضة للوزن وعدم معاناة مشكلات صحّية كالتريغليسريد، الحصول على كأس منه للنساء وكأسين للرجال. فالنبيذ الأحمر يحتوي على مضادات أكسدة تُعرف بالـ»Resveratrol» المُفيدة لصحّة القلب والشرايين، شرط شربه باعتدال وليس يومياً.
الفشار
يمكن طَبخه بقليلٍ من الزيت أو بواسطة آلة مخصصة له. إنه يُعتبر سناكاً صحّياً عند تناوله مساءً مع النبيذ أو بدونه، وهو أفضل من مأكولات أخرى كثيرة، مثل المكسّرات المحمّصة أو المقليّة.
المكسّرات النيئة
تُعدّ من الخيارات الغذائية الجيّدة بما أنها لا تكون مقليّة ومملّحة. ولكن يجب الانتباه إلى الكمية المستهلكة لأنّ كل 6 حبّات لوز، أو 4 حبّات كاجو، أو 8 إلى 10 حبّات فستق حلبي تحتوي على 45 كالوري. وبذلك فإنّ حفنة صغيرة تزوّد الجسم بسعرات حرارية عالية، وفي حال عدم احتسابها ضمن المأكولات المستهلكة خلال اليوم، فذلك يُهدّد بزيادة الوزن. لذلك يُنصح بعدم تناولها يومياً، والحرص على الاكتفاء بكمية ضئيلة.
الشوكولا
رغم وحداته الحرارية المرتفعة، إلّا أنه يمكن الحصول على مكعّب من الشوكولا الأسود يومياً لاستمداد منافعه الغذائية والصحّية. أمّا عند تناول لوح بأكمله، فيجب الاكتفاء به مرّة واحدة أسبوعياً، على أن يتمّ تفضيل الفاكهة والخضار باقي الأيام. ولكن من الضروري عدم تجاهل الوحدات الحرارية المستهلكة خلال اليوم، حتى عند الاكتفاء بمكعّب واحد. أمّا عند التخبيص خلال اليوم، فيجب الابتعاد عن الشوكولا تماماً.
ماذا عن النشويات والتشيبس؟
بالنسبة إلى النشويات، دعت الغزال إلى «تفادي الكعك لاحتوائه على كالوريهات كثيرة، وكذلك البسكويت بما أنّ حبّة واحدة منه قد تحتوي أحياناً على وحدات حرارية تُعادل تلك الموجودة في قبعة صغيرة من الخبز الأبيض. أمّا البطاطا فيجب عدم الإكثار منها لأنها تنتمي إلى عائلة النشويات، كما أنها لا تؤمّن مغذيات بقدر ما تمنح الكالوري. في حين أنّ الكستناء يؤمّن نشويات كثيرة تفوق البروتينات والدهون، وكل حبّتين منه توازيان حصّة من النشويات».
وتعليقاً على التشيبس، قالت إنّ «كل كيس صغير يحتوي على نحو 150 كالوري، أي ما يوازي قبعة كبيرة من الخبز الأبيض. ويجب الانتباه إلى الكمية لأنه، وأثناء الجلوس مساءً لمشاهدة التلفزيون، يمكن تناول جرعة عالية بِلا انتباه. وفي حال التخبيص خلال اليوم، لا بدّ من الامتناع عن التشيبس تماماً».
وفي النهاية، أوصت الغزال بـ»عدم الاعتماد على الـ»Delivery» يومياً، إنما تحضير أطباق صحّية في المنزل، مثل الشوربة. جنباً إلى التركيز على المشروبات الساخنة، كالبابونج والزهورات واليانسون، ليس فقط للشعور بالدفء إنما في الوقت ذاته مدّ الجسم بالمياه وبفوائد صحّية عظيمة. والأهمّ، عدم غضّ النظر عن الحركة والتمارين الخفيفة والبسيطة التي يمكن ممارستها في المنزل ضمن أسلوب حياة صحّي لتعزيز حرق الوحدات الحرارية».