الصوم: منافعه وطريقة تطبيقه بأمان
الصوم: منافعه وطريقة تطبيقه بأمان
Wednesday, 28-Oct-2020 08:24

يلجأ العديد من الأشخاص إلى الصوم ليس فقط لأسباب دينية، إنما أيضاً للاستفادة من منافعه الصحّية التي حدّدها العلماء على مرّ السنين. فما هي تحديداً؟

 

إستناداً إلى أستاذ علم الأحياء المناعي في كلية الطب في جامعة ييل الدكتور، أندرو وانغ، فإنّ الصوم متعدّد الأنواع وأكثرها شهرة الصوم المتقطّع. وعند تطبيقه بطريقة آمنة، يمكن استمداد الفوائد الصحّية التالية:

 

تخفيف الالتهابات

من أهمّ فوائد الصوم أنّه يقلل الالتهاب، وهو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى، وعادةً ما يختفي بعد شفاء الخلايا التالفة.

ومع ذلك، عندما يتعرّض الجسم للإجهاد التأكسدي، وهي عملية ناتجة من تراكم الجذور الحرة، يمكن الدخول في حالة من الالتهاب المزمن. وذلك لأنّ هذه الجذور الحرّة، التي يمكن أن تأتي من مصادر خارجية مثل التلوّث والعمليات الجسدية مثل الهضم، تبدأ في مهاجمة الأنسجة والخلايا السليمة.

ويمكن أن يؤدي الالتهاب المُزمن إلى إتلاف الخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة، وهو مرتبط بالعديد من الأمراض، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

 

تقوية الإدراك

عندما نتقدّم في العمر، تكون أعضاؤنا عرضة لالتهاب مُزمن قد يساهم في التدهور المعرفي والخرف المحتمل، بسبب تراكم الترسبات في الدماغ. غير أنّ الصوم يساعد في مواجهة ذلك عن طريق تقليل الالتهاب.

وهناك مجموعة من الأبحاث التي أشارت إلى أنّ الصوم يمكن أن يمنع تطور مرض الألزهايمر في الحيوانات. ووجدت دراسة أُجريت عام 2019 أنّ الصوم المتقطع يمكن أن يُبطئ التدهور المعرفي ويحسّن أعراض الألزهايمر لدى الفئران.

كذلك يمكن للصوم أن يحسّن المرونة العقلية، والتي تمّ تعريفها على أنّها القدرة على التبديل بسرعة وكفاءة بين المهام.

 

تنظيم السكّر في الدم

قد ينظّم الصوم أيضاً مستويات السكّر في الدم، وهو أمر مهمّ للحماية من السكّري النوع الثاني.

ومن المعلوم أنّ نسبة السكّر في الدم تزداد عند تناول الطعام، لذا فهي تنخفض بشكل طبيعي عندما تصوم. ومع ذلك، سيمنع جسمك سكّر الدم من الانخفاض كثيراً عن طريق صنع الغلوكوز نفسه. وهذا يحافظ على نسبة السكّر في الدم عند مستويات صحّية.

 

تحسين القلب

وفيما الأبحاث حول هذا الموضوع محدودة، لكن من المعقول افتراض أنّ الصوم يعزز صحّة القلب عن طريق تقليل الالتهاب والحماية من السكّري، وكلاهما عامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

 

دعم فقدان الوزن

يساعد الصوم في إنقاص الوزن عن طريق الحدّ من عدد السعرات الحرارية التي تتناولها. كما يساهم الصوم المتقطع، بشكل خاص، في إنقاص الوزن من خلال الحفاظ على انخفاض مستويات السكّر في الدم مساءً، عندما تكون أقل نشاطاً.

ومع ذلك، هناك أدلة مختلطة حول ما إذا كان الصوم لفقدان الوزن أكثر فاعلية من اتباع نظام غذائي مقيّد بالسعرات الحرارية. وإذا كنت تريد إنقاص وزنك، فتحدث إلى طبيبك حول أفضل طريقة تناسبك.

 

كيف نصوم بأمان؟

في حين أنّ الصوم المتقطع عادةً ما يتضمن الامتناع عن الأكل لمدة 16 ساعة في اليوم، يمكن أن يتراوح الصوم الأطول من 24 إلى 72 ساعة.

وشرح الدكتور وانغ، أنّ «ليس هناك مقدار سحري من الوقت يجب أن تصوم فيه. وأفضل ما يمكنك فعله هو الاستماع إلى جسمك وتحديد نوع الصوم المناسب لك. وإذا كنت تشعر بالعصبية أو الغثيان أو الإغماء أثناء الصوم، فإنّه يجب عليك التفكير في الإفطار».

وحذّر من أنّ «هناك فئات محدّدة عليها الامتناع عن الصوم، والتي تشمل الحوامل، والمرضّعات، والأشخاص الذين لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل، بالإضافة إلى مَن يعانون من داء السكّري أو مشكلات السكّر في الدم».

theme::common.loader_icon