تعديل سلوك طفلي الغيور
تعديل سلوك طفلي الغيور
جريدة الجمهورية
Friday, 18-Sep-2020 10:08

 

من الطبيعي أن يشعر كل طفل بالغيرة من مولود جديد. وغيرة بعض الأطفال تكون أقوى من غيرة أطفال آخرين بسبب، مثلاً، العلاقة التي كانت مبنية على العاطفة المُفرطة والإتصال الكامل بالطفل قبل وصول الولد الجديد. كما يلعب خيال الطفل في هذا المضمار دوره، فيعتقد أنّ المولود الجديد سيحلّ مكانه وأنّ والديه لن يحبّاه بعد الآن. لذا، يجب أن يكون الأب والأم على يقين بأنّ الغيرة هي شعور طبيعي. فكيف يمكن تعديل سلوك الطفل الغيور؟ من خلال قصة بسيطة عن الطفل «هادي»، سنكتشف معاً كيف نُفهِم الطفل أنّ الغيرة لا تنفع بشيء. قراءة ممتعة للقارىء الصغير وأهله على حد سواء.

 

اليوم، استيقظ «هادي» من فراشه راكضاً باتجاه غرفة والديه. «يعرف «هادي» جيداً بأنه يجب أن يقرع الباب أولاً قبل الدخول إلى غرفة أهله.

- صباح الخير أبي! صباح الخير أمي!

 

ردّ الوالدان على «هادي» الذي تفاجأ بوجود أخته الصغيرة في سرير والديه. شعر بالغيرة، ولكنه لم يقل شيئاً.

 

خلال تحضير الفطور، أراد «هادي» أن يشرب الحليب مع مسحوق الشوكولا، فهو يحب هذه الطعمة كثيراً، لكنّ أمه قالت له:

- البارحة شربت الشوكولا. اليوم سنشرب سوياً الشاي مع الحليب ونأكل سندويشة جبنة.

 

تفاجأ «هادي» بأخته «جنى» ذات السنتين والنصف وهي تشرب الشوكولا من كبّايتها الزهرية. شعر بالغيرة ولكنه لم يقل شيئاً.

 

وخلال فترة قبل الظهر، كان «هادي» يتهيّأ للخروج مع والده لشراء الحاجيات. لكنّ الأب ألغى رحلة التبضّع قائلاً:

- سأبقى مع أختك قليلاً يا «هادي» فهي صغيرة وبحاجة إلي.

 

شعر «هادي» بالكثير من الغضب وانفجر بكاءً. تعجب الأب كثيراً من تصرفات ابنه وسأله وهو يُجلسه بقربه:

- ولكن لم كل هذا البكاء يا بني؟ لقد فسّرت لك سبب عدم خروجنا من البيت. عندما تهدأ سنتكلم عن الموضوع.

 

بقي «هادي» صامتاً وهو ينظر إلى أخته التي ابتسمت له، ولم تفهم طبعاً سبب حزن أخيها. وبعدما هدأ صديقنا الصغير قال لوالديه:

- لماذا سمحتما لـ»جنى» أن تنام في غرفتكما؟ ولماذا سمحتما لها أن تشرب الشوكولا؟ ولِم تبقيان مع «جنى» طول الوقت؟ لم؟ لم؟ لم؟

 

إبتسمت الأم لابنها وقال الأب وهو يطبع قبلة كبيرة على جبينه:

- أولاً، لم تنم أختك الصغيرة في غرفتنا، ولكنها استيقظت في الصباح الباكر وأتت إلى غرفتنا. ثانياً، أنت تعرف أنه لا يمكنك شرب الشوكولا الساخن كل يوم كما انّ أختك لا يمكنها فعل ذلك. وأخيراً، لم نخرج للتبضّع وفضلت أن أبقى في البيت لأنه في المساء، وعند رجوعي إلى البيت، تكون أختك قد نامت ولا يمكنني تقضية الوقت معها. أمّا أنت فتكون بانتظاري... وما أحلى هذا الانتظار.

 

عادت البسمة الى وجه «هادي»، وعرف أنّ والديه لم يغيّرا نشاطاتهما معه وانهما سيظلان يخبرانه القصص قبل الخلود إلى النوم.

 

كما عرف «هادي» أنّ والديه يحاولان قدر المستطاع تخصيص وقت له ووقت لأخته. وأخيراً، عرف «هادي» كم يحب والديه وكم هما يحبّانه، واكتشف أنّ تمضية الوقت مع «جنى» أمر مفرح ومساعدة الأهل أمر ممتاز.

 

theme::common.loader_icon