حافظت العصابات والمجموعات التخريبية التي تقف وراء التهديدات المتقدمة المستمرة خلال عام 2020 على نشاطها، بل واصَلت التطوير والتحديث، على رغم ما يشهده العام من ظروف وأزمات غير مسبوقة. فقد حرصت تلك العصابات على استغلال جائحة فيروس كورونا المستجد، طمعاً في العديد من الحملات التخريبية الكبيرة والصغيرة. وأشار باحثو كاسبرسكي الى مساعي تطوير مستمرة لترسانات تلك العصابات من البرمجيات والأدوات الخبيثة المستخدمة في التهديدات المتقدمة المستمرة على مختلف الجبهات، بدءاً من استهداف المنصات الجديدة والاستغلال النَشط للثغرات، وصولاً إلى التحول بالكامل إلى أدوات جديدة.

زيادة الهجمات

لاحَظ أحدث تقرير نشرته كاسبرسكي حول التهديدات أنّ تطورات متعددة حصلت في التكتيكات والأساليب والإجراءات التي تتبعها العصابات التي تقف وراء التهديدات المتقدمة المستمرة فى جميع أنحاء العالم، ورصد التقرير أنّ هجمات التجسّس الرقمي تزيد انتشارها كونها تحقق مكاسب مالية. ورصد باحثو كاسبرسكي أيضاً شروع بعض العصابات في شَن هجمات ببرمجيات الفدية، التي تعتبر نشاطاً مدرّاً للأموال أيضاً.

كما رصد الباحثون أيضاً تهديدات متقدمة مستمرة، شنّت الشهر الماضي تحت مفهوم يُعرف بـ»الموقع المفخّخ»، على مبادئ الهندسة الإجتماعية لتَصيّد العدد الأكبر من المستخدمين. واعتبرت كاسبرسكي أنّ مشهد التهديدات الرقمية ليس دائماً مليئاً بالأحداث الكبيرة، لكنها شددت على أنّ نشاطات الجريمة الرقمية لم تهدأ خلال الأشهر القليلة الماضية، مستغلّة الحجر الصحي والاستخدام الكثيف للشبكة من المنازل، ومن كمبيوترات غير محصّنة ومحمية. وأكدت أنّ جهات التهديدات المتقدمة المستمرة تواصل الاستثمار فى تحسين مجموعات أدواتها وتنويع سبل الهجوم، بل التحوّل إلى أنواع جديدة من الأهداف، لافتة إلى أنّ اللجوء إلى زرع البرمجيات الخبيثة في الهواتف المتنقّلة لم يعد أمراً جديداً.

تطوير التكتيكات

نظراً لكل التهديدات التي ذكرت سابقاً، ومع جميع تلك التطورات في سبل الهجمات، سلّطت كاسبرسكي الضوء على أهمية الاستثمار في أمن المعلومات والمستجدات المتعلقة بها، نظراً لأنّ مجرمي الإنترنت لا يتوقفون عند ما حققوه، بل يواصلون مساعيهم لتطوير تكتيكات وأساليب وإجراءات جديدة، وهو ما يستدعي اتّباع النهج نفسه من قبل من يرغبون في حماية أنفسهم وشركاتهم من أخطار الهجمات الرقمية.