الملوثات في هواء بيروت تتلاشى في غضون أيام
الملوثات في هواء بيروت تتلاشى في غضون أيام
جريدة الجمهورية
Saturday, 08-Aug-2020 09:32
أحدثَ انفجار بيروت مساء الثلاثاء أضراراً كبيرة في الأملاك العامة والخاصة ضمن نطاق العاصمة، فضلاً عن انبعاث روائح كريهة في الأجواء نتيجة احتراق مواد كيميائية، خصوصاً أسيد النيتريك.

وانتشرت دعوات إلى سكان بيروت بالتزام منازلهم وإغلاق النوافذ كي لا يتنشّقوا المواد السامة المنبعثة. فهل من آثار صحية على أهالي بيروت؟ وهل من الضروري مغادرة المدينة باتّجاه مناطق أخرى بسبب الانفجار وانبعاثاته الكيميائية؟

 

وضع الكمامات

 

مديرة مركز حماية الطبيعة وأستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة نجاة صليبا، أكدت أنّ «نتائج الفحوصات الأوليّة التي أجريناها في مختبر الجامعة الأميركية أظهرت أن لا آثار خطيرة لانبعاثات الانفجار، لذلك نُطمئن أهالي بيروت بأن لا حاجة لإخلاء منازلهم والاكتفاء بوضع كمّامات أثناء خروجهم وعدم التوجّه إلى مكان الانفجار».

 

خليج مفتوح للهواء

 

وأضافت: «صحيح أنّ الدخان الكثيف غطّى سماء مدينة بيروت بسبب قوّة الانفجار، غير أنّ الطبيعة الجغرافية للمدينة والتي تشبه الخليج المفتوح للهواء، أدّت إلى أنّ جزيئات الانفجار تبعثرت في الهواء».

 

وأظهرت الفيديوهات والصور التي تم التقاطها للحظة الانفجار، تصاعد سحابة بيضاء ناتجة عن اشتعال النيران في المخزن، ثم ما لبث أن تصاعد الدخان أو الضباب الأحمر وهو «أوكسيد النيتروجين» الذي ينتج في الغالب عن اشتعال الأمونيوم.

 

دخان أحمر... وغموض

 

وأوضحت الدكتورة صليبا «أنّ الدخان الأحمر سببه انفجار مادة نيترات الأمونيوم، لكنّ نتائج التحليلات الأوّلية تشير إلى أن لا خطورة على حياة سكان مدينة بيروت».

 

وأدى الانفجار إلى تشكّل غيمة تشبه الفطر في مقابل موجة كبيرة في البحر، وهو ما يطرح تساؤلات عن زيادة معدل التلوّث في البحر وتأثيره على الثروة السمكيّة. وفي سياق متصل، قالت الدكتورة صليبا «إنّ آثار الانفجار حتى الآن محدودة بانتظار نتائج التحليلات التي أخذناها من البحر، لكن المؤكد أنّ الثروة السمكية في مكان الانفجار تضررت بشكل كبير».

 

ونيترات الأمونيوم (Ammonium Nitrate) التي انفجرت في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، هي مادة كيميائية متاحة تجارياً على شكل مادة صلبة بلّورية عديمة اللون، تُستخدم في عدة أغراض، وذلك وفقاً للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأميركية، والمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.

 

والصيغة الجزيئية لنيترات الأمونيوم هي NH4NO3، وهي قابلة للذوبان في الماء، ولا تحترق بسهولة، ولكنها تحترق بشكل أسهل إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال. وعند احتراقها، فإنّ مادة نيترات الأمونيوم تنتج أوكسيد النيتروجين السام.

 

وتُستخدم نيترات الأمونيوم في صنع الأسمدة والمتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضاً في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.

 

نتائج قياس ملوثات الهواء

 

ويشير الخبير في تلوث الهواء في جامعة القديس يوسف، وهبة فرح، إلى أنّ الأجهزة المحمولة لقياس ملوثات الهواء التي تمتلكها الجامعة سجلت بعض المقاييس في ضواحي مدينة بيروت، وليس في المدينة. وتشير النتائج إلى أنّ المعدل بالساعة لمادة «NO2» هو أقل من المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، أمّا المعدل السنوي لهذه المادة فهو أعلى من المسموح به.

 

وأضاف فرح أنّ «الغيمة الناجمة عن الانفجار تحتوي على مواد ملوثة، ويجب دراسة اتجاه حركة الهواء لمعرفة مسار هذه المواد، وستتلاشى هذه الملوثات بعد فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز أياماً، وأنصح المواطنين بارتداء الكمامات، علماً أنّ أجهزة قياس تلوّث الهواء التابعة لوزارة البيئة معطلة، وكان يمكن الاستفادة منها لقياس دقيق على مدار الساعة لتلوّث الهواء في منطقة بيروت وضواحيها».

theme::common.loader_icon