في الوقت الذي سهّلت فيه التكنولوجيا حياتنا بشكل ملحوظ، هناك جانب آخر ظهر أيضاً على شكل تقنية مخيفة تهدّد أمن وخصوصية الأشخاص والمشاهير، وهي تقنية التزييف العميق «Deepfake».

مخاطر متعدّدة

تعتمد تقنية التزييف العميق بإستخدام الذكاء الأصطناعي على التلاعب بمقاطع الفيديو، ليظهر الأشخاص بملامح غير ملامحهم، أي تبديل وجوه الأشخاص في الفيديوهات بطريقة إحترافية، لدرجة أنّه من الصعب كشفها. وتعمل هذه التقنية على محاولة دمج عدد من الصور ومقاطع الفيديو لشخصية ما، بمساعدة تقنية التعلم الآلي، من أجل إنتاج مقطع فيديو جديد قد يبدو حقيقياً، لكنه في واقع الأمر مزيف.

وبحسب الخبراء، تتوزع الأخطار الناتجة من تقنية التزييف العميق على مستويات عدة، أبرزها في تشويه السمعة. وأشاروا الى أنّه في حملات تشويه السمعة، يستطيع أي شخص من خلال هذه التقنية أن يخلق شريطاً فاضحاً لشخص آخر بسهولة تامة، من خلال بعض الصور لهذا الشخص، والتي عادة تنتشر بأعداد هائلة على منصّات التواصل. وبذلك، يمكن إنشاء فيديو عنصري أو فاضح لهذا الشخص، لا يمكن تفريقه عن الحقيقي، ما قد يؤدي إلى تشويه سمعته وحتى تدمير حياته بالكامل.

كشف التزييف

في محاولة لكشف فيديوهات التزييف العميق، قامت شركات التكنولوجيا العملاقة بنشر مسابقات لبرمجيات يمكنها كشف التزييف. في هذا السياق، أُعلنت نتائج إحدى المسابقات لكشف التزييف العميق، حيث وصلت دقة النموذج الفائز إلى 82% متفوقاً بوضوح على باقي النماذج التي تمّ طرحها وإختبارها. وتقدّم للمسابقة أكثر من 2000 مطور، طرحوا أكثر من 35 ألف تطبيق تمّ إختبارها على عينة تحوي 100 ألف مقطع فيديو، لمعرفة دقتها في كشف المقاطع المفبركة بتقنية التزييف العميق.

وبحسب رئيس التقنية في «فيسبوك»، فقد كانت النماذج الأولية تصل دقتها إلى 50% وهي نسبة متدنية للغاية، لكن مع تحسين البرمجيات تمّ رفع الدقّة لتصل إلى 59%، وكان النموذج الأفضل أداءً قد وصل إلى دقة 82.56%. وستستخدم فيسبوك نتائج المسابقة والنماذج الفائزة بها لتحسين تقنياتها في كشف المقاطع المتداولة على الشبكة الإجتماعية، والتي تمّ صنعها بواسطة التزييف العميق. واشارت فيسبوك، الى أنّها ستعمل جاهدة للوصول إلى برمجيات وتطبيقات يمكنها كشف التزييف العميق بنسبة 100%.