موقف الأحزاب لـ«الجمهورية» من 6 حزيران
موقف الأحزاب لـ«الجمهورية» من 6 حزيران
جريدة الجمهورية
Saturday, 06-Jun-2020 06:50

شكّل تاريخ 17 تشرين الأول 2019 محطة مضيئة لبعض الأحزاب، وسوداوية لأخرى، في ضوء الاتهامات التي لاحقتها كون بعض هذه الأحزاب تشكل جزءاً من سلطة حكمت لبنان منذ سنوات طويلة، وحامت حولها شكوك وتساؤلات حول تورّطها بالفساد الحاصل في بنية الدولة اللبنانية.

اليوم، تاريخ آخر يُضاف إلى روزنامة انتفاضة 17 تشرين الأول. إنّ يوم 6 حزيران سيتذكره اللبنانيون والعالم. سيذكرون مواقف من دعم وشارك وكان وفياً للانتفاضة، وسيحاكمون...

 

تُشنّ حملة كبيرة على «القوات اللبنانية» كداعمة أساسية للانتفاضة، لكن عدم إعلان «القوات» بشكل رسمي مشاركتها في التظاهرة اليوم، لا يعني انّ كلمة السرّ لم تصل إلى آذان القواتيين. فـ»نحن أبناء الثورة ومن رحمها ولدنا. التاريخ شاهد على أننا كنّا في طليعة من قاموا بثورات ومعارك وبطولات إيماناً بقيام الدولة وتحقيق لبنان الجديد، كما يقول عدد من مناصري «القوات» الذين سيكونون اليوم في ساحة الشهداء».

 

ويؤكد عضو تكتّل «الجمهورية القويّة» النائب جوزف إسحاق لـ«الجمهورية» أنّ «القوات اللبنانية» لن تشارك رسمياً في تظاهرات اليوم، لكنّها في المقابل تترك الحريّة لجماهيرها بالمشاركة في التظاهرات من عدمها». وعن سبب عدم المشاركة رسمياً، لفت الى أنّه جاء «حفاظاً على رغبة الثورة بأن لا تأخذ طابعاً سياسياً».

 

عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجّار يقول لـ«الجمهورية»: «إنّ «تيار المستقبل» لم يأخذ موقفاً حزبياً واضحاً يُلزم فيه المحازبين المشاركة بتظاهرة اليوم، لكن ما يحصل انّ الحالة التي يمر فيها البلد لجهة تقاعس الدولة وتلكؤ الحكومة وحال المراوحة والأزمات المتكررة وغياب التعيينات، وعدم معالجة الملفات الحياتية، ونشر الغسيل والانقسام الحاصل في ما يتعلق بالتفاوض مع صندوق النقد، كل هذه الأمور الى جانب البطالة وغلاء الأسعار وعدم اتخاذ الحكومة قرارات تخفّف القلق عند الناس، تدفع اللبنانيين إلى خيار التظاهر، ونحن لا نمنع أي شخص إذا أراد المشاركة بمبادرة فردية، لكنّ «تيار المستقبل» لم يأخذ موقفاً رسمياً بالمشاركة، وعندما يحين الوقت ويفعل، سيعلن ذلك جَهاراً وبكل ثقة».

 

ورغم التشارك في العناوين، أكانت مطلبية أم سياسية، لا يشارك الحزب «التقدمي الاشتراكي» اليوم، ويقول أمين سرّ الحزب ظافر ناصر لـ«الجمهورية»: منذ البداية أيّدنا حراك 17 تشرين بعناوينه وشعاراته رغم عدم مشاركتنا فيه بشكل رسمي. لكنّ مقاربتنا للحلول ونظرتنا لخطورة الوضع الذي يمرّ به البلد اليوم سياسياً واقتصادياً يتطلّب حلولاً مسؤولة، ونعتقد بأنّ القوى السياسية ونحن منها، مطلوب ان تتحمّل مسؤوليتها في المعالجة، ونحن نعترض على طريقتنا وممارسة مسؤوليتنا من خلال الموقف ودائماً من خلال المجلس النيابي. كما المطلوب من الحكومة ان تغيّر في أدائها، وان تقدّم الحلول بَدل اجترار الانجازات الوهمية».

 

أضاف: «وفي ما يتعلق بالتحرك نفسه، فهو منظّم من قبل مجموعات مجتمع مدني وعدّة مجموعات ثورية، وهو ليس مُنسّقاً معنا، وبالتالي لا يمكن ان نشارك بتحرّك غير منسّق معنا لا بتنظيمه ولا بعناوينه. لذا، نحن خارج هذا الموضوع».

 

النائب في تكتل «لبنان القوي» ماريو عون، أشار لـ«الجمهورية» إلى أنّ سبب عدم مشاركة «التيار الوطني الحر» في التظاهرة واضحة، وهو أنّ جزءاً من العملية اليوم يهدف إلى إسقاط النظام المدعوم من «التيار الوطني الحر» بكل قوة، وإنّ المنظّمين للتحرّك ليسوا ببراءة الوطنيين الذين يريدون ان يحصل تحرك ايجابي باتجاه المطالب المعلنة، التي نؤيّدها. المجموعات الموجودة مختلفة الأطياف وتختلف حتى بالطروحات التي لديها، ليست كلها بريئة وتريد الدولة خالية من الفساد، ونحن وحدنا الذين نعمل على إقرار قوانين توصلنا الى الدولة النظيفة وتعمل لمصلحة أبنائها وتحقيق بلد لا منهوب ولا مسروق. قدّمنا عدة قوانين، ونحن الآن بصدد تحضير قوانين اخرى سنقدمها الى مجلس النواب بغية إقرارها».

 

وإذ أمل في ان تكون التظاهرة اليوم حضارية، قال عون: «لا نخاف منها ونؤيّد اي تحرك يعبّر عن الحريات العامة، على ان لا يتم الخروج عن قواعد القوانين المرعية وإزعاج غير المشاركين، وقطع الطرقات والتعدي على الاملاك العامة ولا تكون بعض التحركات مشبوهة على أي صعيد».

 

أضاف: «فليعتبروا اننا نحمي ظهرهم لكن ضمن القواعد. ليس من الضروري ان ننزل الى الساحة لننفخ الاعداد، ولكن نحن الى جانب المطالب المُحقة التي يطرحونها ولو أنّ البعض لا يريد أن يسمع. حرمونا من تحقيق المزيد من الانجازات، هناك أشرار متربّصون بالعماد عون وبمسيرة العهد، ومتربّصون بالرئيس القوي، ويضعون العصي في دواليب العهد. والبعض يعلنها جهاراً ويريد ترحيلنا الى «البيت»، ويطالب بانتخابات نيابية مبكرة».

 

ويتابع: «لا حقد لدينا على أحد والرئيس مع مطالب الثوار، وليس العماد عون من يقمع الحريات».

 

ويضيف: «بالنسبة لنا هناك حراكان، الحراك المُحقّ بمطالبه، وهو وطني بكل ما للكلمة من معنى، يعمل ضمن الاسس الديموقراطية السليمة. وحراك آخر يعمل حسب أجندة خارجية تبغي في الوصول الى إسقاط العهد». وحذّر عون من مغبّة إطلاق شعارات سياسية لا تلائم طبيعة المرحلة، خصوصاً ما يتعلق منها بسلاح «حزب الله»، معتبراً أنّ «رفع مثل هذه الشعارات سيأخذ البلد إلى الخطر الأشد».

 

وباتَ معلوماً انّ حزب الكتائب أعلن رسمياً انه سيشارك في تظاهرة اليوم.

theme::common.loader_icon