الكورونا.. الهدف أو الوسيلة؟! أحداث الولايات المتحدة الأميركية مثالاً!! 
الكورونا.. الهدف أو الوسيلة؟! أحداث الولايات المتحدة الأميركية مثالاً!! 
د. إيلي جرجي الياس

كاتب، باحث استراتيجيّ وأستاذ جامعيّ

Thursday, 04-Jun-2020 19:08

بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، انكب مجموعة من الباحثين والصحفيين الأميركيين، لتقصي علاقة دونالد ترامب باليمين العالمي والأميركي المتطرف، دون أن يحظوا بالتغطية الإعلامية اللازمة والضرورية في هكذا بحث معقد!! ألم يكن والد دونالد، فريد ترامب، من المؤسسين في جمعية كو كلوكس كلان اليمينية المتطرفة، لمواجهة طموحات السود بالتحرر الكامل في الولايات المتحدة؟؟ هل من صلة قربى بين جد دونالد الألماني، فريديريك ترامب، والفوهرر أدولف هتلر؟؟ تكثر التساؤلات وتطول التحليلات....

 

وإذا كانت الإنفلونزا الإسبانية التي أصابت الجد فريد ترامب وأدت إلى وفاته، ساهمت بشكل غير مباشر، في انطلاقة اليمين المتطرف عالمياً بعد نهايتها، كردة فعل على تقاعس الحكومات إزاء هذا المرض الفتاك، وعلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة، التي سببتها الإنفلونزا بالإضافة إلى الحرب العالمية الأولى المدمرة أيضاً، وقد تجسدت هذه الانطلاقة بشكل خاص في وصول زعيم الحزب الفاشي الإيطالي بنيتو موسوليني إلى السلطة في إيطاليا على ضوء مسيرة القمصان السود، في تشرين الأول ١٩٢٢، وفي بزوغ نجم زعيم الحزب النازي الألماني أدولف هتلر، التي سيتبوأ مقاليد الحكم في ألمانيا بشكل مطلق بدءاً من كانون الثاني ١٩٣٣.... فهل ستساهم الكورونا، في نهضة جديدة لليمين المتطرف عالمياً، على ضوء الأحداث المستجدة في الولايات المتحدة الأميركية؟؟

 

غريب أمر التطورات الأميركية المرتبطة بتصاعد الاتجاهات اليمينية، تتحرك جمعية كو كلوكس كلان ضمن موجات مترابطة ومتباعدة زمنياً، فتتم المواجهات بين البيض والسود نتيجة لمفاجأت إجتماعية وتتسع فجأة وتهدأ فجأة.... وبعد هدوء الموجة الفاشية في العالم، يعلن الزعيم الأميركي المتطرف جورج لينكولن روكويل ستة ١٩٥٩ تأسيس الحزب النازي الأميركي، ليتم اغتياله سنة ١٩٦٧، ويخلفه في قيادة الحزب لمدى الحياة مات كوهل، الذي توفي سنة ٢٠١٤!! ويتماهى هذا الحزب، مع المحافظين الجدد، في مواجهتهم الحركات الإسلامية المتطرفة كال قاعدة وداعش.... مواجهة توقعها زعيم النازيين الجدد أوتو أرنست ريمر المتوفي في إسبانيا سنة ١٩٩٧، كمقدمة لعودة النازية العالمية!! أين الرئيس ترامب من هذه الوقائع!؟؟ وما هي وصية الجد الأكبر لحفيده دونالد؟؟

 

يقيناً أن ما بعد الكورونا، ليس كما قبلها، وإن الصين ستتقدم اقتصادياً وتجارياً، وأن موسكو ستلعب دور الوسيط بين واشنطن وبكين، ولكن يبدو أن أحداث الولايات المتحدة الأميركية ستدفع اليمين المتطرف إلى الأضواء من جديد، بانتظار ما سيحدث في أوروبا لاحقاً، حيث طموحات النازيين الجدد لا حدود لها....

theme::common.loader_icon