رحلة عذاب دامت 20 عاما.. اختطفها وأجبرها على إلانجاب
رحلة عذاب دامت 20 عاما.. اختطفها وأجبرها على إلانجاب
Tuesday, 02-Jun-2020 08:40

لم يكتف رجل أميركي بالاعتداء على طفلة زوجته، بل قام بخفطها لمدة 20 عاما، وقام خلالها بتعذيبها وأجبرها على إنجاب 9 أطفال.

 

وكانت روزالين تبلغ 10 سنوات فقط ، وكانت تعيش في مدينة بوتو بولاية أوكلاهوما، عندما بدأ زوج أمها هنري ميشيل بييت في الاعتداء عليها جنسياً.

 

واعتاد بيت الذي كان عمره آنذاك 43 عاما معاملة والدة روزالين بقسوة وعنف شديدين، قبل أن تقرر الأخيرة الانفصال عنه بعد أعوام من القهر والعذاب.

 

لكنه لم يكن ليرضى بالأمر، فقرر عام 1997 خطف روزالين التي أتمت عامها الثاني عشر، فترصد لها أمام مدرستها ليضعها بلمح البصر في سيارته ويمضى بها بعيدا منطقة مجهولة.

 

ووفقا لصحيفة "ميرور" البريطانية، لم تستطع الشرطة الأميركية أن تعثر على مكانهما بعد قدمت الأم بلاغا بفقدان ابنتها، لتبدأ رحلة من الجحيم عانتها روزالين على مدى عقدين مع ذلك الكهل.

 

وقالت روزالين إن خاطفها جال بها الكثير من المدن والبلدات في ولايات عدة لإخفاءها عن الأبصار، حتى أخذها إلى المكسيك أيضا.

 

وتابعت: "أقام لي حفل زفاف مزيف ليقنعني أنني أصبحت زوجته وأن أمي قررت التخلي عني إلى الأبد، وأنني في نظر القانون فتاة هاربة من عائلتها ولست برهينة مختطفة".

 

وأطلق عليها العديد من الأسماء المزيفة وغير من شكلها عن طريق صبغ شعرها وجعلها ترتدي نظارات طبية، وأثناء ذلك اعتاد أن يضربها بشكل مستمر مما جعلها تتعرض لإصابات مختلفة من كسور وكدمات.

 

وعندما بلغت روزالين عامها الثالث عشر كانت قد حملت، غير أن زوج والدتها السابق أجهضها عبر ضربها المبرح، ولكنها بعد ذلك أنجبت منه مرغمة 9 أطفال، إذ ولدت أولهم في عام 2000، وكانت وقتها في الخامسة عشر من عمرها.

 

وبعد أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها، أجبرها على الذهاب إلى أحد مراكز الشرطة لتزعم أنها كانت هاربة من والدتها وليست مختطفة، ولكي يضمن ألا "تغدر به" انتظرها في سيارته على بعد خطوات قليلة من المخفر مع أولادها الثلاثة، متوعدا إياها بأنه سيهرب بهم بعيدا وأنها لن تراهم مرة أخرى إذا أخلفت تعهدها له، فلم يكن امامها سوى أن تنفذ كلامه، بحسب كلام روزالين.

 

وبعد التنقل في عدة مدن وبلدات أميركية، انتهى المطاف بروزالين وأولادها إلى العيش في بيت قذر ومتهالك بالمكسيك.

 

بالإضافة إلى الضرب والتعذيب، أجبرت روزالين وأولادها على التسول لكي يؤمنوا لقمة عيشهم اضافة الى شراء الخمر والمشروبات الكحولية للأب.

 

وبحلول أوائل عام 2016 ، كانت روزالين تبلغ من العمر 32 عامًا، وأتمت نحو عقدين من الكابوس الطويل والمخيف، وأضحى طفلها البكر مراهقا أتم 17 عامًا، بينما كان أصغر أطفالها لم يتجاوز 4 سنوات، وقد حطوا رحالهم في مدينة أواكساكا بالمكسيك.

 

وكان ذلك العام بداية الفرج لإنتهاء مأساة روزالين، بينما كانت تقف في الطابور في إحدى المتاجر، لاحظ زوجين وضعها الغريب والمأساوي وأن ثمة فارق كبير في السن في العمر، ومع تجاذب أطرف الأحاديث زادت هواجس ذلك الرجل وزوجته بشأن وجود أمر مريب.

 

وعندما لاحظ الخاطف ذلك حاول التملص سريعا والخروج من المتجر مع رهينته، لكن الزوجين استطاعا معرفة سكنهما ليعرضا عليها لاحقا المساعدة.

 

وبالفعل استجمعت روزالين شجاعتها وقررت إنهاء التراجيديا المؤلمة، التي عانتها طويلا لتذهب وتخبر الشرطة بما حدث لها، فيما توارى بييت عن الأنظار خوفا من اعتقاله.

 

وبمساعدة من السفارة الأميركية حصلت روزالين وأطفالها الثمانية على ملجأ موقت، بينما كان ابنها البكر قد سبقها في الهروب من الجحيم في وقت سابق.

 

ولاحقا استغرق الأمر مدة عام قبل اعتقال المجرم، الذي حاول دون جدوى التملص من جرائمه مدعيا أن "زوجته" روزالين امرأة كاذبة وتفتعل الروايات المزعومة بشان خطفها وتعذيبها.

 

وفي شباط 2020 قضت إحدى المحاكم بالسجن المؤبد مدى الحياة لبييت بعد إدانته بتهمة الخطف، كما حكم عليه بالسجن 30 عاما لاقترافه جرائم جنسية، مما يعني أن الرجل البالغ من العمر 63 عاما سيموت غالبا في زنزانته وراء القضبان.

 

وعبرت روزالين عن سعادتها بالحكم، وتأمل أن تمضي قدما في حياتها رغم إدراكها أنه من الصعب نسيان 20 عاما قضتهم في رعب لا مثيل له.

theme::common.loader_icon