غادر 50 سائق شاحنة لبنان في باخرة عن طريق البحر، ليسلكوا طريقهم من ميناء طرابلس إلى ميناء مرسين في تركيا، ثمّ عبروا 1000 كيلومتر في الأراضي التركية بشاحناتهم، ليصلوا إلى منطقة الخابور (الجمرك التركي)، حيث أنهوا معاملاتهم ودخلوا إلى منطقة ابراهيم الخليل (الجمرك العراقي)، ثمّ بعد بضعة كيلومترات، وصلوا إلى زاخو - كردستان حيث أفرغوا شاحناتهم المحمّلة بالإنتاج الوطني، من صابون وأدوات تجميل وخضار وفاكهة. وختموا جوازاتهم عند الحدود العراقية ليسلكوا طريق العودة، إلّا أنّ المخاوف التركية من فيروس «كورونا» أبقتهم 20 يوماً عند الحدود التركية - العراقية حيث ما يزالون عالقين هناك.
عبود لويس، أحد السائقين العالقين هناك، ناشَد، عبر «الجمهورية»، السلطات اللبنانية إنقاذهم، باحثاً عن فسحة أمل تخلّصهم ممّا سمّاه «العذاب» المستمر منذ 20 يوماً. وأشار أنّ «الدولة العراقية نصحتنا أن نتواصل مع حكومتنا لتتواصل بدورها مع الجانب التركي، كما أنّنا تواصلنا مع نقابة الشاحنات، لكن لا نتيجة من ذلك».
وقال: «إنّنا نعيش في ظروف سيئة جدّاً والمشهد مُبك، لا يسمحون لنا بالخروج، وليس لدينا لا طعام ولا ماء، ونحاول أخذ الخبز أحياناً من السائقين الأتراك الذين يمرّون بجانبنا».
كما لفت إلى أنّ «بعض السائقين السوريين، ممّن يحملون الإقامة التركية ويقودون شاحنات تحمل لوحات لبنانية، قد عبروا الحدود ولم يتمّ اعتراضهم لا بالذهاب ولا بالإياب، علماً أنّه ما من إجراءات اتّخذت بحق هؤلاء».
صحيفة «الجمهورية» نقلت مأساة هؤلاء اللبنانيين إلى المعنيين، فتحدثت إلى وزير الخارجية ناصيف حتّي الذي بَدا متفاجئاً لعدم عِلمه أو عِلم الوزارة بالحادثة، خصوصاً أنّهم محتجزون منذ 20 يوماً، ووعد باتخاذ الإجراءات اللازمة بدءاً من صباح اليوم لإعادتهم فوراً إلى لبنان.
وسأل: «لماذا لم يتّصلوا بالسفارة اللبنانية في العراق أو بالسفارة اللبنانية في تركيا؟»، مؤكّداً أنّ «مدير الشؤون السياسية في الخارجية سيتواصل اليوم صباحاً مع السفير التركي لإعادتهم سريعاً إلى لبنان».
واستغرب عدم تواصل السائقين مع المرجعيات الديبلوماسية الموجودة في العراق او تركيا، مؤكّداً أنّ «أحداً لم يتواصل مع الخارجية أو مع السفارات اللبنانية هناك وإلّا لكنّا أُبلغنا بالموضوع».
وقال: «إذا اتّصل لبنانيّ من الصين طالباً العودة، نُسارع لإحضاره إلى لبنان فوراً. لذا، لن نتركهم. لكن كان عليهم الإتّصال بالخارجية فوراً وعدم الانتظار 20 يوماً في هذه الحالة».