بعدما تناول «هادي» فطوره صباحاً، قالت له أمّه:
- ستدرس اليوم قليلاً! ما رأيك يا «هادي»؟
«هادي» لا يريد أن يدرس بل أن يشاهد برنامجه الصباحي الذي يتابعه كل يوم، بل قال:
- أرجوك يا أمي، أنا لا أريد أن أدرس، أريد مشاهدة التلفاز.
أصرّت الأم على ابنها «هادي» فحاولت إقناعه بقراءة قصّة صغيرة قبل أن يقوم ببعض التمارين الحسابية. وقالت له:
- بإمكانك مشاهدة هذا البرنامج في فترة بعد الظهر. أمّا الآن فسنتوجّه إلى غرفتك وستجلس أمام مكتبك الصغير لكي تدرس.
- لكن لماذا يجب أن أدرس؟ سأل أمه بتعجّب!
- يجب أن تدرس كي لا تنسى كلّ ما تعلّمته يا «هادي» خلال سنتك المدرسيّة. والدرس مهم لكي تستطيع قراءة ما تريده وكتابة الرسائل. أنت لن تدرس كثيراً، ركّز لبعض الوقت فقط ومن ثم العب مع أختك «جنى».
فسأل «هادي» أمه متذمّراً:
- ولم عليّ أن أدرس أنا و»جنى» لا؟
فردّت عليه أمّه والإبتسامة على وجهها:
- لن تدرس»جنى» معك لأنّها ما زالت صغيرة جداً. لم تتعلم الأحرف والكلمات والأرقام بعد، ولكنّها ستشارك معنا بطريقتها الخاصة.
- بطريقتها الخاصة؟ لم يفهم «هادي» ما قصدته أمه.
فجلست الأم بقرب «هادي» على مكتبه ووضعت أمام «جنى» ورقة بيضاء وأقلام تلوين، ثمّ قالت:
- سنقرأ الآن سوياً قصة باللغة العربية، أمّا «جنى» فسترسم لنا رسمةً عن القصة.
غمزت الأم إبنها «هادي» وضحكا مع بعضهما. وبدأ «هادي» قراءة القصة المفضلة لديه، بينما كانت «جنى» ترسم وتلوّن الورقة البيضاء أمامها.
وهكذا، يجلس «هادي» ثلاث مرات في الأسبوع، كلّ إثنين وأربعاء وجمعة، أمام مكتبه الصغير ويراجع دروسه ويقوم بالتمارين الحسابية. وتجلس أخته «جنى» بقربه وترسم رسمةً مليئة بالألوان. وعندما لا يفهم «هادي» كلمة أو لا يعرف كتابتها، ينادي والدته طالباً المساعدة.