
بحسب قانون نيوتن الأول الذي ينص على أنّ أيَّ جسم متحرّك سيظلّ محافظاً على سرعته ومساره ما لم يتعرّض لقوة أو مؤثر خارجي، إذا كانت السيارة تسير بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة، فإنّ ركابها سيسيرون بنفس تلك السرعة. وفي حال توقف السيارة المفاجئ أثناء الإصطدام، فإنّ أجسام الركاب داخلها ستكمل السير بنفس سرعة السيارة إلّا إذا طرأت قوة ما أوقفت حركة أجسام الركاب مثل ارتطامهم في أجزاء السيارة الداخلية. لكن في تلك الحال قد لا تتوقف أعضاؤهم الداخلية عن الحركة لتسبّب المزيد من الإصابات التي قد تكون مميتة في بعض الأحيان.
السياراتُ القديمة
يعتقد الكثير من الاشخاص أنّ السيارات القديمة أصلب وأقوى من السيارات الحديثة على صعيد الهيكل. من الناحية النظرية هذا الإعتقاد صحيح، لأنّ السيارات القديمة كانت تعتمد على هيكل مبني على عوارض فولاذية صلبة تمتد من أوّل السيارة الى آخرها، تحميها أثناء الإصطدامات. لكن من الناحية الهندسية، إنّ هذا النوع من الهياكل، يحمي فقط السيارة لكنه لا يحمي الركاب داخلها إطلاقاً، لأنّ تأثير التصادم ينتقل للركاب بكامله في وقت وجيز للغاية من دون تخفيف. وفي حين أنه لا يظهر للعيان تأثير الحادث على بنية السيارة، ولكن عند النظر لحالة الركاب نجد تأثيرَ الحادث واضحاً في أجسادهم.
السيارات الحديثة
بعد التطوّر الكبير الذي حصل في هندسة السيارات، ظهر ما يعرف بهندسة الهيكل الأحادي ذات مناطق التهشّم المحدّدة مسبَقاً والذي يُستخدم على جميع السيارت الحديثة. وهذا الهيكل يضحّي بجسم السيارة لحماية الركاب عبر إمتصاص جزء كبير من طاقة التصادم قبل أن تصل للمقصورة، حيث قد لا تنجو السيارة من الحادث ولكنّ احتمالَ نجاة الركاب يكون كبيراً. وتعتمد هذه الهندسة على مبدأ بسيط وهو بدلاً من أن تتوقف السيارة فجأة في لحظة وجيزة من الزمن، يمكن لمناطق التهشّم في الهيكل زيادة الوقت المستغرق في التصادم من خلال عمليات التشوّه التي تحصل فيها، وبالتالي تقلّل من قوة التصادم بشكل كبير وتحمي الركاب من الأضرار الجسدية.
الخلاصة
أصبحت سيارات اليوم أفضل بكثير من سيارات الأمس، وخصوصاً في نواحي السلامة والأمان. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، إنّ التواءَ أعمدة الهيكل وتشظّي الزجاج وتكسّر البلاستيك في السيارة الحديثة أثناء الإصطدام ليست ناتجة عن ضعف الهيكل، بل هي أفعال محدَّدة مسبَقاً من قبل الشركات المصنّعة تهدف الى تخفيض قوة التصادم. أما في السيارات القديمة كانت بعد الإصطدام تبقى السيارة في حال شبه سليمة بينما الركاب بداخلها يكونون قد تعرّضوا لإصابات خطيرة ومميتة. وتجدر الإشارة الى أنّ السيارات القديمة، لو أنه تمّ تصنيعُها اليوم، لن تجتاز مواصفات معاهد السلامة العالمية، ولن تصدر رخصاً تسمح لها بالسير في غالبية بلدان العالم.








