إنّ مستوى سعادتكم مرتبط بسعادة أطفالكم ونجاحهم. أثبتت الأبحاث المكثفة وجود علاقة جوهرية بين الأمهات اللواتي يشعرن بالاكتئاب و"النتائج السلبية" على أطفالهن.
ويبدو أنّ اكتئاب الوالدين يسبّب مشكلات سلوكية عند الأطفال، كما يجعل الأبوّة والأمومة أقلّ تأثيراً وفعالية. إذاً تتمثّل الخطوة الأولى لتربية أطفال سعداء بأن يبدأ الأهل بأنفسهم، ويعتنوا بسعادتهم.
ولكي تكونوا سعداء، يكفي أن تجلسوا مع بعض الأصدقاء خلال الأسبوع، وتشاركوهم ضحكاتهم لأنّ الضحك معدٍ. فقد أثبت علماء الأعصاب أنه عند سماع ضحكة تنشط بعض الأعصاب في عقول المستمعين، ما يجعلهم يميلون إلى الضحك بدورهم.
الخطوة الثانية: بناء العلاقات
ساعدوا أطفالكم على تكوين الصداقات، وذلك من خلال حثّهم على القيام بمبادرات بسيطة تعكس كرمهم وعطفهم على الآخرين، ما يزيد سعادتهم على المدى البعيد.
في هذا السياق، أظهر مرضى مصابون بالتصلب المتعدّد، تحسّناً كبيراً في ثقتهم في أنفسهم، واحترامهم لذواتهم، وتخلّصوا من اكتئابهم، بعدما ساعدوا مرضى آخرين مصابين بالمرض نفسه، من خلال إجراء محادثات هاتفية معهم استغرقت 15 دقيقة فقط.
الخطوة الثالثة: عدم السعي وراء الكمال
إنّ الآباء الذين يسعون إلى الكمال بإنجازاتهم هم أقرب لإنجاب أطفال يعانون مستويات عالية من الاكتئاب والقلق وإدمان المخدرات، مقارنةً بالأطفال الآخرين.
ومن المهم أن يمتدح الأهل أطفالهم على المجهود الذي أدّوه لينجحوا وليس على ذكائهم. أثبتت الدراسات أنّ غالبية الأطفال الذين نالوا إشادة عن ذكائهم اختاروا اختصاصات أسهل، لأنهم لم يرغبوا في المخاطرة خوفاً من ارتكاب الأخطاء وفقدان لقب "أذكياء".
أمّا الأطفال الذين نالوا إشادة على مجهودهم فرغبوا في اختصاصات أصعب. عندما نمتدح الأطفال على الجهد والعمل الجاد الذي يؤدي إلى الإنجاز، ذلك يشجعهم على الاستمرار وبذل المزيد من الجهود للنجاح.
الخطوة الرابعة: التفاؤل
تؤكد الكاتبة كريستين كارتر أنّ التفاؤل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسعادة. وترى كارتر أنّ المتفائلين يتمتعون بالصفات التالية: أكثر نجاحاً في المدرسة والعمل وألعاب القوى، أكثر صحة ويعيشون لفترة أطول، أكثر ارتياحاً في زيجاتهم، وأقل عرضة للتعامل مع الاكتئاب والقلق.
الخطوة الخامسة: الذكاء العاطفي
إنّ الذكاء العاطفي مهارة تُكتسب ولا تولد بالفطرة، ولهذا يجب على الآباء أن يساعدوا أطفالهم على تحديد مشاعرهم وفهمها وتصنيفها خصوصاً في حالات الغضب والإحباط. كما يجب أن يدرك الأبناء والبنات أنّ هذه المشاعر طبيعية ويمكن تخطّيها، فلا يتركوها تسيطر عليهم وتنهش حياتهم.
الخطوة السادسة: عادات سعيدة
تعدّد كريستين كارتر بعض الأساليب، لبناء عادات سعيدة دائمة عند الأطفال، وهي بإزالة الحواجز، ووضع أهداف، والتركيز على هدف واحد، لأنّ الأهداف الكثيرة تقلّص قوة الإرادة. كما لا يجب أن يتوقع الأهل الكمال من أولادهم دائماً.
الخطوة السابعة: الانضباط الداخلي
إنّ تمكن الأطفال من تحقيق انضباط ذاتي ينبِئ بنجاحهم في المستقبل. أثبت ذلك اختبار مَنع فيه أطفال أنفسهم من تناول الحلوى، على رغم الإغراءات التي تعرّضوا لها. ويُذكر أنّ الأطفال الذين يتمتعون بالانضباط الذاتي يتغلبون على الإحباط والإجهاد بنجاح أكبر، ويميلون إلى الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
بعبارة أخرى، لا يؤدّي الانضباط الذاتي إلى النجاح في المدرسة والجلوس بشكل جيد على مائدة العشاء فقط، بل إلى المزيد من السعادة، واكتساب المزيد من الأصدقاء وزيادة المشاركة المجتمعية.
الخطوة الثامنة: الكثير من اللهو
يعتقد الباحثون أن تحقيق انخفاض كبير في وقت اللعب غير المنظم للأطفال، مسؤول جزئياً عن إبطاء نموّهم المعرفي والعاطفي. لذا ينصح الباحثون بحصول الأطفال على 8 ساعات أسبوعياً للعب واللهو داخل وخارج المنزل.
الخطوة التاسعة: تلفزيون أقل
يُظهر أحد الأبحاث وجود صلة قوية بين السعادة وعدم مشاهدة التلفزيون. ويشير علماء الاجتماع إلى أنّ الأشخاص الأكثر سعادة يميلون إلى مشاهدة التلفزيون أقل من غيرهم. هناك الكثير من الأنشطة التي تزيد سعادة الأطفال، ومشاهدة التلفزيون تصرفهم عنها.
الخطوة العاشرة: تناول العشاء سوياً
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يتناولون العشاء مع عائلاتهم على أساس منتظم، هم أكثر استقراراً عاطفياً، وأقل عرضة لتعاطي المخدرات والكحول. كما أنهم يحصلون على درجات أفضل، وتقلّ أعراض الاكتئاب لديهم، خصوصاً إذا كانوا فتيات مراهقات.