مطر لمناسبة عيد مار مارون: نحن للشراكة مطبوعون حتى آخِر الدهر
مطر لمناسبة عيد مار مارون: نحن للشراكة مطبوعون حتى آخِر الدهر
اخبار مباشرة
جريدة الجمهورية
Friday, 09-Feb-2018 00:08
«نتشارك بالأخوّة مع جميع الناس وبالمواطنية مع المواطنين جميعاً. هذا ما نأخذه من عيد أبينا القديس مارون، تثبيتاً لروحانيتنا ولخياراتنا المعروفة منذ بداية المارونية وحتى اليوم وحتى آخِر الدهر»، أكّد المطران بولس مطر.

عن القدّيس مارون الذي يُصادف اليوم عيده، الذي يحتفل به الموارنة ولبنان، تحدّثَ رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر. وتحدّثَ عن علاقة لبنان والكنيسة والحكمة بمارمارون.

مارون حبّة الحنطة

جاء كلام المطران مطر في العظة التي ألقاها خلال القدّاس الاحتفالي الذي ترأّسَه في مدرسة الحكمة في جديدة المتن، بمناسبة عيد شفيعِها القديس مارون.
وذكّر بأنّ القدّيس مارون في حياته كان حبَّة حنطة. تنسَّكَ في جبال قورش ومات برائحة القداسة وأعطاه الله أن يقوم بالأعاجيب في حياته وأن يشفيَ الناس، وحبّةُ الحنطة مار مارون صار كنيسةً عظيمة.

وقال مطر: «وطنُنا العزيز لبنان، إذا ضحّينا من أجله أنقذناه ووجدناه. نضحّي بذواتنا ومصالحِنا في سبيل الوطن وليس العكس، أي أن نضحّي بوطننا في سبيل ذواتنا ومصالحنا. هذه الأمثولة نأخذها اليوم في عيد مار مارون. نضحّي وننال. نموت ونَحيا ونأخذ أيضاً من حياة القدّيس مارون أمثولة النُسك.

مار مارون تنسّكَ وكان يُمثّل النسكَ السوري بالمعنى الجغرافي للكلمة. هذا النوع من النُسك الذي عاشه مار مارون نسمّيه اليوم في تاريخ حياتنا الروحية النسكَ الرسولي. ترَك العالم ولجَأ إلى صلاة الله. إنقطعَ للصلاة ولكنّه لم ينقطع عن الناس. تقرّبَ من الله فصار قريباً من جميع الناس».

الارتباط بالآخرين

ولفتَ مطر إلى أنّ «كنيستنا متأثّرة بحياة مار مارون الناسك، ومحبّتُه للناس طُبِعت في هذه الروحانية منذ كانت حتى اليوم». وأضاف: «كنيستُنا وشعبُنا في لبنان، طبعاً شعبُنا عاش الصعوبات ولجَأ إلى الجبال للمحافظة على إيمانه وعلى حرّيته، ولكن كان همّه أن يكون مرتبطاً مع الآخرين مستعداً للشراكة معهم من دون حدود. وشعبُنا موجود في كلّ لبنان شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً لأنه أراد أن يرتبط بجميع اللبنانيين بقلبٍ أبيض ويدٍ بيضاء ممدودة للتعاون مع الجميع».

وتابع مطر: «نحن للشراكة مطبوعون. نحن نتشارك في البنوّةِ الإلهية مع الربّ يسوع المسيح بعمادِنا ونتشارك بالأخوّة مع جميع الناس وبالمواطنية مع المواطنين جميعاً. هذا ما نأخذه من عيد أبينا القدّيس مارون، تثبيتاً لروحانيتنا ولخياراتنا المعروفة منذ بداية المارونية وحتى اليوم وحتى آخِر الدهر».
وأشار مطر إلى أننا «صِرنا مختبراً للعيش الواحد المشترك بالمساواة والكرامة للجميع، نرفعه اختباراً عظيماً للشرق وللغرب».

theme::common.loader_icon