• هل لك أن توجز لنا رحلتك في عالم الكرة؟

بدأتُ لعبة الكرة منذ نعومة اظافري في نيجيريا بقارة افريقيا حيث عشت وترعرت مع أهلي. والدي كان لاعباً محترفاً في أندية الدرجة الأولى هناك، وكان في مركز الهجوم، وهذا ما جعلني أتعلّق بهذه اللعبة من خلال مرافقتي له الى الملاعب بعد ان منحني الله موهبة السرعة والتفكير الكروي الجيد، وعندما عدنا الى لبنان واستقرينا في بلدتنا جويا في الجنوب اللبناني، انضممت الى فريق بلدتي، ولعبت معه مباريات عدّة كانت كافية لتجعلني محطّ أنظار كشافي الكرة في لبنان، ومنهم الكابتن إبراهيم شبلي الذي اراد ان اوقّع على كشوف نادي الريان عندما كان في الدرجة الأولى خلال موسم 2005-2006، وعلى رغم توقيعي للنادي المذكور لم العب حينها، وفي العام 2006-2007 استرعيت انتباه المدرب القدير جمال الحاج وقرر منحي الثقة واللعب مع الفريق الأول، بعد ان قدّر موهبتي وفي نهاية الموسم أحرزت جائزة افضل لاعب ناشئ في لبنان عبر مهرجان المنار الرياضي، وعند سقوط الريان الى مصاف أندية الدرجة الثانية انتقلت الى اللعب في صفوف النادي الأهلي الصيداوي وأمضيت معهم موسماً واحداً، ومن ثم توقفت عن مزاولة الكرة لفترة وجيزة، وربما لأنني كنت على صداقة متينة بالمدرب موسى حجيج الذي كان يعرف مقدرتي بلعبة كرة القدم حق المعرفة ويقدّر موهبتي، عرض عليّ اللعب في نادي النجمة وانتظمت بتمارين الفريق، وبدأت اللعب في موسم 2012/2011 واثبتُ فيها جدارتي في الفريق، كما كنت عند حسن ظن المدرب حجيج، وهذا ما لفت نظر المدير الفني لمنتخب لبنان تيو بوكير واستدعاني للانضمام الى المنتخب الوطني.

وعند انتهاء الموسم الكروي الماضي اصبحت اسمع عبر وسائل الاعلام قصةً عن تعاقدي للّعب كمحترف في اندية خليجية عدّة من دون ان يكون هذا الكلام صحيحاً! والصحيح أنّه عُرض عليّ اللعب في السويد مع نادي درجة ثانية ورفضت لأنني العب مع اعظم فريق في الدول العربية الا وهو نادي النجمة، بالاضافة الى انني كنت مرتاحاً جداً مع زملائي.

ومنذ اسابيع ثلاثة اتصل بي وكيل اعمال لاعبين لكرة القدم وعرض عليّ اللعب في تايلند مع نادي باكتيروس ساسانا احد افضل اندية الدرجة الأولى هناك، ومدربه الشهير زافن غوران اريكسون مدرب منتخب انكلترا السابق. فأعلمت ادارة النادي بذلك وكانت متجاوبة معي الى اقصى الحدود وشجعتني على ذلك.

وقد لبيت الدعوة وسافرتُ الى تايلند لأمضي هناك فترة تجريبية لمدة اسبوع وبعدها لعبت مع النادي المذكور مباراة ودية وفزنا بها 1-0، وانا من احرز هدف المباراة والفوز ونلت على اثرها اعجاب المدير الفني للفريق اريكسون، فقرّر ضمي الى النادي ووافقت على ان العب معهم واوقع على كشوفات النادي بعد اتفاق عُقد بيننا للعب مدة موسم واحد قابل للتجديد، وهنا اتوجه الى نادي النجمة وادارته ومدربه بأفضل تحية واخلاص لما قدموه لي من تسهيل ومساعدة كي احترف في الخارج وبمجهود خاص من المدرب القدير موسى حجيج .

• بعد الاسهاب في شرح سيرتك الكروية القصيرة والجميلة والتي اوصلتك الى الاحتراف في الخارج ماذا تطلب من الجماهير اللبنانية؟

اولاً وأخيراً أطلب من الجمهور الكروي في لبنان وخاصة من جمهور نادي النجمة ان يكثّف حضوره في المباريات ويقوم على تشجيع اللاعبين بكل حضارة، لأنه اللاعب رقم 12 في الملاعب ليبث الروح والحماس في اللاعبين بشكل غير طبيعي، واطلب من الاتحاد والدولة ان يعملا على إعادة الجماهير الكروية الى الملاعب ليس في الدوري والكأس فقط، انما أيضاً من خلال إقامة مباريات ودية لمنتخباتنا مع باقي الدول حتى نعيد امجاد الكرة اللبنانية الى سابق عهدها قبل الحرب اللبنانية كما يقول لي والدي.

• من يعجبك من اللاعبين ومن هو مثلك الأعلى ممن سبقوك في عالم الكرة؟

كثيراً من اللاعبين يعجبونني ومنهم رضا عنتر، حسن معتوق، يوسف محمد "دودو" وحسن شعيتو، ووالدي يخبرني عن سيرة لاعبين مميزين عاصرهم امثال جمال الخطيب، عدنان بليق، جمال الحاج، موسى حجيج ,عبد الرحمن شبارو وغيرهم.

• بماذا تتوجه الى اللاعب اللبناني؟

اللاعب اللبناني لديه كل مقومات الاحتراف الكروي واذا أُخذ على محمل الجد وتدرّب جيداً واتبع نظاماً غذائياً معيناً وابتعد عن السهر، في استطاعته ان يقدم للكرة الكثير امثال اللاعبين الاوروبين، لأنه لاعب بالفطرة.

وكذلك اطلب ايضاً من الاندية والاتحاد وكذلك وزارة الشباب والرياضة ان يرعوا هذه اللعبة الشعبية حتى نبرز أمام العالم فلا نبدو وكأننا دخلاء على لعبة كرة القدم، فلقد كنا نفوز على منتخبات عربية عريقة كما اقرأ وأسمع امثال تونس، قطر، السعودية والكويت، اي اننا كنا من افضل ما انجبت الملاعب العربية والاسيوية.

• ماذا تخبرنا عن تحضيرات المنتخب خصوصاً ان مباراة مصيرية تنتظركم امام منتخب قطر؟

لقد دخلنا معسكراً مغلقاً و نتدرب بمعدل حصتين في اليوم ونحن على اتم الاستعداد والجهوزية الكاملة للمباراة المرتقبة مع قطر، واؤكد لك ان حظوظنا كبيرة في الفوز، لا سيما ان مباراة الاذهاب على ارضنا خسرناها من دون سبب ولا اعتقد ان المنتخب العنابي لديه القدرات التي نملكها خصوصاً الفنية منها.

• كلمة أخيرة بماذا تتوجه لجمهور نادي النجمة؟

اشكر جمهوري الأحب الى قلبي، جمهور نادي النجمة لأنه ساندني ودعمني خلال رحلتي الكروية القصيرة مع ناديه، وأعدهما بأنني سوف أرفع رأس لبنان عالياً من خلال احترافي في تايلند وتعريفهم بمقدرة اللاعب اللبناني، وسيبقى النادي وجمهوره في عقلي وقلبي دائماً لأنهما عائلتي الثانية ومهما بعدت عن لبنان سيبقى نادي النجمة هو النادي الأحب.