من يُشوِّه قلعة بعلبك؟
من يُشوِّه قلعة بعلبك؟
اخبار مباشرة
عيسى يحيى
من يسعى إلى تشويه قلعة بعلبك ومعالمها الأثرية، ومن يريد اختزالَ تلك الحضارة التي قاومت العوامل الطبيعية والتاريخية والعسكرية، ومن يريد لمعبد باخوس الذي يزيد عمره عن عشرات آلاف السنين، هذا المنظر الذي وصَل إليه اليوم بفِعل عمليات الترميم القائمة، وكأنّ البعض يسعى لأن تصبح القلعة وتلك الحضارة وهذا التراث غيرَ مؤهّل لزيارات السيّاح الأجانب من مختلف أصقاع الأرض؟
كأنّ قدر بعلبك أن تبقى سجينة ورهينة عدد من الأشخاص الذين يسعون يوماً بعد يوم إلى القضاء على ما تبقّى من تراث هذه المدينة العريقة، وإبقاء الناس تحت رحمة المحسوبيات حتى لا تُقام لهم قائمة، فعمدوا إلى تشويه ما تبقّى من القلعة، هذه القلعة التي تُقام فيها مهرجانات بعلبك الدولية، وتكون على مدار الصيف مقصداً للسيّاح، حيث يتنفّس الأهالي الصعداء بفعل الحركة الاقتصادية.
لكن ما جرى اكتشافه أخيراً من خلال عمليات الترميم التي تنفَّذ لمعبد باخوس داخل القلعة والتشوّه اللاحق بآثار المعبد طرَح أكثرَ من علامة استفهام وتساؤل عن تواطؤ البعض والسكوت عن هذه الجريمة، إضافةً إلى غياب السلطة المحلية المتمثلة في بلدية بعلبك التي يجب أن تعمل على صيانة الآثار والحفاظ على القلعة الأثرية للمدينة.
وعليه، دعا عدد من فاعليات المدينة ومنظّمات المجتمع المدني إلى اعتصام نفّذته أمام مدرّجات «معبد باخوس»، طالبَت خلاله بـ«تلافي بعض الأخطاء التي شهدتها المرحلة الأولى من ترميم وتأهيل وتنظيف الهياكل خلال تنفيذ أعمال المرحلة الثانية في معبد «جوبيتر»، غير أنّ اللافت كانت الدعوات والاتّصالات التي تلقّاها عدد من المواطنين لمقاطعة الاعتصام.
وتلت السيّدة عصام الرفاعي باسمِ المعتصمين بياناً، أشارَت فيه إلى «أضرار حصلت نتيجة عنفِ الطرق المستعملة في عمليات الترميم السابقة.
وإذ أكّدت أنّ «محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ورئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، هما موضع ثقة لِما يتمتّعان به من محبّة وحِرص على أحوال المدينة وآثارها، ونعوّل على متابعتهما تنفيذَ المرحلة الثانية»، طالبَت بـ«عقد اجتماع لفاعليات المجتمع المدني والمجلس البلدي مع الجهة المسؤولة قبل بدء تنفيذ الأعمال في المرحلة الثانية، وكفّ أيدي الفنّيين السابقين في أعمال الترميم الذين فقدوا صدقية العمل في هذا الصرح العالمي، وتقديم المستندات الورقية القانونية للمجلس البلدي في ما يخصّ الاتفاقات المبرَمة والطرق المزمَع استخدامها في عملية الترميم، وتعيين اختصاصيين محلّيين في عِلم الآثار والترميم من البلدية، بهدف المراقبة والإشراف على مراحل الترميم والصيانة اللاحقة».
وفي حديث لـ«الجمهورية»، أوضَح الدكتور سهيل رعد أنّ «المرحلة الأولى من الترميم نفّذتها منذ سنتين الوكالة الإيطالية للتنمية بالتعاون مع جهات محلية كمنظمة الأونيسكو وبإشراف مجلس الإنماء والإعمار، غير أنّ المجتمع المدني تفاجأ بالضرَر الحاصل الذي لحقَ بالآثار، حيث إنّ الفنيّين الذين قاموا بعمليات الترميم لم تكن لديهم الخبرة الكافية المهنية والعلمية وهم عمّال لبنانيّون وسوريون، حيث بدا التشويه البصري واضحاً ففَقدت الأحجار النقاوة الأثرية».
ولفتَ إلى أنّ «تقرير الأونيسكو أكّد أنّ الحجر الأثري فقَد طبقة «الباتينا» التي تحميه من العوامل الطبيعية والأمراض مِثل الأكسدة والفطريات، بفِعل عمليات الترميم التي حصلت واستُعملت فيها طرق عنفية مِثل ضرب الحجر بالرمل»، لافتاً إلى أنّ «رموزاً وخطوطاً أثرية قد محيَت بعد الترميم نتيجة الإهمال وسوء الرقابة»، مطالباً بالرقابة الفعّالة للعمليات اللاحقة من الترميم بعد فقدان الثقة بالعملية التي أنجِزت.
وكان تقرير منظمة الأونيسكو قد أكّد أنّ التنظيف داخل هيكل باخوس من الناحية البصرية كان عدوانياً بشكل كبير، على الرغم من دقة العمل، وقضى بالتالي كلياً على الطبقة الأولى من الحجر. وعرض تقرير العمل العام الماضي أنّ المبدأ من الاعتراض في حدّه الأدنى الناصح والداعي إلى الأفضل هو بدراسات فيزيائية تعطي حلولاً حيث تكون هذه الحلول مدروسة بدقّة وكقاعدة متعارَف عليها، والحلّ الأفضل هو بأقلّ قدر ممكن من التدخّل، وهذا المبدأ لم يتمّ اتّباعه.
بدوره، أشار رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس إلى أن «منظمة اليونسكو أرسلت فريقاً من الخبراء للكشفِ على الأعمال المنفّذة، ووجّهت كتابَ شكرٍ إلى الجهة المنفّذة، ولفتَ تقريرُها النظرَ إلى بعض الملاحظات الدقيقة الواجب تلافيها في المرحلة الثانية التي ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذه الملاحظات تمّ الأخذ بها، وهي موضع عناية»، مؤكّداً «أنّني كرئيس لبلدية بعلبك إلى جانب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، نتواصل دائماً مع الجهات المعنية في الدولة والراعية للعمل، وجميعُنا حريصون على هذا الموقع الأثري».
وأوضَح أنّه «عندما أزيلت الطبقة الخارجية خلال أعمال تنظيف الحجارة من الفطريات وما تراكمَ عليها من شوائب، ظهرَت بعض التشوّهات التي هي نتيجة العوامل الطبيعية، لكن ترافقَت عملية الترميم مع استخدام مواد تمنَع النشّ للحدّ من تأثير العوامل الطبيعية بالشكل الذي كان يحصل في السابق مع مرور الزمن، وذلك توخّياً لحفظ الآثار».
بين الحِرص على أثار بعلبك من قبَل المعنيين ومنظمات المجتمع المدني، ينتظر البعلبكي الأفعالَ لا الأقوال للحفاظ على ما تبقّى من هوية وتراث في المدينة.
لكن ما جرى اكتشافه أخيراً من خلال عمليات الترميم التي تنفَّذ لمعبد باخوس داخل القلعة والتشوّه اللاحق بآثار المعبد طرَح أكثرَ من علامة استفهام وتساؤل عن تواطؤ البعض والسكوت عن هذه الجريمة، إضافةً إلى غياب السلطة المحلية المتمثلة في بلدية بعلبك التي يجب أن تعمل على صيانة الآثار والحفاظ على القلعة الأثرية للمدينة.
وعليه، دعا عدد من فاعليات المدينة ومنظّمات المجتمع المدني إلى اعتصام نفّذته أمام مدرّجات «معبد باخوس»، طالبَت خلاله بـ«تلافي بعض الأخطاء التي شهدتها المرحلة الأولى من ترميم وتأهيل وتنظيف الهياكل خلال تنفيذ أعمال المرحلة الثانية في معبد «جوبيتر»، غير أنّ اللافت كانت الدعوات والاتّصالات التي تلقّاها عدد من المواطنين لمقاطعة الاعتصام.
وتلت السيّدة عصام الرفاعي باسمِ المعتصمين بياناً، أشارَت فيه إلى «أضرار حصلت نتيجة عنفِ الطرق المستعملة في عمليات الترميم السابقة.
وإذ أكّدت أنّ «محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ورئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، هما موضع ثقة لِما يتمتّعان به من محبّة وحِرص على أحوال المدينة وآثارها، ونعوّل على متابعتهما تنفيذَ المرحلة الثانية»، طالبَت بـ«عقد اجتماع لفاعليات المجتمع المدني والمجلس البلدي مع الجهة المسؤولة قبل بدء تنفيذ الأعمال في المرحلة الثانية، وكفّ أيدي الفنّيين السابقين في أعمال الترميم الذين فقدوا صدقية العمل في هذا الصرح العالمي، وتقديم المستندات الورقية القانونية للمجلس البلدي في ما يخصّ الاتفاقات المبرَمة والطرق المزمَع استخدامها في عملية الترميم، وتعيين اختصاصيين محلّيين في عِلم الآثار والترميم من البلدية، بهدف المراقبة والإشراف على مراحل الترميم والصيانة اللاحقة».
وفي حديث لـ«الجمهورية»، أوضَح الدكتور سهيل رعد أنّ «المرحلة الأولى من الترميم نفّذتها منذ سنتين الوكالة الإيطالية للتنمية بالتعاون مع جهات محلية كمنظمة الأونيسكو وبإشراف مجلس الإنماء والإعمار، غير أنّ المجتمع المدني تفاجأ بالضرَر الحاصل الذي لحقَ بالآثار، حيث إنّ الفنيّين الذين قاموا بعمليات الترميم لم تكن لديهم الخبرة الكافية المهنية والعلمية وهم عمّال لبنانيّون وسوريون، حيث بدا التشويه البصري واضحاً ففَقدت الأحجار النقاوة الأثرية».
ولفتَ إلى أنّ «تقرير الأونيسكو أكّد أنّ الحجر الأثري فقَد طبقة «الباتينا» التي تحميه من العوامل الطبيعية والأمراض مِثل الأكسدة والفطريات، بفِعل عمليات الترميم التي حصلت واستُعملت فيها طرق عنفية مِثل ضرب الحجر بالرمل»، لافتاً إلى أنّ «رموزاً وخطوطاً أثرية قد محيَت بعد الترميم نتيجة الإهمال وسوء الرقابة»، مطالباً بالرقابة الفعّالة للعمليات اللاحقة من الترميم بعد فقدان الثقة بالعملية التي أنجِزت.
وكان تقرير منظمة الأونيسكو قد أكّد أنّ التنظيف داخل هيكل باخوس من الناحية البصرية كان عدوانياً بشكل كبير، على الرغم من دقة العمل، وقضى بالتالي كلياً على الطبقة الأولى من الحجر. وعرض تقرير العمل العام الماضي أنّ المبدأ من الاعتراض في حدّه الأدنى الناصح والداعي إلى الأفضل هو بدراسات فيزيائية تعطي حلولاً حيث تكون هذه الحلول مدروسة بدقّة وكقاعدة متعارَف عليها، والحلّ الأفضل هو بأقلّ قدر ممكن من التدخّل، وهذا المبدأ لم يتمّ اتّباعه.
بدوره، أشار رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس إلى أن «منظمة اليونسكو أرسلت فريقاً من الخبراء للكشفِ على الأعمال المنفّذة، ووجّهت كتابَ شكرٍ إلى الجهة المنفّذة، ولفتَ تقريرُها النظرَ إلى بعض الملاحظات الدقيقة الواجب تلافيها في المرحلة الثانية التي ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذه الملاحظات تمّ الأخذ بها، وهي موضع عناية»، مؤكّداً «أنّني كرئيس لبلدية بعلبك إلى جانب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، نتواصل دائماً مع الجهات المعنية في الدولة والراعية للعمل، وجميعُنا حريصون على هذا الموقع الأثري».
وأوضَح أنّه «عندما أزيلت الطبقة الخارجية خلال أعمال تنظيف الحجارة من الفطريات وما تراكمَ عليها من شوائب، ظهرَت بعض التشوّهات التي هي نتيجة العوامل الطبيعية، لكن ترافقَت عملية الترميم مع استخدام مواد تمنَع النشّ للحدّ من تأثير العوامل الطبيعية بالشكل الذي كان يحصل في السابق مع مرور الزمن، وذلك توخّياً لحفظ الآثار».
بين الحِرص على أثار بعلبك من قبَل المعنيين ومنظمات المجتمع المدني، ينتظر البعلبكي الأفعالَ لا الأقوال للحفاظ على ما تبقّى من هوية وتراث في المدينة.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
07:11
شرقٌ للوحوشِ المتوكّلين على الله!
1
07:05
رجال الدولة وانحدار ثقافة الدولة في لبنان
2
07:07
ماذا تريدون في لبنان مقابل أمن إسرائيل؟
3
08:29
الموت يغيّب النائب غسان سكاف
4
07:08
جمود... حتى توزيع ترامب المكاسب والأدوار على حلفائه
5
09:57
السيسي لا يعتزم لقاء نتنياهو
6
07:02
وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي: أميركا أولاً!
7
12:57
بري ناعياً سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان
8