أحلام اليقظة... وتأثيرُها على صحَّتنا النفسيّة
أحلام اليقظة... وتأثيرُها على صحَّتنا النفسيّة
اخبار مباشرة
د. أنطوان الشرتوني
أكدت دراسات عديدة أنّ الإنسان يحتاج إلى أحلام اليقظة لأنها مفيدة له ولصحته النفسية... ولكن ضمن ضوابط ومعدّل لا يجب تخطيه وإلّا أصبحت مدخلاً إلى عالم الإضطرابات النفسية. ما هي أحلام اليقظة؟ ولما هي مهمّة في حياة الإنسان؟ وهل هي مؤشّر صحّة عند أطفالنا؟
أحلام اليقظة هي الأحلام التي يراها الإنسان عندما يكون صاحياً وليس نائماً، ويتخيّل فيها الشخص أنه يقوم ببعض المهام أو الأفعال التي لا يقوم بها فعلياً ولا تمتّ إلى الواقع بصلة. تختلف أحلام اليقظة عن أحلام النوم، خصوصاً أنها ليست خيالية بل يكون الإنسان واعياً في إبتكارها، بينما يتداخل اللاوعي لصنع أحلام النوم.
يستسلم كثير من الناس، من جميع الأعمار ومن الجنسين، لأحلام اليقظة، التي تخفّف من ضغوط الحياة، فتظهر عندهم بعض الأفكار الخيالية التي يحتفظون بها لأنفسهم لأنها سرّية جداً وخاصة بهم.
كيف تُبنى أحلام اليقظة في مخيّلتنا؟
يحلم كثير من الأشخاص خلال نومهم، وبعد إستيقاظهم يتذكّرون بعضاً من هذه الأحلام اللاواعية، فيهرعون إلى الكتب أو الى مفسّري الأحلام أو الشبكة العنكبوتية لتفسيرها، إذ إنها تحاكي حاجياتهم اللاواعية.
ولكنّ أحلام اليقظة مختلفة جداً عن أحلام النوم، وتكون عندما يحلم بعض الأشخاص بأمور شخصية ترتكز على السلطة والمال والعاطفة والشهرة والجنس... ويسيطر الوعي على أحلامهم، لذا تأتي كردّ فعل على حاجياتهم الواعية.
تُبنى أحلام اليقظة لمواجهة الواقع، بسبب شعور الحالم بالنقص أو الدونية، وتكون هذه الأحلام مخرجاً أو طريقاً ليهرب من واقعه المرير. يلجأ هذا الحالم إلى الخيالات الجميلة التي تردّ على حاجياته الشخصية، ويُكوّن عالماً إفتراضياً خاصاً به، يكون «كاملاً أو مثالياً» حسب متطلباته النفسية.
مثلاً، مراهق يعيش ضمن عائلة حيث يسيطر الأهل بشكل كامل على حياته الشخصية، فيميل إلى أحلام اليقظة ويبني عالماً خاصاً به، يكون فيه مسيطراً وقوياً وذا نفوذ لا مثيل له.
الجوانب الإيجابية والسلبية
تولد عند الإنسان 3 أنماط من أحلام اليقظة، وهي: الإيجابية، السلبية والمشتّتة. على الصعيد الإيجابي، تُنمّي أحلام اليقظة مخيلة الحالم، وتفكيره. كما يمكن أن تساعده على حلّ مشاكله اليومية من خلال العالم الإفتراضي الذي يبنيه في عقله.
وتحوّل أحلام الشخص كثير التأمل، المواقف الصعبة إلى مواقف بسيطة يمكن أن يتحمّلها. كما يمكن لأحلام اليقظة أن تقوّي شخصية الحالم وتجعله أكثر تكيّفاً مع بعض المواقف اليومية، وقد يصبح أكثر تفاؤلاً.
وبالنسبة للسلبيات، فهي التالية:
• تخفّف أحلام اليقظة من سيطرة الإنسان على مشاعره وأفكاره وعواطفه، فنراه كثير الأحلام، ويغضب بسرعة.
• فقدان التركيز هو من النقاط السلبية التي يواجهها الحالم. وإذا ظلّ مستسلماً لأحلام اليقظة، يمكن أن تؤدي به إلى عدم التفريق ما بين حلمه والواقع.
• ضعف الإنتباه بسبب إسترساله بأحلامه وعالمه الإفتراضي.
• تجعل أحلام اليقظة الإنسان ذا شخصية إنهزامية، لا يواجه المشكلات بشكل صحيح وواقعي بل بعالمه الخاص.
أما على صعيد أحلام اليقظة المشتّتة، فيكون الحالم أسرع سأماً وتشتّتاً بسبب المشاهد الذهنية التي تمرّ في مخيّلته وهي عبارة عن صور عابرة ومتكرّرة.
أحلام اليقظة عند الأطفال
أحلام اليقظة ليست فقط مهمة في عالم الراشدين ولكن أيضاً في حياة الأطفال. تظهر هذه الأحلام من خلال مخيّلة الطفل الخصبة ما بين عمر 2 و5 سنوات. خلال هذا العمر، يبدأ الطفل في فهم مكوّنات الحياة من خلال مخيلته ويحلّ بعض المشاهد المعقّدة التي يعايشها في يومياته. يبني الطفل أحلام اليقظة لإستيعاب ما يراه ويكتشفه من مشاعر وضغوط وحتّى مشكلات.
ويقلق كثير من الأهالي عندما يتكلّم طفلهم أو يلعب مع شخص وهمي. هنا يجب التفريق ما بين حلم اليقظة والصديق الوهمي، علماً أنّ الإثنين من نسيج خيال الطفل. ويجب أن لا يقلق الأهل من هذه التصرّفات إذ من الطبيعي أن يكون للطفل صديق وهمي خصوصاً إذا كان وحيداً أي لا إخوة أو أخوات له.
وأظهرت الدراسات العلمية أنّ الأطفال الذين يتمتعون بمخيلة خصبة وبأحلام اليقظة هم مبتسمون أكثر من غيرهم وأقلّ شعوراً بالحزن وحتى أنشط من أقرانهم. ولكن يجب أن يراقب الأهل دائماً أطفالهم للتأكّد من أنّ أحلامهم اليقظة أو حتّى صديقهم الوهمي لا يؤثران سلباً في حياتهم.
أحلام اليقظة والأمراض النفسية
أحلام اليقظة مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الإنسان خصوصاً في المراهقة. لا يعاني الشخص الحالم في اليقظة من إضطراب نفسي أو في شخصيّته. فأحلام اليقظة جواب للضغوطات التي يعيشها الإنسان خلال يومياته، وعلاجها الشافي هو التخفيف من القلق وتقبّل الأمور كما هي.
علماً أنها لا تجلب سوى الإيجابية لشخصيّة الإنسان، الذي يعيش مواجهة يومية مع القلق والخوف. كما يذكر أنه يمكن التخفيف من مشاعر القلق المزعجة أو تجنّبها من خلال ممارسة الرياضة.
ولكن نجد أشخاصاً يبنون عالمهم الوهمي ويعيشون فيه ولا يقبلون الخروج منه. هذه الحال من «الإستغراق» يمكن أن تؤدّي بهم إلى تغيير كبير على صعيد الشخصية، وبالتالي قد يصيبهم إضطراب في شخصيتهم. فالإستغراق في عالم الخيال، يسدّ حاجة الإنسان لفهم ذاته وبالتالي قبول شخصيته وطريقة تفكيره.
يستسلم كثير من الناس، من جميع الأعمار ومن الجنسين، لأحلام اليقظة، التي تخفّف من ضغوط الحياة، فتظهر عندهم بعض الأفكار الخيالية التي يحتفظون بها لأنفسهم لأنها سرّية جداً وخاصة بهم.
كيف تُبنى أحلام اليقظة في مخيّلتنا؟
يحلم كثير من الأشخاص خلال نومهم، وبعد إستيقاظهم يتذكّرون بعضاً من هذه الأحلام اللاواعية، فيهرعون إلى الكتب أو الى مفسّري الأحلام أو الشبكة العنكبوتية لتفسيرها، إذ إنها تحاكي حاجياتهم اللاواعية.
ولكنّ أحلام اليقظة مختلفة جداً عن أحلام النوم، وتكون عندما يحلم بعض الأشخاص بأمور شخصية ترتكز على السلطة والمال والعاطفة والشهرة والجنس... ويسيطر الوعي على أحلامهم، لذا تأتي كردّ فعل على حاجياتهم الواعية.
تُبنى أحلام اليقظة لمواجهة الواقع، بسبب شعور الحالم بالنقص أو الدونية، وتكون هذه الأحلام مخرجاً أو طريقاً ليهرب من واقعه المرير. يلجأ هذا الحالم إلى الخيالات الجميلة التي تردّ على حاجياته الشخصية، ويُكوّن عالماً إفتراضياً خاصاً به، يكون «كاملاً أو مثالياً» حسب متطلباته النفسية.
مثلاً، مراهق يعيش ضمن عائلة حيث يسيطر الأهل بشكل كامل على حياته الشخصية، فيميل إلى أحلام اليقظة ويبني عالماً خاصاً به، يكون فيه مسيطراً وقوياً وذا نفوذ لا مثيل له.
الجوانب الإيجابية والسلبية
تولد عند الإنسان 3 أنماط من أحلام اليقظة، وهي: الإيجابية، السلبية والمشتّتة. على الصعيد الإيجابي، تُنمّي أحلام اليقظة مخيلة الحالم، وتفكيره. كما يمكن أن تساعده على حلّ مشاكله اليومية من خلال العالم الإفتراضي الذي يبنيه في عقله.
وتحوّل أحلام الشخص كثير التأمل، المواقف الصعبة إلى مواقف بسيطة يمكن أن يتحمّلها. كما يمكن لأحلام اليقظة أن تقوّي شخصية الحالم وتجعله أكثر تكيّفاً مع بعض المواقف اليومية، وقد يصبح أكثر تفاؤلاً.
وبالنسبة للسلبيات، فهي التالية:
• تخفّف أحلام اليقظة من سيطرة الإنسان على مشاعره وأفكاره وعواطفه، فنراه كثير الأحلام، ويغضب بسرعة.
• فقدان التركيز هو من النقاط السلبية التي يواجهها الحالم. وإذا ظلّ مستسلماً لأحلام اليقظة، يمكن أن تؤدي به إلى عدم التفريق ما بين حلمه والواقع.
• ضعف الإنتباه بسبب إسترساله بأحلامه وعالمه الإفتراضي.
• تجعل أحلام اليقظة الإنسان ذا شخصية إنهزامية، لا يواجه المشكلات بشكل صحيح وواقعي بل بعالمه الخاص.
أما على صعيد أحلام اليقظة المشتّتة، فيكون الحالم أسرع سأماً وتشتّتاً بسبب المشاهد الذهنية التي تمرّ في مخيّلته وهي عبارة عن صور عابرة ومتكرّرة.
أحلام اليقظة عند الأطفال
أحلام اليقظة ليست فقط مهمة في عالم الراشدين ولكن أيضاً في حياة الأطفال. تظهر هذه الأحلام من خلال مخيّلة الطفل الخصبة ما بين عمر 2 و5 سنوات. خلال هذا العمر، يبدأ الطفل في فهم مكوّنات الحياة من خلال مخيلته ويحلّ بعض المشاهد المعقّدة التي يعايشها في يومياته. يبني الطفل أحلام اليقظة لإستيعاب ما يراه ويكتشفه من مشاعر وضغوط وحتّى مشكلات.
ويقلق كثير من الأهالي عندما يتكلّم طفلهم أو يلعب مع شخص وهمي. هنا يجب التفريق ما بين حلم اليقظة والصديق الوهمي، علماً أنّ الإثنين من نسيج خيال الطفل. ويجب أن لا يقلق الأهل من هذه التصرّفات إذ من الطبيعي أن يكون للطفل صديق وهمي خصوصاً إذا كان وحيداً أي لا إخوة أو أخوات له.
وأظهرت الدراسات العلمية أنّ الأطفال الذين يتمتعون بمخيلة خصبة وبأحلام اليقظة هم مبتسمون أكثر من غيرهم وأقلّ شعوراً بالحزن وحتى أنشط من أقرانهم. ولكن يجب أن يراقب الأهل دائماً أطفالهم للتأكّد من أنّ أحلامهم اليقظة أو حتّى صديقهم الوهمي لا يؤثران سلباً في حياتهم.
أحلام اليقظة والأمراض النفسية
أحلام اليقظة مرحلة من المراحل التي يمرّ بها الإنسان خصوصاً في المراهقة. لا يعاني الشخص الحالم في اليقظة من إضطراب نفسي أو في شخصيّته. فأحلام اليقظة جواب للضغوطات التي يعيشها الإنسان خلال يومياته، وعلاجها الشافي هو التخفيف من القلق وتقبّل الأمور كما هي.
علماً أنها لا تجلب سوى الإيجابية لشخصيّة الإنسان، الذي يعيش مواجهة يومية مع القلق والخوف. كما يذكر أنه يمكن التخفيف من مشاعر القلق المزعجة أو تجنّبها من خلال ممارسة الرياضة.
ولكن نجد أشخاصاً يبنون عالمهم الوهمي ويعيشون فيه ولا يقبلون الخروج منه. هذه الحال من «الإستغراق» يمكن أن تؤدّي بهم إلى تغيير كبير على صعيد الشخصية، وبالتالي قد يصيبهم إضطراب في شخصيتهم. فالإستغراق في عالم الخيال، يسدّ حاجة الإنسان لفهم ذاته وبالتالي قبول شخصيته وطريقة تفكيره.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 20
بري يقود الشيعة إلى «أفضل الممكن»
1
Dec 20
"الميكانيزم" في لقائها المدني الثاني: بداية الجديّة وتراجع الغوغائيّة
2
Dec 20
نحو مجْمعٍ وطني لحماية وجود لبنان
3
12:19
وفاة الممثل اللبناني وليد العلايلي عن 65 عاماً
4
07:37
رئيس الوزراء الايرلندي في بيروت
5
08:57
ترامب: عمليّة "عين الصقر" ضدّ "داعش" ناجحة جداً
6
Dec 20
مانشيت: «الميكانيزم»: تقدّم المسارَين الأمني والسياسي ضروري وعون: الأولوية لعودة الأهالي... ودعم مصري متجدّد
7
13:17
البطريرك الراعي من طرابلس: السلام هو الخيار الدائم والأفضل
8