الـ«توتيا»: حجمها صغير ومنافعها غير متوقّعة
الـ«توتيا»: حجمها صغير ومنافعها غير متوقّعة
اخبار مباشرة
سينتيا عواد
ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.
إنه موسم السباحة، والبرونزاج، والسياحة، والإستجمام ولكنه أيضاً موسم الإقبال على تناول ثمار البحر، كالكراب والقريدس والمحار والكلماري والأخطبوط. أمّا «Star» هذه اللائحة اللذيذة فهو قنفذ البحر (Sea Urchin) المعروف في لبنان بالـ»توتيا». ما أبرز خصائصه ولمَ ينصح به خبراء التغذية؟
لا تتردّدوا في شراء الـ«توتيا» ولو لمرّة واحدة، فهذا النوع من الثمار البحرية الدائري الشكل والمغطّى بالأشواك، يملك طعماً لذيذاً قد يُرضي ذوقكم ويجعلكم تتعلّقون به وتُدخلونه إلى نظامكم الغذائي بإنتظام.
وعن طرق تحضيره وتناوله، لفتت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين لـ«الجمهورية» إلى «ضرورة غسله أولاً بالمياه قبل تقطيعه بواسطة مقصّ حادّ وتقسيمه إلى قطعتين، فتتمّ إزالة الجزء العلوي والإحتفاظ بنظيره السفلي حيث يوجد اللحم. يمكن تناوله مباشرةً كنوع من المقبّلات بواسطة الملعقة مع إضافة القليل من عصير الحامض، أو تقديمه مع سَلطة الخضار أو السوشي».
وتطرّقت إلى قيمته الغذائية، فقالت إنّ «كلّ 100 غ من التوتيا تحتوي نحو 120 كالوري. أمّا البروتينات الموجودة فيه فتبلغ 13,27 غ، والكربوهيدرات 3,3 غ، والكولسترول 200 ملغ، والدهون 4,8 غ ولكنّ غالبيّتها تنتمي إلى الفئة غير المشبعة».
محتوى غذائي مُفاجئ
وتابعت حديثها: «إشتهر التوتيا بتعزيز الطاقة، والمساعدة على أداء المهام خلال ساعات اليوم، وتحسين الدورة الدموية ووظائف عديدة في الجسم. لكنّ هذه الخصائص ليست وحدها التي دفعت الخبراء إلى إعتباره مادة ثمينة، إذ أظهرت الأبحاث العلمية التي أُجريت في هذا الصدد أنّ التوتيا يملك مغذّيات مهمّة جداً وغير متوقّعة، أبرزها:
- البروتينات: غالبية السعرات الحرارية الموجودة في التوتيا تأتي من البروتينات. كل 30 غ منه يؤمّن نحو 3,2 غ من البروتين، أي ما يعادل نصف بيضة. يُذكر أنّ البروتينات تزوّد الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية لبناء الأنسجة والعضلات، والتوتيا مهمّ جداً للأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم أو الدجاج، ما يقيهم التعرّض لنقص شديد بهذه المادة.
- الأوميغا 3: هو نوع من الأحماض الدهنية الأساسية غير المشبعة الذي يشتهر بخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. فضلاً عن أنه ينظّم دقات القلب، ويخفّض ضغط الدم، ويقلّل من ترسّب الكولسترول والتريغليسريد والدهون على جدار الشرايين فيمنع تصلّبها، ويحسّن المزاج، ويعزّز القدرات الذهنية، ويخفّض آلام المفاصل، وينشّط الجهاز العصبي والعضلي والمناعي.
- الزنك: تشتهر كلّ ثمار البحر بغناها بمعدن الزنك، غير أنّ التوتيا يتربّع على عرش هذه اللائحة فيؤمّن 13 في المئة من الإحتياجات اليومية له. الزنك أساسي لدعم وظائف أكثر من 300 أنزيم في الجسم، ومهمّ لعملية الأيض، وخلايا الدماغ، وإنتاج الإنسولين، ويملك وظائف عديدة في جهاز المناعة، وأساسي لحاسة الذوق، وإلتئام الجروح، وإنتاج السائل المنوي.
- الألياف: الأمر المفاجئ أنّ التوتيا مصدر مهمّ للألياف الغذائية الضرورية جداً للوقاية من الإمساك، والإسهال، والبواسير. ناهيك عن أنها تحافظ على صحّة الأمعاء، وتساعد على خفض مستويات الكولسترول، وضبط السكر في الدم، وتضمن الشعور بالشبع لمدة أطول فتساهم في بلوغ وزن صحّي والوقاية من البدانة، وتخفّض خطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان خصوصاً القولون.
- الفيتامينان A وC: يُعتبر الفيتامين A، الموجود في الجزر والمشمش والسبانخ والسمك وثمار البحر، من أهمّ العناصر التي تساعد الجسم على النموّ ومحاربة البكتيريا والفيروسات الضارة، ما يعني أنه أساسي لتعزيز جهاز المناعة. أما الفيتامين C، المتوافر بنسبة عالية في الحمضيات والفلفل واللبن والكيوي وفصيلة التوت، فيُعتبر من أهمّ مضادات الأكسدة التي تهاجم الجذور الحرّة، ويمنح الجسم الحيوية والنضارة، ويدعم إمتصاص معدن الحديد الموجود في الأكل النباتي، وهو مهمّ للأنسجة لأنه يعزّز إنتاج الكولاجين الضروري للحفاظ على صحّة الأسنان، والعظام، والجلد، والأوعية الدموية».
وإلى جانب هذه الميزات الغذائية، كشفت قسطنطين أنّ «التوتيا إعتُبر منذ القِدم بمثابة مادة غذائية مُثيرة للرغبة الجنسية، خصوصاً عند الشعب اليوناني.
ويعود الفضل في ذلك إلى غناه بمعدنَي الزنك والفوسفور اللذين يرفعان مستويات هرمون التستوستيرون، ما يساعد على دعم الأداء الجنسي. ناهيك عن أنه يحتوي جرعة عالية من مضادات الأكسدة التي تزيد تدفق الدم، ومغذّيات أخرى ترفع معدل إنتاج هرمون الدوبامين الذي يحسّن الرغبة الجنسية».
تأثيره في القلب
لكن كيف يمكن للتوتيا أن يكون فعّالاً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية على رغم غناه بالكولسترول؟ أوضحت خبيرة التغذية أنّ «أنواعاً عديدة من ثمار البحر، كالمحار والقريدس والتوتيا، تحتوي معدلاً مرتفعاً من الكولسترول الذي يؤدّي إلى أمراض القلب والشرايين.
ولكنّ دراسات مختلفة، أهمّها واحدة يابانية أُجريت عام 2002، أظهرت أنّه على رغم إستهلاك هذا الشعب نسبة كبيرة من التوتيا إلّا أنه يتميّز بإنخفاض مستويات أمراض القلب والشرايين مقارنةً بدول أخرى لا تتناوله».
وتابعت حديثها قائلةً إنّ «هذا الأمر يرجع تحديداً إلى إحتواء التوتيا نسبة عالية من الأوميغا 3، ما يقي من الجلطات وتصلّب الشرايين. إلى جانب مضادات الأكسدة التي تحارب المخاطر الناتجة عن الكولسترول، والأحماض الدهنية غير المشبعة أهمّها «EPA» و»DHA» التي تفكّك تجمّعات الكولسترول في الدم وتخفّض أمراض القلب. فضلاً عن أنها تحافظ على سلامة الجهاز العصبي، وتنمّي القدرات الذهنية، وتقوّي الذاكرة.
إذاً بما أنّ المواد المضادة لأمراض القلب تفوق سيّئات الكولسترول وتتعارض مع مفعوله، صُنّف التوتيا من بين المأكولات الفعّالة في محاربة أمراض القلب.
ناهيك عن أنه يزوّد الجسم بالفيتامينين B3 وB12 ومعدن الماغنيزيوم، وهي المغذّيات التي تخفّض ضغط الدم، وتنظّم دقات القلب، وتحمي من أمراضه».
إنطلاقاً من كلّ هذه المعطيات العلمية، دعت قسطنطين أخيراً إلى «عدم الخوف من إستهلاك التوتيا حتّى في حال إرتفاع الكولسترول، لكن بالتأكيد يجب عدم المبالغة وإلّا أصبح مضرّاً أكثر منه نافعاً».
وعن طرق تحضيره وتناوله، لفتت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين لـ«الجمهورية» إلى «ضرورة غسله أولاً بالمياه قبل تقطيعه بواسطة مقصّ حادّ وتقسيمه إلى قطعتين، فتتمّ إزالة الجزء العلوي والإحتفاظ بنظيره السفلي حيث يوجد اللحم. يمكن تناوله مباشرةً كنوع من المقبّلات بواسطة الملعقة مع إضافة القليل من عصير الحامض، أو تقديمه مع سَلطة الخضار أو السوشي».
وتطرّقت إلى قيمته الغذائية، فقالت إنّ «كلّ 100 غ من التوتيا تحتوي نحو 120 كالوري. أمّا البروتينات الموجودة فيه فتبلغ 13,27 غ، والكربوهيدرات 3,3 غ، والكولسترول 200 ملغ، والدهون 4,8 غ ولكنّ غالبيّتها تنتمي إلى الفئة غير المشبعة».
محتوى غذائي مُفاجئ
وتابعت حديثها: «إشتهر التوتيا بتعزيز الطاقة، والمساعدة على أداء المهام خلال ساعات اليوم، وتحسين الدورة الدموية ووظائف عديدة في الجسم. لكنّ هذه الخصائص ليست وحدها التي دفعت الخبراء إلى إعتباره مادة ثمينة، إذ أظهرت الأبحاث العلمية التي أُجريت في هذا الصدد أنّ التوتيا يملك مغذّيات مهمّة جداً وغير متوقّعة، أبرزها:
- البروتينات: غالبية السعرات الحرارية الموجودة في التوتيا تأتي من البروتينات. كل 30 غ منه يؤمّن نحو 3,2 غ من البروتين، أي ما يعادل نصف بيضة. يُذكر أنّ البروتينات تزوّد الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية لبناء الأنسجة والعضلات، والتوتيا مهمّ جداً للأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم أو الدجاج، ما يقيهم التعرّض لنقص شديد بهذه المادة.
- الأوميغا 3: هو نوع من الأحماض الدهنية الأساسية غير المشبعة الذي يشتهر بخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. فضلاً عن أنه ينظّم دقات القلب، ويخفّض ضغط الدم، ويقلّل من ترسّب الكولسترول والتريغليسريد والدهون على جدار الشرايين فيمنع تصلّبها، ويحسّن المزاج، ويعزّز القدرات الذهنية، ويخفّض آلام المفاصل، وينشّط الجهاز العصبي والعضلي والمناعي.
- الزنك: تشتهر كلّ ثمار البحر بغناها بمعدن الزنك، غير أنّ التوتيا يتربّع على عرش هذه اللائحة فيؤمّن 13 في المئة من الإحتياجات اليومية له. الزنك أساسي لدعم وظائف أكثر من 300 أنزيم في الجسم، ومهمّ لعملية الأيض، وخلايا الدماغ، وإنتاج الإنسولين، ويملك وظائف عديدة في جهاز المناعة، وأساسي لحاسة الذوق، وإلتئام الجروح، وإنتاج السائل المنوي.
- الألياف: الأمر المفاجئ أنّ التوتيا مصدر مهمّ للألياف الغذائية الضرورية جداً للوقاية من الإمساك، والإسهال، والبواسير. ناهيك عن أنها تحافظ على صحّة الأمعاء، وتساعد على خفض مستويات الكولسترول، وضبط السكر في الدم، وتضمن الشعور بالشبع لمدة أطول فتساهم في بلوغ وزن صحّي والوقاية من البدانة، وتخفّض خطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان خصوصاً القولون.
- الفيتامينان A وC: يُعتبر الفيتامين A، الموجود في الجزر والمشمش والسبانخ والسمك وثمار البحر، من أهمّ العناصر التي تساعد الجسم على النموّ ومحاربة البكتيريا والفيروسات الضارة، ما يعني أنه أساسي لتعزيز جهاز المناعة. أما الفيتامين C، المتوافر بنسبة عالية في الحمضيات والفلفل واللبن والكيوي وفصيلة التوت، فيُعتبر من أهمّ مضادات الأكسدة التي تهاجم الجذور الحرّة، ويمنح الجسم الحيوية والنضارة، ويدعم إمتصاص معدن الحديد الموجود في الأكل النباتي، وهو مهمّ للأنسجة لأنه يعزّز إنتاج الكولاجين الضروري للحفاظ على صحّة الأسنان، والعظام، والجلد، والأوعية الدموية».
وإلى جانب هذه الميزات الغذائية، كشفت قسطنطين أنّ «التوتيا إعتُبر منذ القِدم بمثابة مادة غذائية مُثيرة للرغبة الجنسية، خصوصاً عند الشعب اليوناني.
ويعود الفضل في ذلك إلى غناه بمعدنَي الزنك والفوسفور اللذين يرفعان مستويات هرمون التستوستيرون، ما يساعد على دعم الأداء الجنسي. ناهيك عن أنه يحتوي جرعة عالية من مضادات الأكسدة التي تزيد تدفق الدم، ومغذّيات أخرى ترفع معدل إنتاج هرمون الدوبامين الذي يحسّن الرغبة الجنسية».
تأثيره في القلب
لكن كيف يمكن للتوتيا أن يكون فعّالاً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية على رغم غناه بالكولسترول؟ أوضحت خبيرة التغذية أنّ «أنواعاً عديدة من ثمار البحر، كالمحار والقريدس والتوتيا، تحتوي معدلاً مرتفعاً من الكولسترول الذي يؤدّي إلى أمراض القلب والشرايين.
ولكنّ دراسات مختلفة، أهمّها واحدة يابانية أُجريت عام 2002، أظهرت أنّه على رغم إستهلاك هذا الشعب نسبة كبيرة من التوتيا إلّا أنه يتميّز بإنخفاض مستويات أمراض القلب والشرايين مقارنةً بدول أخرى لا تتناوله».
وتابعت حديثها قائلةً إنّ «هذا الأمر يرجع تحديداً إلى إحتواء التوتيا نسبة عالية من الأوميغا 3، ما يقي من الجلطات وتصلّب الشرايين. إلى جانب مضادات الأكسدة التي تحارب المخاطر الناتجة عن الكولسترول، والأحماض الدهنية غير المشبعة أهمّها «EPA» و»DHA» التي تفكّك تجمّعات الكولسترول في الدم وتخفّض أمراض القلب. فضلاً عن أنها تحافظ على سلامة الجهاز العصبي، وتنمّي القدرات الذهنية، وتقوّي الذاكرة.
إذاً بما أنّ المواد المضادة لأمراض القلب تفوق سيّئات الكولسترول وتتعارض مع مفعوله، صُنّف التوتيا من بين المأكولات الفعّالة في محاربة أمراض القلب.
ناهيك عن أنه يزوّد الجسم بالفيتامينين B3 وB12 ومعدن الماغنيزيوم، وهي المغذّيات التي تخفّض ضغط الدم، وتنظّم دقات القلب، وتحمي من أمراضه».
إنطلاقاً من كلّ هذه المعطيات العلمية، دعت قسطنطين أخيراً إلى «عدم الخوف من إستهلاك التوتيا حتّى في حال إرتفاع الكولسترول، لكن بالتأكيد يجب عدم المبالغة وإلّا أصبح مضرّاً أكثر منه نافعاً».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
10:13
تقرير يكشف.. الأسد تعرض لمحاولة تسميم في روسيا!
1
Dec 31
باسيل لـ"الجمهورية": مفاجآت في الساعات الأخيرة
2
19:34
إسرائيل تفنّد تفاصيل عملية أمنية تخللها إنزال جنود في سوريا
3
07:13
اليكم الطرق الجبلية المقطوعة بسبب تراكم الثلوج
4
14:04
توغل إسرائيلي وتفتيش منازل في بلدات جنوب لبنان
5
15:57
أسير إسرائيلي في غزة حاول الانتحار
6
17:43
ما حقيقة هروب 60 ضابطاً سورياً إلى شرق ليبيا؟
7
Jan 01
إيران تستدعي السفير السعودي رفضا لإعدام ستة من مواطنيها
8