زراعة الأعضاء... فرصة لحياة ثانية
زراعة الأعضاء... فرصة لحياة ثانية
اخبار مباشرة
تانيا عازار
أنت وأنا ونحن جميعاً معرّضون في أيّ لحظة للتعرّض لحادث جسيم، أي معرّضون أيضاً (لا سمح الله) لأنْ نَخضع لعملية بترِ أحدِ أعضائنا أو جزءٍ منها نتيجة هذا الحادث، وذلك بعد القرار الطبّي الذي يفرض التخلّصَ من جزء من أجسادنا للحفاظ على ما هو أهمّ، ألَا وهي حياتُنا.
تُعرّف «الجمعيةُ الأميركية لجراحة اليد» مصطلحَ إعادة زرعِ الأعضاء بأنّه «إعادة وصلِ جزءٍ من أجزاء الجسم عن طريق الجراحة، وأغلبُ هذه الجراحات تكون للأصابع أو اليد أو الذراع، التي انفصلت بالكامل عن جسم الإنسان». ما هي الخطوات التي تمرّ بها عملية إعادة الزرع؟ ومتى يمكن أن تفشل هذه الجراحة؟ وما أهمّية المتابعة الفيزيائية ؟
يشير جرّاح العظام الدكتور جورج مراد في حديث لـ»الجمهورية» إلى أنّ إعادة الزرع هي عملية صعبة وشاقّة، وتحتاج إلى توفّر ظروف موضوعية وشروط معيّنة كي تنجح، مضيفاً أنّ النتائج التي حقّقتها جراحة إعادة الزرع حتى الآن متواضعة جداً.
ويكشف أنّ «لبنان يفتقر إلى التقنيات والتجهيزات المتطوّرة في مجال إعادة زرع الأعضاء البشَرية، فيضطرّ المرضى في حالات معيّنة ودقيقة إلى البحث في دوَل العالم عن مستشفيات ومراكز متخصّصة لإعادة وصلِ أعضائهم، مضيفاً: «التجهيزات متوفّرة في مستشفى جامعي واحد أو اثنين على الأكثر».
خطوات الجراحة
يوضِح د.مراد أنه بعد بتر العضو، من الضروري جداً أن يُحفَظ في مكانٍ تكون درجة حرارته قريبة من الصفر وبالطبع ضمن بيئة معقّمة. كذلك، إنّ تنظيف العضو المبتور وإزالة الخلايا الميتة وإيجاد الشريان الذي كان يغَذّيه، تُعدّ من الخطوات الحيوية في المراحل الأولى لعملية إعادة الزرع.
وبعدها، تبدأ مهمّة تثبيت العظام ووصل الشرايين والأوردة والأعصاب والأوتار، مشدّداً على «ضرورة استعانة الفريق الطبّي بالمجهر أو «الميكروسكوب»، لأنّنا نحتاج إلى رؤية الشرايين الرفيعة والأنسجة الدقيقة والأوعية الدموية، كما أنّه يساعدنا في تنفيذ الإجراءات الدقيقة في وصل الشرايين». شارحاً أنّ «العضو المبتور يعود للعمل بنسبة 60 إلى 70 في المئة، وهذا يُعتبَر نجاحاً مهمّاً».
أسباب فشلِها
هناك بعض الإصابات الشديدة وبعض حالات التمزّق البالغة التي تمنَع نجاحَ عملية إعادة الزرع. ويوضِح د. مراد في هذا السياق: «تصبح عملية وصل الشرايين والأنسجة اللحمية صعبة جداً وشِبه مستحيلة، إذا ما تعرّضَ العضو للإصابة بسبب منشار كهربائي أو أيّ آلة حادة، لأنّها تؤدّي إلى تآكل الشرايين والأعصاب واللحميات والعظام. كذلك، إنّ استغلال الوقت من خلال القيام بإجراء التدخّلات الجراحية السريعة، له دورٌ إيجابي في نجاح عملية إعادة العضو المبتور لجِسم المريض.
ويقول: «ما يَضمن إعادة حركة العضو المبتور ونجاح إعادة زرعِه، هو عدم انكشاف الأنسجة المبتورة لأكثر من 6 إلى 8 ساعات كحدّ أقصى، حتى يبقى العضو قابلاً للحياة». ويَذكر مراد أنه في أغلب الأحيان «يخضع المريض لهذه العملية لاسترجاع وظيفةٍ معتادة لعضوه المبتور أو لإعادة شكلِه السليم. وقبل المباشرة بالجراحة، يجب الأخذ بعين الاعتبار المنفعة المتوقّعة من العملية ومدى تفوّقِها نسبة الضرر المترتّبة عليها».
المتابعة الفيزيائية
ومن جهة ثانية، واستكمالاً للجهود الطبّية والجراحية، لا بد من أن يكون هناك جلسات العلاج الفيزيائي التي تسَهّل عمل العضو. وفي هذا السياق، يشدّد المعالج الفيزيائي ميشال الحاج على حاجة المريض الماسّة إلى العلاج الفيزيائي، قائلاً: «لا غنى عن العلاج الطبيعي الفيزيائي، لأنه يساهم في إنجاح العمل الجراحي»، مضيفاً: «تبدأ مهمّتي الأساسية بعد الجراحة، لأنّ العضلات والأربطة تكون ضعيفة نتيجة عدم الحركة، مشيراً إلى أنّه يقوم في حالة بتر قدمِ المريض أو ذراعه أو رِجله، بمساعدة العضلات والمفاصل على استعادة قوّتها بعد فترة مطوّلة من الجمود».
ويشرَح الحاج أنّه بعد هذه المرحلة الدقيقة، «يَعمل على تقوية عضلة العضو وأعصابه، لأنّ ضعفَها يسبّب العديد من المشكلات ويعيق قدرة العضو على الحركة والعمل بشكل طبيعي».
وبعد العلاج المكثّف داخل العيادة، يعطي المعالج الفيزيائي المريض برنامج تمارين رياضية كفيلة بتحسين وضعه». وعن المدّة الزمنية المطلوبة لشفاء المريض واستعادة عضوِه قدرتَه الحركية، يشير إلى أنّها «تختلف بحسب المنطقة المصابة وحسب فيزيولوجية الجسم وقوّته العضلية، وبالطبع تلعَب إرادة المريض وتصميمُه دوراً أساسياً في هذه المرحلة».
شهادات حيّة
نيكولا مرهب شابٌّ لبناني تعرّضَ لحادث أليم منذ 3 سنوات تسبّبَ في بتر يده عند المعصَم. وعن هذه التجربة، يخبر مرهب: «عندما نظرتُ إلى يدي المبتورة راوَدني ذلك الشعور بأنّها النهاية، واعتقدتُ أنّني لن أتمكّن من استرجاعها! ورفضتُ أن أخضعَ لعملية جراحية معقّدة تعَرّض حياتي للخطر ونتيجتُها غير مضمونة».
ويضيف: «إقتنعتُ فيما بعد بأن أخضع لتلك الجراحة الطويلة والدقيقة، وتمكّنَ الطبيب الجرّاح من إعادة وصلِ الأوردة والشرايين. وبعد أكثر من شهر تقريباً، عادت الأعصاب الصغيرة تتنامى ضمن غشائها. وبَعد اكتمال نموّها، شعرتُ بيدي من جديد وتمكّنتُ من تحريك أصابعي من خلال ضَمّها وفتحها بشكل كلّي. وهكذا عاودَت يدي تأديةَ وظائفها كاملة».
ولطانيوس مطر أيضاً تجربة خاصة مع عملية إعادة الزرع. وكلّ ما يتذكّره عن تلك اللحظات المشؤومة أنّها كانت مؤلمة للغاية، ومشهد تهشّمِ إصبعِه وتقطّعِ الشرايين والأوردة لا يمكن أن يمحوَه من ذاكرته، ويقول: «سارعتُ إلى وحدة الطوارئ في إحدى المستشفيات، ثمّ تمَّ تحويلي فوراً إلى غرفة العمليات. استغرقَت عملية زراعة إصبعي المبتور ساعات عدّة متواصلة.
تمّ خلالها توصيل الشرايين من أجل تدفّق الدم إلى الإصبع وتوصيله بالأطراف المبتورة، وتمَّت أيضاً عملية تثبيتِ عظام الإصبع في مكانها الصحيح». ويضيف: «تكلّلت الجراحة بالنجاح وتمكّنتُ من تحريك إصبعي، ولكنّ حجمَه يختلف عن بقيّة الأصابع، إذ يبدو أصغرَ نسبياً».
إنّ تطوّر العمليات الجراحية عبر التاريخ مرافق لتطوّر الإنسان ويفترض أن يترافق هذا التقدّم الإيجابي مع أخلاق حسَنة ترفض استغلالَ الطبّ أواستعماله في أعمال غير مشروعة.
يشير جرّاح العظام الدكتور جورج مراد في حديث لـ»الجمهورية» إلى أنّ إعادة الزرع هي عملية صعبة وشاقّة، وتحتاج إلى توفّر ظروف موضوعية وشروط معيّنة كي تنجح، مضيفاً أنّ النتائج التي حقّقتها جراحة إعادة الزرع حتى الآن متواضعة جداً.
ويكشف أنّ «لبنان يفتقر إلى التقنيات والتجهيزات المتطوّرة في مجال إعادة زرع الأعضاء البشَرية، فيضطرّ المرضى في حالات معيّنة ودقيقة إلى البحث في دوَل العالم عن مستشفيات ومراكز متخصّصة لإعادة وصلِ أعضائهم، مضيفاً: «التجهيزات متوفّرة في مستشفى جامعي واحد أو اثنين على الأكثر».
خطوات الجراحة
يوضِح د.مراد أنه بعد بتر العضو، من الضروري جداً أن يُحفَظ في مكانٍ تكون درجة حرارته قريبة من الصفر وبالطبع ضمن بيئة معقّمة. كذلك، إنّ تنظيف العضو المبتور وإزالة الخلايا الميتة وإيجاد الشريان الذي كان يغَذّيه، تُعدّ من الخطوات الحيوية في المراحل الأولى لعملية إعادة الزرع.
وبعدها، تبدأ مهمّة تثبيت العظام ووصل الشرايين والأوردة والأعصاب والأوتار، مشدّداً على «ضرورة استعانة الفريق الطبّي بالمجهر أو «الميكروسكوب»، لأنّنا نحتاج إلى رؤية الشرايين الرفيعة والأنسجة الدقيقة والأوعية الدموية، كما أنّه يساعدنا في تنفيذ الإجراءات الدقيقة في وصل الشرايين». شارحاً أنّ «العضو المبتور يعود للعمل بنسبة 60 إلى 70 في المئة، وهذا يُعتبَر نجاحاً مهمّاً».
أسباب فشلِها
هناك بعض الإصابات الشديدة وبعض حالات التمزّق البالغة التي تمنَع نجاحَ عملية إعادة الزرع. ويوضِح د. مراد في هذا السياق: «تصبح عملية وصل الشرايين والأنسجة اللحمية صعبة جداً وشِبه مستحيلة، إذا ما تعرّضَ العضو للإصابة بسبب منشار كهربائي أو أيّ آلة حادة، لأنّها تؤدّي إلى تآكل الشرايين والأعصاب واللحميات والعظام. كذلك، إنّ استغلال الوقت من خلال القيام بإجراء التدخّلات الجراحية السريعة، له دورٌ إيجابي في نجاح عملية إعادة العضو المبتور لجِسم المريض.
ويقول: «ما يَضمن إعادة حركة العضو المبتور ونجاح إعادة زرعِه، هو عدم انكشاف الأنسجة المبتورة لأكثر من 6 إلى 8 ساعات كحدّ أقصى، حتى يبقى العضو قابلاً للحياة». ويَذكر مراد أنه في أغلب الأحيان «يخضع المريض لهذه العملية لاسترجاع وظيفةٍ معتادة لعضوه المبتور أو لإعادة شكلِه السليم. وقبل المباشرة بالجراحة، يجب الأخذ بعين الاعتبار المنفعة المتوقّعة من العملية ومدى تفوّقِها نسبة الضرر المترتّبة عليها».
المتابعة الفيزيائية
ومن جهة ثانية، واستكمالاً للجهود الطبّية والجراحية، لا بد من أن يكون هناك جلسات العلاج الفيزيائي التي تسَهّل عمل العضو. وفي هذا السياق، يشدّد المعالج الفيزيائي ميشال الحاج على حاجة المريض الماسّة إلى العلاج الفيزيائي، قائلاً: «لا غنى عن العلاج الطبيعي الفيزيائي، لأنه يساهم في إنجاح العمل الجراحي»، مضيفاً: «تبدأ مهمّتي الأساسية بعد الجراحة، لأنّ العضلات والأربطة تكون ضعيفة نتيجة عدم الحركة، مشيراً إلى أنّه يقوم في حالة بتر قدمِ المريض أو ذراعه أو رِجله، بمساعدة العضلات والمفاصل على استعادة قوّتها بعد فترة مطوّلة من الجمود».
ويشرَح الحاج أنّه بعد هذه المرحلة الدقيقة، «يَعمل على تقوية عضلة العضو وأعصابه، لأنّ ضعفَها يسبّب العديد من المشكلات ويعيق قدرة العضو على الحركة والعمل بشكل طبيعي».
وبعد العلاج المكثّف داخل العيادة، يعطي المعالج الفيزيائي المريض برنامج تمارين رياضية كفيلة بتحسين وضعه». وعن المدّة الزمنية المطلوبة لشفاء المريض واستعادة عضوِه قدرتَه الحركية، يشير إلى أنّها «تختلف بحسب المنطقة المصابة وحسب فيزيولوجية الجسم وقوّته العضلية، وبالطبع تلعَب إرادة المريض وتصميمُه دوراً أساسياً في هذه المرحلة».
شهادات حيّة
نيكولا مرهب شابٌّ لبناني تعرّضَ لحادث أليم منذ 3 سنوات تسبّبَ في بتر يده عند المعصَم. وعن هذه التجربة، يخبر مرهب: «عندما نظرتُ إلى يدي المبتورة راوَدني ذلك الشعور بأنّها النهاية، واعتقدتُ أنّني لن أتمكّن من استرجاعها! ورفضتُ أن أخضعَ لعملية جراحية معقّدة تعَرّض حياتي للخطر ونتيجتُها غير مضمونة».
ويضيف: «إقتنعتُ فيما بعد بأن أخضع لتلك الجراحة الطويلة والدقيقة، وتمكّنَ الطبيب الجرّاح من إعادة وصلِ الأوردة والشرايين. وبعد أكثر من شهر تقريباً، عادت الأعصاب الصغيرة تتنامى ضمن غشائها. وبَعد اكتمال نموّها، شعرتُ بيدي من جديد وتمكّنتُ من تحريك أصابعي من خلال ضَمّها وفتحها بشكل كلّي. وهكذا عاودَت يدي تأديةَ وظائفها كاملة».
ولطانيوس مطر أيضاً تجربة خاصة مع عملية إعادة الزرع. وكلّ ما يتذكّره عن تلك اللحظات المشؤومة أنّها كانت مؤلمة للغاية، ومشهد تهشّمِ إصبعِه وتقطّعِ الشرايين والأوردة لا يمكن أن يمحوَه من ذاكرته، ويقول: «سارعتُ إلى وحدة الطوارئ في إحدى المستشفيات، ثمّ تمَّ تحويلي فوراً إلى غرفة العمليات. استغرقَت عملية زراعة إصبعي المبتور ساعات عدّة متواصلة.
تمّ خلالها توصيل الشرايين من أجل تدفّق الدم إلى الإصبع وتوصيله بالأطراف المبتورة، وتمَّت أيضاً عملية تثبيتِ عظام الإصبع في مكانها الصحيح». ويضيف: «تكلّلت الجراحة بالنجاح وتمكّنتُ من تحريك إصبعي، ولكنّ حجمَه يختلف عن بقيّة الأصابع، إذ يبدو أصغرَ نسبياً».
إنّ تطوّر العمليات الجراحية عبر التاريخ مرافق لتطوّر الإنسان ويفترض أن يترافق هذا التقدّم الإيجابي مع أخلاق حسَنة ترفض استغلالَ الطبّ أواستعماله في أعمال غير مشروعة.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Dec 20
بري يقود الشيعة إلى «أفضل الممكن»
1
21:49
خُلاصة "الجمهورية": سلام استقبل السفير كرم: لتوفير الدعم اللازم للجيش لتمكينه من الاضطلاع بمسؤولياته
2
Dec 20
الجيش: دهم مخزن أسلحة داخل شقة في بعلبك
3
12:01
إحباطُ عملية "بيع عقار" بمستندات مزوّرة... إليكم التفاصيل!
4
Dec 20
بسبب أعمال تزفيت... تدابير سير في محلّة جسر الفيات
5
08:48
اختفاءُ 16 ملفاً من ملفات إبستين من موقع وزارة العدل الأميركية!
6
Dec 20
البطريرك الراعي من دار الفتوى في طرابلس: سعيد جداً بوجودي في مدينة لأهلها عاطفة كبيرة لوطنهم
7
Dec 20
وفاة الممثل اللبناني وليد العلايلي عن 65 عاماً
8