علاقة الأب بإبنه... ميزان النجاح والفشل في الحياة
علاقة الأب بإبنه... ميزان النجاح والفشل في الحياة
اخبار مباشرة
تانيا عازار
تتشكّل علاقة الأب بإبنه على مدى سنين. تبدأ منذ نعومة أظفاره وتنمو حتّى يصبحَ رجلاً ناضجاً. كيف تتكوّن علاقةُ الرجل بإبنه؟ وكيف تؤثر معاملة الأب لإبنه في تصرّفاته؟ لماذا يجب أن يشارك الأب اهتماماتِ ابنه؟ وكيف يتمكّن الإبن الذي يتغيّب أباه عن المنزل بسبب العمل أو غيره من بناء علاقة سليمة معه؟
يشير أخصائي التحليل النفسي والأمراض النفسية الدكتور أنطوان الشرتوني لـ «الجمهورية» إلى أنه «عندما يولد الطفل، تتولّى الأم رعايته اليومية وتهتمّ بتفاصيل حياته، أمّا دور الأب فيتمحور حول كيفية تقبّله لإبنه ونظرته له»، موضحاً أنّ «هذه العملية تكون لاواعية، ويمرّ بها كلّ الرجال لا سيما الذين لم يتهيّأوا بعد ليصبحوا آباء».
وبعد هذه الفترة الأساسية، تحدث عقدة «أوديب» التي تبدأ في سنّ الثالثة تقريباً، وتستمرّ حتى سنّ السادسة. هذه المرحلة سليمة ومهمّة في تطوّر الإبن، حيث تتولّد أحاسيس جنسية مكبوتة لديه، ويدخل في تقليد سلوك أباه.
ويذكر الشرتوني أنّه من المهمّ جداً أن يظهر الأب بصورة النموذج الإيجابي، وأن يكون قدوة جيدة لإبنه، فيكتسب منه هذا الأخير كيفية التعامل مع الآخرين ويساعده على النموّ بشكل سليم. إلى ذلك، صورة الأب الإيجابية في نظر الإبن أساسية في تكوين شخصيّته الجنسية أو الذكورية فيما بعد.
ثمّ تبدأ مرحلة مهمّة تمتدّ من سنّ السادسة حتى الثانية عشرة، وتحتاج إلى اهتمام وعناية الأب بإبنه، وتُعتبر مرحلة إنتقالية في مسار نموّه. ويشدّد الشرتوني على أنه بعد سنّ الثانية عشرة، يجب «التركيز على بناء علاقة أبوّة وصداقة بين الأب وإبنه، بحيث يتقاسمان الأفكار والآراء، ويتشاركان الأمور الحياتية. ويظهر أثر ذلك في نموّ المراهق وتطوّره».
تأثير المعاملة في السلوك
تؤثّر معاملة الأب لإبنه في سلوكه وتصرّفاته بشكل كبير، إذ يرى الشرتوني أنّ المعاملة الحسنة «تجعل الإبن قادراً على تكوين شخصيّته بطريقة طبيعية وسوية، أمّا المعاملة القاسية فتؤدّي إلى بروز المشكلات النفسيّة والعدوانية، كما تقلّل من استجابته لتوجيهات أبيه الذي يرفض سلطته».
ويضيف الشرتوني أنه «من الضروري أن يُظهر الأب سلطته، ولكن لا ينبغي أن تكون السلطة طاحنة، بحيث لا يكون شديداً جداً ولا متساهلاً جداً، فخير الأمور الوسط»، لافتاً إلى أهمية إعطاء الإبن مساحة من الحرّية ليعبّر عن مشكلاته.
وفي كثير من الأحيان، يرى الولد نفسه غير قادر على البوح بأسراره لأبيه أو مصادقته، وذلك يعود بحسب الشرتوني إلى العلاقة غير الناضجة بين الطرفين، مضيفاً أنّ «عدم وضوح أو غموض علاقة الأب بإبنه تتأثّر بالعدائية التي عاشها الأب في طفولته»، وفي حال وفاة الأب «يحلّ الكاهن أو الشيخ أو الجدّ مكانه، ما يمكّن الطفل من النموّ بشكل سليم ومن تكوين صورة ذكورية تساعده في التفاعل والإندماج مع العالم المحكوم بالمنطق والعمل الشاق».
ويرى الشرتوني أنّ غياب الأب عن المنزل بسبب العمل أو غيره من المشاغل، لم يعد يشكّل عائقاً أمام قدرة الإبن على التواصل مع أبيه «لأن وسائل التكنولوجيا كـ«skype »و«whatsapp» سهّلت حصول الإبن على الإرشاد والتوجيه اللازم من الأب مهما كانت الأوضاع الجغرافية والحياتية».
تدهور العلاقة السليمة
يرغب بعض الآباء في أن ينفّذ أبناؤهم مطالب كثيرة، وينتظرون منهم أشياء هم غير قادرين على تحقيقها أو حتى غير راغبين بها، ما يؤدّي إلى تدهور العلاقة التي تجمعهم. وخير مثال على ذلك، الأب الذي يريد أن يكون ابنه مثله وشغوفاً في أمور معيّنة لا تتناسب مع رغباته وطموحاته.
إلى ذلك، قد تدمّر الملاحظات الحادّة علاقة الأب السليمة بإبنه وتفشلها. ويشدّد الشرتوني على أنّ الإبن يعشق قراءة الإعجاب في عينَيّ والده، لأنه يسعى دائماً إلى أن «يصبح رجلاً» على صورة الرجل الذي تربّى على يديه. وفي المقابل، يطمح الأب إلى أن يثمر ابنه نجاحات في حياته المهنية والاجتماعية، لكي تتحقّق رجولته ودَوره الأبوي.
نصائح وإرشادات
• الإحترام المتبادل أساسي لضمان نجاح العلاقة وتوطيدها.
• لا ينبغي أن يفرض الأب على ابنه تحقيق أحلام غير أحلامه، أو أن يرسم له طريق حياته، لأن ما يخطّطه الأب لا يتوافق دائماً مع ميول ومواهب إبنه.
• الاهتمام كفيل بتوضيح مشاعر الأب تجاه إبنه، لأنّ الآباء في غالبيّتهم وفي معظم الأوقات لا يكونون قادرين على التعبير عن مشاعرهم تجاه أبنائهم بالكلمات، فيمكنهم التعويض عن ذلك من خلال تمضية وقتٍ كافٍ مع أبنائهم ومشاركتهم ما يحبّون أن يقوموا به.
• في كلّ علاقة إنسانية هناك صعود وهبوط، ويبقى الحبّ هو الأساس لنجاح أيّ علاقة.
وبعد هذه الفترة الأساسية، تحدث عقدة «أوديب» التي تبدأ في سنّ الثالثة تقريباً، وتستمرّ حتى سنّ السادسة. هذه المرحلة سليمة ومهمّة في تطوّر الإبن، حيث تتولّد أحاسيس جنسية مكبوتة لديه، ويدخل في تقليد سلوك أباه.
ويذكر الشرتوني أنّه من المهمّ جداً أن يظهر الأب بصورة النموذج الإيجابي، وأن يكون قدوة جيدة لإبنه، فيكتسب منه هذا الأخير كيفية التعامل مع الآخرين ويساعده على النموّ بشكل سليم. إلى ذلك، صورة الأب الإيجابية في نظر الإبن أساسية في تكوين شخصيّته الجنسية أو الذكورية فيما بعد.
ثمّ تبدأ مرحلة مهمّة تمتدّ من سنّ السادسة حتى الثانية عشرة، وتحتاج إلى اهتمام وعناية الأب بإبنه، وتُعتبر مرحلة إنتقالية في مسار نموّه. ويشدّد الشرتوني على أنه بعد سنّ الثانية عشرة، يجب «التركيز على بناء علاقة أبوّة وصداقة بين الأب وإبنه، بحيث يتقاسمان الأفكار والآراء، ويتشاركان الأمور الحياتية. ويظهر أثر ذلك في نموّ المراهق وتطوّره».
تأثير المعاملة في السلوك
تؤثّر معاملة الأب لإبنه في سلوكه وتصرّفاته بشكل كبير، إذ يرى الشرتوني أنّ المعاملة الحسنة «تجعل الإبن قادراً على تكوين شخصيّته بطريقة طبيعية وسوية، أمّا المعاملة القاسية فتؤدّي إلى بروز المشكلات النفسيّة والعدوانية، كما تقلّل من استجابته لتوجيهات أبيه الذي يرفض سلطته».
ويضيف الشرتوني أنه «من الضروري أن يُظهر الأب سلطته، ولكن لا ينبغي أن تكون السلطة طاحنة، بحيث لا يكون شديداً جداً ولا متساهلاً جداً، فخير الأمور الوسط»، لافتاً إلى أهمية إعطاء الإبن مساحة من الحرّية ليعبّر عن مشكلاته.
وفي كثير من الأحيان، يرى الولد نفسه غير قادر على البوح بأسراره لأبيه أو مصادقته، وذلك يعود بحسب الشرتوني إلى العلاقة غير الناضجة بين الطرفين، مضيفاً أنّ «عدم وضوح أو غموض علاقة الأب بإبنه تتأثّر بالعدائية التي عاشها الأب في طفولته»، وفي حال وفاة الأب «يحلّ الكاهن أو الشيخ أو الجدّ مكانه، ما يمكّن الطفل من النموّ بشكل سليم ومن تكوين صورة ذكورية تساعده في التفاعل والإندماج مع العالم المحكوم بالمنطق والعمل الشاق».
ويرى الشرتوني أنّ غياب الأب عن المنزل بسبب العمل أو غيره من المشاغل، لم يعد يشكّل عائقاً أمام قدرة الإبن على التواصل مع أبيه «لأن وسائل التكنولوجيا كـ«skype »و«whatsapp» سهّلت حصول الإبن على الإرشاد والتوجيه اللازم من الأب مهما كانت الأوضاع الجغرافية والحياتية».
تدهور العلاقة السليمة
يرغب بعض الآباء في أن ينفّذ أبناؤهم مطالب كثيرة، وينتظرون منهم أشياء هم غير قادرين على تحقيقها أو حتى غير راغبين بها، ما يؤدّي إلى تدهور العلاقة التي تجمعهم. وخير مثال على ذلك، الأب الذي يريد أن يكون ابنه مثله وشغوفاً في أمور معيّنة لا تتناسب مع رغباته وطموحاته.
إلى ذلك، قد تدمّر الملاحظات الحادّة علاقة الأب السليمة بإبنه وتفشلها. ويشدّد الشرتوني على أنّ الإبن يعشق قراءة الإعجاب في عينَيّ والده، لأنه يسعى دائماً إلى أن «يصبح رجلاً» على صورة الرجل الذي تربّى على يديه. وفي المقابل، يطمح الأب إلى أن يثمر ابنه نجاحات في حياته المهنية والاجتماعية، لكي تتحقّق رجولته ودَوره الأبوي.
نصائح وإرشادات
• الإحترام المتبادل أساسي لضمان نجاح العلاقة وتوطيدها.
• لا ينبغي أن يفرض الأب على ابنه تحقيق أحلام غير أحلامه، أو أن يرسم له طريق حياته، لأن ما يخطّطه الأب لا يتوافق دائماً مع ميول ومواهب إبنه.
• الاهتمام كفيل بتوضيح مشاعر الأب تجاه إبنه، لأنّ الآباء في غالبيّتهم وفي معظم الأوقات لا يكونون قادرين على التعبير عن مشاعرهم تجاه أبنائهم بالكلمات، فيمكنهم التعويض عن ذلك من خلال تمضية وقتٍ كافٍ مع أبنائهم ومشاركتهم ما يحبّون أن يقوموا به.
• في كلّ علاقة إنسانية هناك صعود وهبوط، ويبقى الحبّ هو الأساس لنجاح أيّ علاقة.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
11:08
ماذا قال الراعي عن اجتماع "هيئة تحرير الشام" مع مطارنة حلب؟
1
14:16
حدثٌ أمني في القدس وتوقيف سيارة قرب مفترق ليترون
2
12:12
المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل دخلت مرحلة حساسة جداً
3
11:22
بالأرقام- تركيا تكشف عن أعداد السوريين العائدين إلى بلدهم
4
11:56
بيدرسون من سوريا: نأمل أن نرى نهاية سريعة للعقوبات
5
11:35
غولر: أنقرة مستعدة لتقديم تدريب عسكري لسوريا
6
Dec 14
لبنان قاعدة للنفوذ الأميركي
7
Dec 15
ميقاتي من روما: نحتاج إلى ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار لدعم عملية إعادة الإعمار
8