افتتح الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)، برعاية الكاردينال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، المعرض المسيحي بدورته الرابعة عشرة مساء الخميس في صالات دير مار الياس-انطلياس.

حفل الافتتاح

مثّل البطريرك الراعي، راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان، وحضر الافتتاح ممثلون عن رؤساء الأحزاب المسيحية، ممثلون عن القادة الأمنيين، وعدد كبير من الشخصيات السياسية، الدينية، والاعلامية والمهتمون بهذا الحدث الثقافي السنوي.

تصل إلى باحة الكنيسة قبل الموعد المحدّد للافتتاح، لترى السيارات تملأ الموقف الكبير، ولا تجد مكاناً لركن سيارتك، ما يؤكّد أنّ الخوف لم يسكن المواطنين، وأنّ هذا الحدث ما زال يجذب عدداً كبيراً منهم. كما امتلأت قاعة مسرح الأخوين الرحباني بالأشخاص الذين أتوا للغرف من نبع الكلمة.

النشيد الوطني مع مغنية الأوبرا السوبرانو نادين ناصيف، ضخّ الفخر في نفوس الحاضرين، فصوت ناصيف القوي الجميل الذي رافق الموجودين طيلة مدة الحفل، منشداً للعذراء، يُشعر بالسلام والطمأنينة.

قدّم الحفل الاعلامي ماجد بو هدير، فكان كلامه وصلاً ممتعاً ومناسباً بين الكلمات التي ألقاها كلّ من رئيس الاتحاد الأب طوني خضره، ممثل وزير الاعلام أندريه قصاص، وممثل البطريرك المطران زيدان.

وتمحورت الكلمات حول أنّ المعرض هو بمثابة صرخة بوجه المخاوف التي يعيشها اللبنانيون، فهو صرخة ثقافة سلام جديدة مبنية على أسس التنوّع وقبول الآخر والإنفتاح على كلّ الثقافات والحضارات ووقف الحروب والتقاتل. وركّزت الكلمات على أهمية نشر الثقافة الفكرية وتربية الأجيال على القيم الانسانية والأخلاقية والتواصل مع الآخر بروح المحبة والأخوّة.

بصمة لون من جرح الأيام

تخلّلت الحفل بين كلمة وأخرى، وقفات موسيقية كلاسيكية جميلة مع أوركسترا «ipsm chamber orchestra». وعلى رغم تضرّر اليد اليسرى للفنان والنحات والرسام رودي رحمة، إلّا أنه أتى ورسم بيده اليمنى لوحة خاصة بالمناسبة، فترك بصمة لون من جرح الأيام. رودي رحمة سيبقى قوياً وسيستمرّ بالرسم والعمل لأنّ «إيد الله معه»، كما قال الإعلامي ماجد بو هدير.

باللون الأبيض بدأ رحمة رسم وتلوين اللوحة، ليضيف إليها ألواناً أخرى تارة بريشته وتارة بيديه مباشرة، حيث سيطر الصمت على الحاضرين الذين يشاهدون التبدّلات التي تطرأ على اللوحة. وتُظهر اللوحة وجه يسوع المسيح الصامت، الذي حمل المسامير وتحمّل درب الجلجلة بصمت.

وعلى أنغام موسيقى فرقة «black&white»، تمّ قص الشريط وافتتاح المعرض، الذي يشارك فيه عدد كبير من المكتبات، والجامعات، والجمعيات وغيرها، بالإضافة إلى أعمال لبعض الرسامين.

قوى الأمن الداخلي متواجدة في المعرض للتوعية على الجرائم الالكترونية وقانون السير وغيرها من الأمور، الجمعيات التي تريد نشر «المحبة» و»كلمة الله» توزع مجاناً الكتب والمنشورات. كما يجد الزائر في المعرض، المنتجات الزراعية التقليدية، وهدايا رمزية متنوّعة لعيد الميلاد.

وفي إحدى قاعات كنيسة مار الياس، تُقام مسابقة مسلّية للزائرين. فيحاول الزائر فتح صندوق يحوي كنزاً بمفاتيح كثيرة ضمن مدة 32 ثانية، ومَن يستطيع خلال هذا الوقت المحدَّد ايجاد مفتاح الصندوق، سيكتشف أنّ كنزه هو الإنجيل، وكلمة الله، وهديته حاملة مفاتيح تضيء عتمة الحياة.
تستقبل وتودّع الزائر، على مدخل المعرض رسومات لطلاب المدارس تظهر مدى المواهب التي يتمتعون بها، على أن تُعلن بعد عرض كلّ الرسومات أسماء الفائزين بمسابقة الرسم للطلاب.

نشاطات المعرض

أما البارحة، فأقيمت طاولة مستديرة بعنوان: «العلاقة بين التعليم والإختصاصات وسوق العمل»، أدارتها الاعلامية رانيا أبي نادر، و شارك فيها كلّ من عميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية االدكتورة تريز الهاشم طربيه، مدير عام المؤسسة الوطنية للاستخدام جان أبي فاضل، رئيس جمعية قدرات دال حتّي، رئيس جمعية «ward» أسامة غنيم. كما أقيمت طاولة مستديرة بعنوان: «توجيهات البابا فرنسيس الجديدة بخصوص دعاوى بطلان الزواج».

ونشاطات برنامج المعرض المسيحي لليوم هي، اعلان مؤسسة لابورا لبرنامج المسابقات والمنح وأسماء الفائزين فيها، الساعة الحادية عشرة صباحاً. ومن الثانية عشرة ظهراً لغاية الثانية من بعد الظهر ينظّم تجمّع المواقع الالكترونية المسيحية (mecas) مسابقة التنشئة المسيحية عبر الانترنت. وعند الساعة السادسة مساءً، يوقّع الأب نضال أبو رجيلي الكبوشي كتاب «الحياة الأخوية بحسب الروحانية الفرنسيسية».

وعند السادسة مساءً أيضاً يُقام احتفال بمناسبة مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية. كما يوقّع الملحن طوني حرب «cd عبور» خلال ندوة الساعة السابعة والنصف مساءً.

ويوم الأحد سيكون يوم الجيش، حيث يُقام عرض عسكري ومحاضرة عن الجيش وبرامج التطوّع فيه الساعة الرابعة بعد الظهر، يليه حفل موسيقي مع موسيقى الجيش اللبناني الساعة السادسة مساءً. ويُقام مهرجان شعري كبير الساعة السابعة مساءً، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر الكبير سعيد عقل.

في البدء كانت الكلمة، وما زالت المؤسسات المسيحية على اختلاف أنواعها، متمسكة بالكلمة للتبشير والتوعية والدفاع والمواجهة.