ميّادة الحنّاوي... حنجرة إستحضرت الطرب الأصيل إلى «بعلبك»
ميّادة الحنّاوي... حنجرة إستحضرت الطرب الأصيل إلى «بعلبك»
اخبار مباشرة
ميريام سلامة
جريدة الجمهورية
Monday, 24-Aug-2015 00:12
يُقال إنّ الطرب الأصيل حال انخطاف فكري يأخذ صاحبه إلى عمق ذاته مُنتشلاً أعمق المشاعر المتجسّدة صوتاً مبدعاً. وتحت أعمدة بعلبك الصامدة، انخطفَت المطربة السوريّة ميّادة الحنّاوي مُتنزّهةً بين تاريخ القلعة ورمزيتها، ومُسافرةً إلى وطنها المجروح، مُستمدّةً منه مشاعرَ لم تخرج من حنجرتها إلّا طرَباً أصيلاً، أعاد إلينا ساعات قليلة من زمن الفن الجميل، بعد 13 سنة انقطعَت فيها ميادة الحنّاوي عن لبنان وحرَمته فنّها الأصيل. وقفَت بعد سنوات انقطاع عن الحفلات بسبَب الحرب القاتلة لوطنها، لتعود من على مسرح مدينة الشمس، منتفِضةَ على العنف، وفكرُها ينخطف إلى مدينتها حلب، صادحةً صوتاً تعالى في الفضاء تعبيراً عن إحساسها.
بعد انقطاع سنوات عن الحفلات بسبب الحرب التي تشهدها بلادها سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، أحيَت الفنانة السورية ميادة الحناوي الحفل الثالث ضمن ليالي مهرجانات بعلبك الدولية لهذا الموسم على مدرّجات معبد باخوس في القلعة الأثرية، وسط حضور لامسَ الثلاثة آلاف، حيث غنَّت لأكثر من ساعتين.

هي آخِر عنقود زمن الإبداع، الذي استُحضر بصوتها من حلب النازفة إلى بعلبك الشامخة ليستقرّ في نفوس الحاضرين عنواناً للطرَب الأصيل، فغنّت «الحب اللي كان»، «نعمة النسيان» وغيرها. بالأبيض والأسود وقفَت مطربة الأجيال على مدرّجات معبد باخوس في القلعة التاريخية تحيط بها فرقة موسيقية مؤلّفة من 21 عازفاً بقيادة المايسترو اللبناني إيلي العليا لتغنّي أيضاً «هي الليالي كِده» للملحّن عمّار الشريعي.

ووسط تصفيق الحضور قدّمت توليفةً من أغنياتها الشهيرة، منها «كان يا ما كان» و«أنا بعشقك» من كلمات وألحان الموسيقار بليغ حمدي و«أنا مخلصالك» و«الشمس» من ألحان صلاح الشرنوبي و»دوا عيني» للملحّن يحيى الموجي.

وطبعَت ميّادة السعادة والفرَح على الحفل، وعبَّر الحضور عن سرورهم عبر مشاركتها الغناء والرقص والتصفيق والهتاف، وردّت هي بعبارات الثناء والشكر معربةً عن سرورها بالمشاركة في مهرجانات بعلبك الدولية «في المكان الذي يعبق بالحضارة والتاريخ». واعتبرَت مشاركتها في المهرجانات «دعماً للفرح والمحبة والتآخي والألفة. وهذه المشاركة تحديداً تَعني لي الكثير».

وفي ختام الحفل اعتلى المسرحَ كلّ مِن: محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن ونائبه المهندس عمر صلح، الوزيرة السيدة ليلى الصلح حمادة، ورئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج.

وقدّمَ حسن للفنانة الحنّاوي باقة ورد، وألبَسَها عباءةً مطرّزة وموَشّاة، وألقى كلمة قال فيها: «عادت اليوم هياكل بعلبك إلى عزّها، ولا يسَعنا بالمناسبة إلّا أن نوَجّه كلمة محبّة وشُكر لسَعادة محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ولكلّ وَسائل الإعلام ولكلّ الداعمين لنجاح المهرجانات في بعلبك وللجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولمعالي الوزيرة ليلى الصلح حمادة على جهودها ودعمها، والشُكر الكبير لرئيسة لجنة المهرجانات السيّدة نايلة دي فريج على إصرارها مع الجميع لإنجاح المهرجانات على أدراج بعلبك حصراً».

وختم: «السيّدة ميّادة الحنّاوي وجّهَت تحية إلى الشعب اللبناني، ونحن بدورنا من خلالها نوَجّه التحية للشعب السوري الشقيق وللدولة السورية، ولكلّ المخلصين لهذا الوطن».

واعتبَر المحافظ خضر أنّ «عودة المهرجانات إلى بعلبك تؤكّد لنا أنّ أيام العز عادت إلى بعلبك، فقد ولّى في بعلبك زمن الحرمان والإهمال والتهميش، وعادت بعلبك إلى الواجهة».

وتابعَ خضر: «كلّ سنة وأنتم بخير، ما زال هناك حفلة في بعلبك من ضمن المهرجانات، وفي السنة المقبلة ستكون المهرجانات أحلى وأحلى إنْ شاءَ الله».

بدورها قالت دو فريج: «نجاح مهرجانات بعلبك هو نتيجة جهود بلدية بعلبك ولجنة المهرجانات ومحافظ بعلبك الهرمل والدولة اللبنانية، وكلّ الأشخاص فرداً فرداً الذين ساعدونا، إضافةً إلى الجمهور».
theme::common.loader_icon