روحانا يرسم تراث لبنان أملاً في السلام
روحانا يرسم تراث لبنان أملاً في السلام
اخبار مباشرة
ميريام سلامة
بريشتهِ المُبلّلة بألوان الفرح والتفاؤل، يَرسم ميشال روحانا التراث اللبناني القديم، مُعيداً إلى بلدٍ أنهَكته الحروب وعَكّر مياهه دم الشهداء، صفاء السلام ونقاوة الطبيعة. في لوحاته نورٌ يختلف عن الضوء بخَرقه القلوب، مُشعّاً وسط تشاؤمٍ سوداوي يتطلّع إلى السلام. بين الأجرار الفخّارية والشروال اللبناني، بين وادي قنوبين وقصر بيت الدين، رَسمَ روحانا باب أمل يَبسط ذرّات نوره على تراب لبنان التوّاق إلى السلام.
يَتبع روحانا الخط الانطباعي التعبيري في الرسم، ومع الوقت اكتسبت لوحاته لوناً خاصاً بها يُميّزها عن اللوحات الأخرى. وقد رسم أكثر من 6000 لوحة في حياته. بدأ مسيرته المهنية عام 1982 وشارك في مئات المعارض الخاصة والجماعية في لبنان وخارجه. ويَشغل حالياً منصباً في اللجنة الإدارية في جمعية الفنانين، وكان المسؤول عن معرض «درج الفن» في الجميزة لمدة 17 عاماً.
وُضِعت لوحاته في القصر الجمهوري في بعبدا، وقد اختاره كلّ من الرئيسَين الياس الهراوي وإميل لحود ليرسم لوحات كانا يقدّمانها هدايا إلى الرؤساء العرب والملوك. نال أوسمة كثيرة من فرنسا ولبنان والبلدان العربية، فكانت لوحاته تمثّل علامات تجارية مختلفة، مثل «الوادي الأخضر» ولوائح الطعام في الخطوط الجوية التابعة للميدل إيست. روحانا شرحَ لـ»الجمهورية» عن تَميّز لوحاته.
فمنذ بداية مسيرته، تطوّرت تقنيته سريعاً وتميّزت لوحاته المائية عن غيرها. وتطوّر الخط الذي اتّبعه وشَكّل بَصمة خاصة تُميّز رَسمه. وقال إنّ أسلوبه يعتمد مبدأ النور، وإنّه يَعمد في كلّ لوحة إلى «إظهار النور الذي يَشعر به الإنسان. وهنا يجدر التمييز بين النور والضوء، لأنّ النور ليس ضوءاً فقط يُنير الأرض مثل الشمس، فهو ضوء يَخترق القلب فيُسمّى نوراً».
وعلى غرار كلّ أنواع الفنون، أشار روحانا إلى أنّه يرسم ليَشفي غليله، «فعندما أبدأ عملاً ما أصبو إلى الكمال والجمال، وكلّما أقترب منهما أجِد نفسي بعيداً. لذلك، عندما أشعر بهذا النور الذي أشدّد على إظهاره في لوحاتي، أقتربُ أكثر من الكمال. أنا أرسم من إيماني، وفي لوحاتي أكرّم الخالق وأمجّده.
واعتماداً على هذا الأمر أكملتُ مسيرتي المهنية التي تمتدّ على مدى 40 عاماً. وقد بدأت هذه المسيرة خلال الحرب اللبنانية، وكان أمراً صعباً جداً لأنّه كان عليّ التأقلم مع ظروف الحرب والعمل في الوقت نفسه على الرسم».
إنّ أجمل ما في عمل روحانا هو عندما يقف جانباً ليشاهِد ردّات فِعل الناس حين يَرون لوحاته. ويفرح عندما يَلمُس هذه الابتسامة الخفيّة النابعة من القلب ترتسم على شفاههم. ويعتقد أنّ السبب يعود إلى السلام والهدوء اللذين ينعكسان من لوحاته.
وقد اعتبر روحانا أنّ الرسم عمليّة خلق كالتأليف، «لأنني عندما أرسم تُرَكّب ريشتي عناصر موجودة في الطبيعة خالقةً عنصراً غير موجود. وأخلق من لوحاتي توازناً جميلاً للعَين ولعبة ضوء مذهلة، يكمّلان بعضهما لخَلق لوحة فنية جميلة. فأتكلّم في لوحاتي مثلما يتكلّم الشاعر في شِعره».
لا تخلو لوحات روحانا من التراث اللبناني الأصيل، ويعود السبب إلى فقدان هذا التراث، الذي يتميّز بالصفاء والسلام والهدوء، خلال الحرب اللبنانية. لكن مع تطوّر تقنيّته في الرسم، صَمّم على إعادة هذا الصفاء إلى عقول اللبنانيين، وإرجاع فكرة القرية، والحجر القرميد، واللباس اللبناني القديم، والقناطر والبيوت القديمة إلى الذاكرة، فأعطاها روحاً ورَسمَها.
فصفاء هذا التراث روحانيّ، فيه محبّة وأمل دائمَين. وبرزت الروح الخَيّرة والإيجابية التي كانت سائدة في ذاكَ الزمن القديم الجميل في كلّ خط من خطوط لوحاته. ويقول إنّه عندما يرسم هذا التراث يشعر بالفرح، وهدفه الوصول إلى السعادة في الرسم لأنه ينقله إلى الجميع من خلال اللوحات.
وفي ختام الحديث، تَصوَّر روحانا لوحةً تُمثّل الواقع اللبناني حالياً، فقال: «في ظلّ التشاؤم الذي يعيشه اللبنانيون حالياً، يبقى أملنا في الله، وإذا أردتُ رسم لبنان الفرح والإيجابية، أرسمُ باباً يشعّ نوراً في السماء، فألجأ إلى السوريالية لكي أعكس الفرح.
وأحاول تذكير اللبنانيين بأرض بلدهم وطبيعتها التي تنتصر على كلّ نقطة سوداء، فأرسمُ وادي قنوبين الذي يجمَع العمق الروحاني والجمال الطبيعي، وأرسم فوقه باباً مفتوحاً يدخل منه النور في السماء. هذا الوادي المتميّز بصَخره وعُلوّه وعمقه يحمل معاني الطبيعة، لكنّه يحمل أيضاً معنى أسمى، ألا وهو الأمل والقوّة».
وُضِعت لوحاته في القصر الجمهوري في بعبدا، وقد اختاره كلّ من الرئيسَين الياس الهراوي وإميل لحود ليرسم لوحات كانا يقدّمانها هدايا إلى الرؤساء العرب والملوك. نال أوسمة كثيرة من فرنسا ولبنان والبلدان العربية، فكانت لوحاته تمثّل علامات تجارية مختلفة، مثل «الوادي الأخضر» ولوائح الطعام في الخطوط الجوية التابعة للميدل إيست. روحانا شرحَ لـ»الجمهورية» عن تَميّز لوحاته.
فمنذ بداية مسيرته، تطوّرت تقنيته سريعاً وتميّزت لوحاته المائية عن غيرها. وتطوّر الخط الذي اتّبعه وشَكّل بَصمة خاصة تُميّز رَسمه. وقال إنّ أسلوبه يعتمد مبدأ النور، وإنّه يَعمد في كلّ لوحة إلى «إظهار النور الذي يَشعر به الإنسان. وهنا يجدر التمييز بين النور والضوء، لأنّ النور ليس ضوءاً فقط يُنير الأرض مثل الشمس، فهو ضوء يَخترق القلب فيُسمّى نوراً».
وعلى غرار كلّ أنواع الفنون، أشار روحانا إلى أنّه يرسم ليَشفي غليله، «فعندما أبدأ عملاً ما أصبو إلى الكمال والجمال، وكلّما أقترب منهما أجِد نفسي بعيداً. لذلك، عندما أشعر بهذا النور الذي أشدّد على إظهاره في لوحاتي، أقتربُ أكثر من الكمال. أنا أرسم من إيماني، وفي لوحاتي أكرّم الخالق وأمجّده.
واعتماداً على هذا الأمر أكملتُ مسيرتي المهنية التي تمتدّ على مدى 40 عاماً. وقد بدأت هذه المسيرة خلال الحرب اللبنانية، وكان أمراً صعباً جداً لأنّه كان عليّ التأقلم مع ظروف الحرب والعمل في الوقت نفسه على الرسم».
إنّ أجمل ما في عمل روحانا هو عندما يقف جانباً ليشاهِد ردّات فِعل الناس حين يَرون لوحاته. ويفرح عندما يَلمُس هذه الابتسامة الخفيّة النابعة من القلب ترتسم على شفاههم. ويعتقد أنّ السبب يعود إلى السلام والهدوء اللذين ينعكسان من لوحاته.
وقد اعتبر روحانا أنّ الرسم عمليّة خلق كالتأليف، «لأنني عندما أرسم تُرَكّب ريشتي عناصر موجودة في الطبيعة خالقةً عنصراً غير موجود. وأخلق من لوحاتي توازناً جميلاً للعَين ولعبة ضوء مذهلة، يكمّلان بعضهما لخَلق لوحة فنية جميلة. فأتكلّم في لوحاتي مثلما يتكلّم الشاعر في شِعره».
لا تخلو لوحات روحانا من التراث اللبناني الأصيل، ويعود السبب إلى فقدان هذا التراث، الذي يتميّز بالصفاء والسلام والهدوء، خلال الحرب اللبنانية. لكن مع تطوّر تقنيّته في الرسم، صَمّم على إعادة هذا الصفاء إلى عقول اللبنانيين، وإرجاع فكرة القرية، والحجر القرميد، واللباس اللبناني القديم، والقناطر والبيوت القديمة إلى الذاكرة، فأعطاها روحاً ورَسمَها.
فصفاء هذا التراث روحانيّ، فيه محبّة وأمل دائمَين. وبرزت الروح الخَيّرة والإيجابية التي كانت سائدة في ذاكَ الزمن القديم الجميل في كلّ خط من خطوط لوحاته. ويقول إنّه عندما يرسم هذا التراث يشعر بالفرح، وهدفه الوصول إلى السعادة في الرسم لأنه ينقله إلى الجميع من خلال اللوحات.
وفي ختام الحديث، تَصوَّر روحانا لوحةً تُمثّل الواقع اللبناني حالياً، فقال: «في ظلّ التشاؤم الذي يعيشه اللبنانيون حالياً، يبقى أملنا في الله، وإذا أردتُ رسم لبنان الفرح والإيجابية، أرسمُ باباً يشعّ نوراً في السماء، فألجأ إلى السوريالية لكي أعكس الفرح.
وأحاول تذكير اللبنانيين بأرض بلدهم وطبيعتها التي تنتصر على كلّ نقطة سوداء، فأرسمُ وادي قنوبين الذي يجمَع العمق الروحاني والجمال الطبيعي، وأرسم فوقه باباً مفتوحاً يدخل منه النور في السماء. هذا الوادي المتميّز بصَخره وعُلوّه وعمقه يحمل معاني الطبيعة، لكنّه يحمل أيضاً معنى أسمى، ألا وهو الأمل والقوّة».
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
Nov 30
هذه رسالة "الضمانات الأميركية" لتل أبيب
1
Nov 30
بعد وقف اطلاق النار.. حزب الله ينشر فيديو: "العلم الأبيض"
2
Nov 30
هذه عينة من مخاطر "وثيقة الضمانات الأميركية" لإسرائيل؟
3
Nov 30
بعد الغارة على الحدود.. الجيش الاسرائيلي: "الحزب" ينتهك الاتفاق
4
16:04
انتهاكات متواصلة لاتفاق وقف النار في عيترون وبنت جبيل
5
Nov 30
"لم يفز أحد": سكان بعلبك يعودون إلى الأنقاض والحزن
6
Nov 30
المعارضة السورية تصل إلى أطراف مدينة حلب
7
17:01
بو حبيب يتّصل بنظيره السوري: ندعم وحدة سوريا وسيادتها
8