أين تقف سوريا من خلاف عون - «حزب الله»؟
أين تقف سوريا من خلاف عون - «حزب الله»؟
اخبار مباشرة
طوني عيسى


ليس هناك «كلمة سرّ» سوريّة أنهَت الخلاف بين عون و»حزب الله». لكن إشارات وردت من دمشق إلى حلفائها أدّت دوراً أساسياً في التهدئة. وينقل الحلفاء بعض هذه الإشارات: لا تنقصنا المتاعب لتأتينا من لبنان!
لكنّ اللافت خلال الأزمة، هو أن العديد من هؤلاء الحلفاء انحازوا في شكل واضح إلى "الجنرال"، على رغم أنهم يتفهّمون الإحراج الذي يصيب "حزب الله"، والذي كان دافعاً لغضب عون. فـ"الحزب"، في رأيهم، واقع بين خيارات صعبة: لا هو قادر، إكراماً لعون، على مخاصمة بري، ولا مواجهة ميقاتي رئيس الحكومة التي يحرص على استمرارها.
وهو في المقابل لا يتحمّل "زَعَل" عون، شريكه المسيحي في "التفاهم". الجميع يريده "سوبرمان"، ويريده إلى جانبه.
"الحزب" مُحرَج، لكن "الجنرال" مظلوم، يقول أحد الحلفاء. فهو قَدَّم كلَّ ما عنده، لكنه لم يقطف الثمار. ومن الخطأ أن يتعرّض عون للإحباط، لأنّ ذلك قد يؤدي به إلى خيارات غير محسوبة.
هل هذا هو موقف دمشق أيضاً؟ وفي عبارة أخرى، هل إن دمشق تُرجِّح دعمها لعون في خلافه الأخير مع "حزب الله" والرئيس نبيه بري؟
قطب في 8 آذار يقول إن دمشق ليست في وارد الاهتمام بالشأن الداخلي اللبناني، فهي غارقة في أزمتها ومواجهة الضغوط المتزايدة عليها. لكن إذا بلغت الأزمة بين الحلفاء في لبنان حدوداً خطرة، فإنّ دمشق تكون مضطرة للتدخل، لأن صيانة تحالفاتها اللبنانية هي أولوية استراتيجية لحماية النظام. وانفراط عقد "التفاهم" بين عون و"الحزب" يصيب النظام في الصميم.
لذلك، بَدت دمشق منشغلة بالأزمة، على رغم أنها لا تخشى كثيراً احتمال وصول العماد عون إلى مرحلة خطرة، أي إلى الطلاق مع حلفائه. وفي أي حال، إن دمشق ليست في وارد الانحياز إلى واحدٍ من حليفيها عون و"حزب الله". لكنها تعتبر أن "الحزب" وبرّي يتمتعان بالقوة، خلافاً لعون.
ومن هنا، تحرص دمشق على أن يراعي بري و"حزب الله" "الجنرال" قدر المستطاع، بحيث لا يندفع إلى خارج هذا التحالف، في أكثر الظروف حساسية للنظام. وليس من المصلحة في شيء ظهور الحليف الشيعي لدمشق وكأنه يُهمِل الحليف المسيحي، لأن لذلك ارتدادات يخشاها النظام في معركته الداخلية.
يذهب إلى أين؟
ويبدي حلفاءٌ لدمشق، ليسوا مسيحيين، استياءً من الإهمال الذي يتعرّض له المكوِّن المسيحي في الغالبية الحالية، في مقابل التسويات الدائمة بين الشيعة في 8 آذار والسنّة في 14 آذار. ويقولون إن منطق "الحلف الرباعي" يتجدّد دائماً منذ العام 2005، وهو كان سبباً في الأزمة الأخيرة. لكن لجوء "حزب الله" و"أمل" إلى التسويات لمنع اشتعال الشرارة المذهبية، لا يجوز أن يكون سبباً في تحريك العصبيات الطائفية.
ويشعر هؤلاء الحلفاء بالاستياء من السؤال الذي يطرحه البعض، في لهجة ساخرة أو مُتحَدّية: إلى أين يمكن أن يذهب العماد عون إذا قرّر الخروج من "التفاهم"؟ ويعتبرون أنه ينطوي على خبث سياسي. ويحمِّل هؤلاء الرئيس نجيب ميقاتي مسؤولية أساسية في الوصول إلى صدام بين عون والرئيس بري.
فرئيس الحكومة بقي في المجلس متفرّجاً على الصراع بين الوزير جبران باسيل وبري، فيما كان يجب أن يتدخّل للدفاع عن اقتراح قانون تقدّمت به الحكومة. وهذا "النأي بالنفس" جعل المواجهة محصورة بين عون وبري و"حزب الله".
في أي حال، يضيف هؤلاء، إن دمشق تتمسّك بعون في التحالف والحكومة. وهي التي اضطرت إلى تقبُّل المتاعب الآتية من الرئيس نجيب ميقاتي في ملفات المحكمة الدولية وسواها، وإلى تحمُّل وليد جنبلاط بوزرائه الثلاثة للحفاظ على الحكومة، أحرى بها أن تحافظ على العماد عون الذي له ثلث الحكومة.
في الخلاصة، يقول الحلفاء: تقع دمشق في الإحراج عينه الذي يقع فيه "حزب الله". فهي، مثله، تريد الحفاظ على توازنٍ يحمي الغالبية والحكومة. ولذلك، وفي عمق التلاحم بينها وبين الحزب والتحالف الوثيق مع برّي، هي تحتضن عون، وتتفهّم الرئيس ميشال سليمان، وتُساير ميقاتي، وتتحمّل جنبلاط مُكرهةً داخل "حكومتها" و"غالبيتها النيابية". وتبدو دمشق مضطرّة إلى الحفاظ على هذه المعادلة في المرحلة الحالية، أي المرحلة الرمادية التي يعيشها النظام في سوريا.
وبعدها، عندما يظهر الخيط السوري الأبيض من الخيط الأسود، لكلّ حادث حديث.
وهو في المقابل لا يتحمّل "زَعَل" عون، شريكه المسيحي في "التفاهم". الجميع يريده "سوبرمان"، ويريده إلى جانبه.
"الحزب" مُحرَج، لكن "الجنرال" مظلوم، يقول أحد الحلفاء. فهو قَدَّم كلَّ ما عنده، لكنه لم يقطف الثمار. ومن الخطأ أن يتعرّض عون للإحباط، لأنّ ذلك قد يؤدي به إلى خيارات غير محسوبة.
هل هذا هو موقف دمشق أيضاً؟ وفي عبارة أخرى، هل إن دمشق تُرجِّح دعمها لعون في خلافه الأخير مع "حزب الله" والرئيس نبيه بري؟
قطب في 8 آذار يقول إن دمشق ليست في وارد الاهتمام بالشأن الداخلي اللبناني، فهي غارقة في أزمتها ومواجهة الضغوط المتزايدة عليها. لكن إذا بلغت الأزمة بين الحلفاء في لبنان حدوداً خطرة، فإنّ دمشق تكون مضطرة للتدخل، لأن صيانة تحالفاتها اللبنانية هي أولوية استراتيجية لحماية النظام. وانفراط عقد "التفاهم" بين عون و"الحزب" يصيب النظام في الصميم.
لذلك، بَدت دمشق منشغلة بالأزمة، على رغم أنها لا تخشى كثيراً احتمال وصول العماد عون إلى مرحلة خطرة، أي إلى الطلاق مع حلفائه. وفي أي حال، إن دمشق ليست في وارد الانحياز إلى واحدٍ من حليفيها عون و"حزب الله". لكنها تعتبر أن "الحزب" وبرّي يتمتعان بالقوة، خلافاً لعون.
ومن هنا، تحرص دمشق على أن يراعي بري و"حزب الله" "الجنرال" قدر المستطاع، بحيث لا يندفع إلى خارج هذا التحالف، في أكثر الظروف حساسية للنظام. وليس من المصلحة في شيء ظهور الحليف الشيعي لدمشق وكأنه يُهمِل الحليف المسيحي، لأن لذلك ارتدادات يخشاها النظام في معركته الداخلية.
يذهب إلى أين؟
ويبدي حلفاءٌ لدمشق، ليسوا مسيحيين، استياءً من الإهمال الذي يتعرّض له المكوِّن المسيحي في الغالبية الحالية، في مقابل التسويات الدائمة بين الشيعة في 8 آذار والسنّة في 14 آذار. ويقولون إن منطق "الحلف الرباعي" يتجدّد دائماً منذ العام 2005، وهو كان سبباً في الأزمة الأخيرة. لكن لجوء "حزب الله" و"أمل" إلى التسويات لمنع اشتعال الشرارة المذهبية، لا يجوز أن يكون سبباً في تحريك العصبيات الطائفية.
ويشعر هؤلاء الحلفاء بالاستياء من السؤال الذي يطرحه البعض، في لهجة ساخرة أو مُتحَدّية: إلى أين يمكن أن يذهب العماد عون إذا قرّر الخروج من "التفاهم"؟ ويعتبرون أنه ينطوي على خبث سياسي. ويحمِّل هؤلاء الرئيس نجيب ميقاتي مسؤولية أساسية في الوصول إلى صدام بين عون والرئيس بري.
فرئيس الحكومة بقي في المجلس متفرّجاً على الصراع بين الوزير جبران باسيل وبري، فيما كان يجب أن يتدخّل للدفاع عن اقتراح قانون تقدّمت به الحكومة. وهذا "النأي بالنفس" جعل المواجهة محصورة بين عون وبري و"حزب الله".
في أي حال، يضيف هؤلاء، إن دمشق تتمسّك بعون في التحالف والحكومة. وهي التي اضطرت إلى تقبُّل المتاعب الآتية من الرئيس نجيب ميقاتي في ملفات المحكمة الدولية وسواها، وإلى تحمُّل وليد جنبلاط بوزرائه الثلاثة للحفاظ على الحكومة، أحرى بها أن تحافظ على العماد عون الذي له ثلث الحكومة.
في الخلاصة، يقول الحلفاء: تقع دمشق في الإحراج عينه الذي يقع فيه "حزب الله". فهي، مثله، تريد الحفاظ على توازنٍ يحمي الغالبية والحكومة. ولذلك، وفي عمق التلاحم بينها وبين الحزب والتحالف الوثيق مع برّي، هي تحتضن عون، وتتفهّم الرئيس ميشال سليمان، وتُساير ميقاتي، وتتحمّل جنبلاط مُكرهةً داخل "حكومتها" و"غالبيتها النيابية". وتبدو دمشق مضطرّة إلى الحفاظ على هذه المعادلة في المرحلة الحالية، أي المرحلة الرمادية التي يعيشها النظام في سوريا.
وبعدها، عندما يظهر الخيط السوري الأبيض من الخيط الأسود، لكلّ حادث حديث.
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة
18:03
فضائح فيليب جبر من بريطانيا إلى بولونيا

1
19:12
المزيف في بورصة لندن.. قصة رجل باع الشرف مقابل حفنة ملايين!

2
19:38
طرح نفسه حاكماً لمصرف لبنان: السريين

3
Apr 26
"الحزب" والخصوم ولعبة الأوراق المستورة

4
Apr 26
أغلى تأشيرة دخول في العالم

5
Apr 26
تحذير ديبلوماسي: إسرائيل تخلّصت من "السلاح الذي يهدّدها" فقط!

6
11:18
جعجع يُحذر: العالم قد يتخلى عن لبنان خلال أشهر!
7
07:42
ترامب: يجب عبور السفن الأميركية مجاناً عبر قناتي السويس وبنما

8
