عبير أبو رجيلي: لوِّني بشرتكِ بالبيتا كاروتين
عبير أبو رجيلي: لوِّني بشرتكِ بالبيتا كاروتين
اخبار مباشرة
سينتيا عواد

ماستر في علوم الاعلام والاتصال. مسؤولة عن الملحق الأسبوعي والصفحة اليومية للصحة وغذاء.

جريدة الجمهورية
Wednesday, 16-Jul-2014 00:00
الحصول على بشرة «برونزيّة» هدف يصبو إليه كثيرون خلال هذا الموسم، فإمّا يخضعون لجلسات «سولاريوم» أو يضعون كميات هائلة من الزيوت والمستحضرات المُسمِّرة. لكن ماذا عن المكمّلات الغذائيّة؟
أشارت إختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، التي تعمل في عيادة «Diet Of The Town»، في حديث لـ«الجمهورية»، إلى أنّ «أهمّية الإسمرار هي تفعيل الشمس لوظيفة مادة الميلانين الموجودة طبيعياً في بشرتنا والمسؤولة عن اللون الذي يتمتّع به الجلد.

ولتحقيق هذا الأمر، ليس عليك فقط الجلوس لأوقات طويلة ومنتظمة تحت الأشعة البنفسجيّة، إنما يمكنك اللجوء إلى وسائل طبيعية من شأنها تعزيز اللون الذهبي الذي تبحث عنه».

أهمّية الفيتامين A

وأردفت: «من المهمّ معرفة أنّ بعض أنواع المأكولات يمكن أن تساعد في تعزيز إسمرار البشرة، وفي الوقت ذاته حمايتها من مضارّ أشعة الشمس. أعني هنا تحديداً مادة البيتا كاروتين التي تُعد إحدى أنواع الكاروتينات التي يحوّلها الجسم إلى الفيتامين A الذي لا غنى عنه، نظراً إلى دوره الأساسي في انقسام الخلايا، والإنجاب، وضمان رؤية جيّدة، ونمو العظام وتنظيم الجهاز المناعي».

وأشارت إلى أنّ «الحصول على جرعة جيّدة من الفيتامين A يساعد الجسم في محاربة الإلتهابات، أمّا نقصه فقد يؤدي إلى فقدان الرؤية الليلية ويقلّص القدرة على محاربة العدوى».

منافع البيتا كاروتين

ماذا عن الخصائص التي تتحلّى بها البيتا كاروتين؟ «وجدت الأبحاث أنّ للبيتا كاروتين منافع صحّية عدّة، فهي تُخفّض حساسية الشمس وخطر الإصابة بحروقاتها، وقد تُقلّص احتمال الإصابة بسرطان الثدي والمبيض قبل مرحلة انقطاع الطمث وبعدها.

كذلك فقد عُرفت هذه المادة منذ زمن بقدرتها الجبّارة في حماية النظر، خصوصاً الرؤية في الليل، وقد صنّفها العلماء بين المواد القويّة المضادة للأكسدة التي تساعد في الوقاية من الضمور البقعي وإعتام عدسة العين المرتبطة بالشيخوخة، والتي تشكّل مسبباً رئيساً للعمى عند كبار السن. ناهيك عن أنها تؤدي دوراً بالغ الأهمّية في تسريع إنتاج مادة الميلانين المسؤولة عن تلوين البشرة، ما يجعل عمليّة الإسمرار أكثر إشراقاً».

علاقتها بالسرطان

غير أنّها لفتت إلى وجود تناقض في ما يخصّ تَسبُّبها بالإصابة بالسرطان، موضحةً أنّ «أبحاثاً عدّة سابقة ذكرت مدى فاعليّة مكمّلات البيتا كاروتين الغذائيّة للوقاية من السرطان. لكنّ دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة في معهد «National Eye Institute»، بيّنت أنّ هذه المادّة لا تحمي من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، بل على العكس فإنّها قد تزيد احتمال الإصابة بالسرطان خصوصاً في الرئة.

من جهتها، أظهرت دراسة أخرى سابقة نشرهاJournal Of The National Cancer Institute، أنّ المدخّنين الذين يحصلون على مكمّلات البيتا كاروتين والفيتامين A يزداد لديهم خطر الإصابة بسرطان الرئة ويرتفع لديهم خطر الموت بسبب هذا المرض، مقارنة بنظرائهم الذين لم يحصلوا على مكمّلات كهذه».

وأضافت: «في سياق متّصل، إنقسم خبراء الصحّة في جامعة ولاية أوهايو إلى فريقين: الأول مَثّل الأكثرية التي اعتبرت هذه الصبغة البرتقاليّة من أهمّ مضادات الأكسدة التي تساعد الجسم وتَقيه السرطان والشيخوخة المُبكرة. أمّا الثاني فنفى كلّياً الدور الفعّال لهذه المادة للوقاية من الأمراض السرطانية».

إحصل على مصادرها الطبيعيّة

ما العمل إذاً؟ «من المهمّ عدم تفادي مادة البيتا كاروتين، خصوصاً أنّ سلبيّاتها تتطلّب إجراء دراسات إضافية للتأكّد من صحّتها. وفي انتظار الحقيقة العلميّة الموثوقة، ننصح بتناول مصادر البيتا كاروتين الطبيعية الموجودة بوفرة في الخضار والفاكهة، أمّا المُتمّمات فقد لا تكون آمنة للجميع ويجب الحصول عليها في حالات معيّنة تحت مراقبة طبية».

وأكّدت أنّ «دور البيتا كاروتين الموجودة في الغذاء مفيد دائماً، لذا من الجيّد تزويد جسمنا بها. فاستهلاك جرعة عالية من مصادر البيتا كاروتين الغذائيّة بانتظام، مثل تناول زهاء كيلوغرام من الجزر في اليوم، قد يؤدي إلى اصفرار الجلد والأظافر. غير أنّ هذه الآثار يمكن الرجوع عنها ولا تشكّل أي مخاطر صحّية كبيرة أو طويلة الأجل».

وتطرّقت عبير إلى مصادر البيتا كاروتين، فأشارت إلى أنّها «موجودة في الجزر خصوصاً، لذلك يمتاز هذا النوع من الثمار بالتأثير الناجح على عملية الإسمرار، فهو يلوّن البشرة ويمنحها لوناً برتقاليّاً ناعماً. كذلك فهي متوافرة في الفاكهة البرتقاليّة والصفراء اللون، مثل الشمّام والموز والبرتقال والمشمش والمانغو... والخضار مثل السبانخ، والجزر، والبطاطا، والبندورة، والفلفل... وللتأكّد من الحصول على كمية جيّدة من البيتا كاروتين، لا بدّ من الإنتباه جيداً إلى لون الطعام الذي كلما كان داكناً وبرّاقاً، يعني ذلك أنه يحتوي نسبة أعلى من البيتا كاروتين».

وأشارت إلى أنّ «البيتا كاروتين تُعد نوعاً من الفيتامين القابل للذوبان، لذا فإنّ تناول مصادرها مع الدهون الصحّية، كالمكسّرات أو زيت الزيتون، سيُحسّن عمليّة امتصاص الجسم لها».

إهتمّ ببشرتك

وأكّدت أنّ «البرونزاج يستدعي الإهتمام جيداً بالجلد، من خلال الانتباه إلى الوقت الذي نتعرّض فيه للأشعة تفادياً لأيّ أذى، وترطيب البشرة بانتظام، ووضع واقي الشمس، وشرب المياه بانتظام. من دون نسيان ممارسة حركة رياضية لأنّها تتمتّع بمفعول مُماثل لمضادات التأكسد التي تساعد في تنظيف الجسم من السموم والجذور الحرّة المُضرّة وتُعزّز حصولنا على لون أفضل».

تمسّك بغذاء صحّي

وشدّدت عبير أخيراً على «ضرورة أن يتحلّى الفرد بالوعي والإدراك بأنّ التركيز على الجزر على سبيل المثال قبل يوم أو يومين من التعرّض للإسمرار لن يمنح البشرة اللون الصحّي والجميل الذي يريده. فلبلوغ الهدف المرجوّ، يجب التمسّك من الأساس بنظام غذائي متوازن على فترة زمنية معيّنة تعادل ثمانية أسابيع على الأقلّ، والحصول على هذه المواد بانتظام لضمان مستويات جيّدة من البيتا كاروتين من شأنها أن تنعكس إيجاباً على البشرة صحّياً وجمالياً».

theme::common.loader_icon