جعجع «حزين»: النظام ينهار
جعجع «حزين»: النظام ينهار
اخبار مباشرة
رينا ضوميط
جريدة الجمهورية
Tuesday, 10-Jun-2014 01:06
لا تزال «القوات اللبنانية» على الحماسة ذاتها، فهي تتعاطى جدياً مع ملف رئاسة الجمهورية، على عكس البعض «الذين يفرّغون هذا الموقع ليس فقط من الشخص إنما من قيمته ويحوّلونه من حدث أساسي الى حدث عادي غير مُدرَج في سلم الاولويات، وكأنّ الحياة تستمرّ بلا رئيس».
للمرة السادسة تستنفر «القوات اللبنانية» كل طاقاتها النيابية والقيادية والإعلامية وتتعاطى مع الملف الرئاسي كأنّه في اليوم الأول، لتأكيد إصرارها على الاستمرار في العمل بهدف إنتاج رئيسٍ صناعة لبنانية.

أمس أيضاً، واكبت معراب بدقة الجلسة السادسة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، فرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع المستمرّ في ترشّحه، كان يأمل حضور جميع النواب لإجراء الإنتخابات. وهو تابع توافد النواب الى المجلس النيابي فضلاً عن مواقفهم السياسية.

الجلسة المخصّصة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية تحوَّلت جلسةً تمهيدية لجلسة سلسلة الرتب والرواتب التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي اليوم، جلسةٌ أكد جعجع أنّ «الاتصالات مستمرة في شأنها»، معتبراً أنّ القصة «مرتبطة بالحسابات وأنّ الجميع في انتظار وزير المال».

تعتبر «القوات» في قرارة نفسها أنّ ترشيح جعجع وإصراره على إجراء الاستحقاق «وسيلة من وسائل الدفاع والنضال لعدم أخذ البلد الى مكان لا يشبه لا تاريخه ولا ناسه ولا دستوره»، على رغم أنّها تُدرك حدّة المواجهة التي ينتهجها الفريق الآخر، الذي يسعى عن قصد أو عن غير قصد الى تغيير معالم النظام في لبنان ونقله من مثالٍ رائدٍ في الحرية والديموقراطية، الى بلدٍ سائب في القرون الوسطى.

«الحكيم» الذي بدا عليه الحزن نتيجةََ ضرب الديموقراطية وفقدان النصاب للمرة السادسة وتأجيل الجلسة الى 18 حزيران، تابع بتمعّن المؤتمر الصحافي للنائب ايلي كيروز، وهو يهزّ رأسه بين الحين والآخر إشارةً الى أنّه يؤيّد ما يقوله كيروز ليعلّق قائلاً: «مصعّدا إيلي اليوم».

وفي دردشةٍ مع الإعلاميين، لم يخفِ جعجع «حزنه»، فقال: «هذا يومٌ آخر حزين، إذ يكفي رؤية هذا المشهد حتى يتبادر الى ذهننا انطباعٌ بأنّ النظام ينهار، ليس جراء ظروف طارئة أو استثنائية، ولكن للأسف بفعل تصرّف بعض النواب الذي يُفترض أن يحافظ على هذا النظام أكثر من غيره خصوصاً أنّ هذا النظام أوصل هؤلاء الى مواقعهم». وأسف جعجع «لأن تُجابَه الجلسة السادسة بالمقاطعة ما أدّى الى إفشالها وبالتالي استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية».

وإذ وصف الوضع الذي نعيشه بأنه «غير الطبيعي، وقد سئمنا جميعاً سماع هذا الكلام»، طرح جعجع حلّاً بسيطاً إذ إنّ «جميع النواب المقاطعين انتخبهم اللبنانيون، وإذا أراد اللبنانيون حلّ هذه الأزمة، عليهم التوجّه الى هؤلاء النواب بالقول: لقد انتخبناكم ليس لتعطيل النظام وإفراغ قصر بعبدا مهما كانت الأسباب، إنما انتخبناكم ممثلين عنا لإرساء النظام وبناء الدولة أكثر فأكثر، بينما أنتم تتصرفون عكس ذلك».

وأضاف: «إذا تحمّل كلّ لبناني مسؤوليته لشهدنا جلسة انتخاب في أقرب فرصة ممكنة. ومع احترامنا للموعد الذي حدَّدهُ الرئيس بري، يمكن للمجلس النيابي الاجتماع غداً (اليوم) بمجرّد اتفاق النواب على انتخاب رئيس، والرئيس برّي لن يعارض أبداً».

ووصف جعجع امتناعَ النواب عن المشاركة في جلسات الانتخاب ومشاركتهم في جلسة إقرار سلسلة الرتب والرواتب، بأنها «خطوةُ تعطيل مباشر للانتخابات الرئاسية ومحاولةٌ لاصطناع رئيس بدلاً من النزول الى الجلسة وانتخاب رئيس جديد».

وشدّد جعجع من جهة اخرى، على أنّ «موضوع السلسلة مهمٌ جداً ونحن نتابعه بعناية وراءَ الكواليس، ولكن آسف لتحوّل الجلسة المخصّصة لانتخاب رئيس الى الحديث عن السلسلة وكأنّ انتخابات الرئاسة بند آخر على جدول أعمال المجلس النيابي».

theme::common.loader_icon