«الخماسية» تقوّم عملها: بعد الرئاسة الأولوية للحكومة.. والفرصة لن تتكرّر
جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة
Friday, 24-Jan-2025 06:49

في الاجتماع الذي عُقد بضيافة سفير مصر أمس الأول، احتفل أعضاء اللجنة «الخماسية» بتتويج المهمّة التي إضطلعوا بها زهاء سنتين وشهرين وخمسة أيام، من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي، والتأسيس لسرعة تأليف الحكومة. وبات أعضاء اللجنة من كبار الخبراء في الشأن اللبناني وتفاصيله، ومتاهاته، بعدما عملوا على تدوير الزوايا وتقريب المسافات.


التحرّك الفاعل جداً قبل أيام من انتخاب الرئيس جوزاف عون والذي قام به وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان والمبعوث الرئاسي الفرنسي الديبلوماسي جان إيف لودريان والموفد الأميركي آموس هوكشتين، لم يأتِ من عدم بل استند إلى قاعدة معلومات وفّرتها اللجنة وساعدتهم في الإحاطة بالملف من كل جوانبه. وكان تقويم اللجنة «الخماسية» لما حصل من تطورات ايجابياً جداً، خصوصاً بالنسبة إلى إنهاء الشغور في سدّة الرئاسة، وتسمية رئيس الحكومة. ونصح أحد أعضاء اللجنة من التقاهم بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة وعدم الدخول في «زواريب» المحاصصات، لأنّها تُفقد المبادرة الدولية ـ الإقليمية ـ العربية زخمها، والأجدى «ضرب الحديد وهو حامٍ».
ويعرب أحد أعضاء اللجنة «الخماسية» عن تفاؤل كبير بعودة لبنان إلى دائرة الحياة بزخم واعد، وانّه سيشهد هبّة استثمارية تساعد في رفد اقتصاده بمقومات الوثابة، وتعطي الأمل في إمكان معالجة الأزمة المالية وحلّ قضية الودائع. وتوقّع أن يشهد لبنان في المرحلة المقبلة «هجمة» رجال أعمال دوليين وعرب لاستكشاف فرص الاستثمار في كل المجالات، وأنّ في لبنان فرصاً وإمكانات يُبنى عليها لزيادة معدلات النمو، وإدخال في مناخات إيجابية افتقدها لعقود من الزمن.
ويرى ديبلوماسي عربي عضو في اللجنة «الخماسية» أنّ الأساس في جعل التفاؤل واقعاً ملموساً، هو تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، لأنّ مصلحة لبنان تقتضي ذلك أولاً، ولأنّ الإفادة من عامل الوقت هو أكثر من ضروري، لأنّ هناك ملفات ملحّة يجب أن تُبت في المدى المنظور ومنها الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي تحتلها في جنوب لبنان، لئلا تتخذ من عدم وجود حكومة ذريعة للمماطلة في تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار، ولأنّ ابقاء الوتيرة على هذا النمط المتسارع يعزز الثقة الخارجية والداخلية بأنّ الأزمة اللبنانية باتت على السكة الصحيحة.
ويضيف الديبلوماسي نفسه، أنّ الخليجيين مثلاً قرّروا ألّا يتركوا لبنان، وأنّ رجال الأعمال من دول مجلس التعاون الخليجي يفدون إليه بكثرة: من السعودية، وقطر والكويت والامارات، وهم عازمون بصورة جادة على المساهمة في إعادة «الإعمار الاقتصادي والمالي» للبنان، في موازاة إعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل في حربها ألاخيرة على لبنان بمبادرات دولية وعربية ستُترجم عملياً في قابل الايام. وقال: «ستجدون الخليجيين من سعوديين وكويتيين وقطريين يملأون مصايف لبنان: عاليه وبحمدون وغيرها من البلدات ومدن على امتداد البلاد. وهذا الكلام هو واقعي وليس مجرد وعود وردية. ومن دلائل الاهتمام الخليجي، استمرار الدوحة في دعم الجيش اللبناني طوال سنة 2025 وفق المعايير التي اعتُمدت في العام الماضي. وإذ أكّد هذا الديبلوماسي أنّ موضوع الانسحاب الإسرائيلي هو موضع متابعة جادة من الجانبين الأميركي والفرنسي، فإنّ كل المؤشرات تبعث على التفاؤل هذه المرّة، شرط أن يُلاقى بمواكبة داخلية إيجابية تتجاوز الخلافات والمعوقات، لأنّ لبنان هذه المرّة أمام فرصة لن تتكرّر.

الأكثر قراءة