أخصائية تغذية
أظهر باحثون أستراليّون إمكانيات هائلة لبروتينات مستخلصة من دم المحار الأسترالي (Saccostrea glomerata) في تحسين فعالية المضادات الحيوية التقليدية.
هذه البروتينات ليست فقط قادرة على العمل كمضادات ميكروبية، بل عزّزت أيضاً من تأثير المضادات الحيوية التقليدية بمعدّلات مذهلة، وصلت في بعض الحالات إلى تحسين الكفاءة 32 ضعفاً في مواجهة البكتيريا المقاومة، التي تمثل تحدّياً عالمياً متزايداً.
فوائد المحار: أكثر من مجرد غذاء
يُعرف المحار منذ زمن بعيد بأنّه غذاء غني بالعناصر المفيدة، لكنّه الآن يثبت أنّه يتعدّى ذلك ليصبح جزءاً من الحلول الطبية الحديثة وتتنوّع فوائده:
• بروتينات عالية الجودة: تساهم في إصلاح أنسجة الجسم وتعزيز المناعة بفضل غناها بالأحماض الأمينية الأساسية.
• الزنك لتعزيز المناعة: يعزّز جهاز المناعة ويُسرّع التئام الجروح.
• الحديد وفيتامين B12: التي تدعم الجهاز العصبي وإنتاج خلايا الدم الحمراء، ممّا يُحسن من طاقة الجسم.
• الأوميغا-3: تلعب دوراً رئيساً في تقليل الالتهابات، تحسين وظائف القلب، وتعزيز صحة الدماغ.
• السيلينيوم: يساعد كمضاد للأكسدة في حماية الخلايا من التلف وتعزيز الصحة العامة.
في مواجهة مقاومة البكتيريا
تُعدّ مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مشكلة صحية تهدّد العالم بأسره. هنا، يأتي دور البروتينات المستخلصة من المحار في مواجهة بكتيريا مثل aureus وStaphylococcus وKlebsiella pneumoniae، ممّا يجعله مرشحاً قوياً ليكون جزءاً من العلاجات الطبية المستقبلية.
نموذج للتغذية الوقائية
تُبرز الدراسة قيمة المحار كمصدر غذائي غني
وداعم لصحة الجسم بفضل عناصره الغذائية المتنوّعة، بالإضافة إلى دوره المحتمل في التصدّي للأمراض المُعدِية، ممّا يجعل منه نموذجاً للتغذية الوقائية.
وتفتح البروتينات المستخلصة من المحار الباب أمام أفكار جديدة تجمع بين الغذاء والدواء، مثل مقاومة المضادات الحيوية، إذ يمكن تطوير هذه المركّبات وتحويلها إلى منتجات طبية فعّالة.
يُظهر المحار بُعداً جديداً لقيمة الأغذية البحرية، ويمكن أن يصبح أحد المكوّنات الأساسية في الطب الحديث. ويمثل تعاونه مع العلماء والصناعات الطبية فرصة لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة لصحة الإنسان.