أوضح الرئيس بايدن، أمس، أنّه في الأيام التي تلت اندلاع الحرب في غزة، حَثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منع وقوع ضحايا مدنيّين ومراعاة مخاوف الفلسطينيّين، مع الحفاظ على الدعم الأميركي القوي لإسرائيل.

تحدّث بايدن مع المذيع لورانس أودونيل من قناة MSNBC في آخر مقابلة تلفزيونية له أثناء توليه منصبه، التي ناقش فيها أيضاً مسيرته السياسية ورئاسته. بُثَّت المقابلة ليلة الخميس-الجمعة وسُجِّلت في وقت سابق من اليوم نفسه.

الحرب التي استمرّت 15 شهراً، التي بدأت بعدما قادت حركة «حماس» هجوماً دامياً على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيّين. وقد نزح معظم سكان غزة، البالغ عددهم حوالى مليونَي شخص، مرّة واحدة على الأقل، ودُمِّرت أجزاء كبيرة من القطاع.

أعلن بايدن وقادة آخرون يوم الأربعاء عن اتفاق وقف إطلاق نار موقت أثار آمالاً في انتهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. وبموجب الاتفاق لوقف القتال، سيتمّ إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» في غزة.

ناضل الرئيس ومستشاروه لأشهر للتوصّل إلى إنهاء النزاع. وأكّد بايدن، الذي طرح اتفاق وقف إطلاق النار على الطاولة في أيار، عبر قناة MSNBC أنّه أبلغ نتنياهو مراراً بأنّ «عليه أن يجد طريقة لمراعاة المخاوف المشروعة» للفلسطينيّين. ووصف بايدن نتنياهو بأنّه صديق، لكن: «لا نتفق كثيراً في الفترة الأخيرة».

اتهم منتقدون، بمَن فيهم بعض عائلات الرهائن الذين ضغطوا من أجل اتفاق وقف إطلاق النار، نتنياهو بتعمّد تأخير المفاوضات لإطالة أمد النزاع. ولم يردّ بايدن مباشرةً عندما سُئل عمّا إذا كان يعتقد أنّ نتنياهو فعل ذلك. واعتبر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي تعرّض إلى ضغوط سياسية من اليمين الإسرائيلي، وكان مجبراً أحياناً على «اتخاذ بعض الخطوات التي، من وجهة نظري، اعتقدتُ أنّها كانت مضرّة».

لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار، وجّه الرئيس المنتخب دونالد ج. ترامب وبايدن مستشاريهما للعمل معاً. وأوضح بايدن في المقابلة أنّه لم يُجرِ أي محادثات مع ترامب بشأن المفاوضات خلال الأسبوعَين الماضيَين.

تذكّر بايدن أنّه في المرّة الأولى التي حَثّ فيها نتنياهو على منع وقوع ضحايا مدنيّين، كان ذلك خلال زيارة لإسرائيل بعد 10 أيام من هجوم «حماس» في 7 تشرين الأول 2023، وأقرّ بايدن أنّه أخبر رئيس الوزراء أنّ الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل، لكن «لا يمكنكَ قصف هذه المجتمعات بهذا الشكل العشوائي».

كانت حملة القصف الإسرائيلية واحدة من أعنف الحملات في حروب القرن الحادي والعشرين، واستخدمت إسرائيل أحياناً قنابل غير دقيقة.

خلال المقابلة، دافع بايدن عن دعمه الثابت لإسرائيل طوال النزاع. وأضاف: «عندما اعتقدت إيران أنّها ستزيل إسرائيل من الخارطة - كان لديهم الآلاف من الصواريخ في طريقها إليها. حسناً، خمّن ماذا؟ لم ندَع ذلك يحدث».