«البنكر» هو وثائقي جريمة حقيقية مثير للقلق، يتناول حادثة اختطاف مذهلة، ويُروى بطريقة غير اعتيادية ومقلقة. وعُرِضَت حلقاته الثلاث يوم الخميس على منصة Viaplay، وتناول جريمة غريبة الأطوار، بالإضافة إلى نهج علاجي تمّ تصميمه خصيصاً ليناسب التلفزيون.

في عام 2015، كانت إيزابيل إريكسون تعمل كرفيقة في ستوكهولم عندما قام أحد الزبائن بتخديرها، واختطافها، وحبسها هي وكلبها الصغير في بنكر معقّد التصميم.

نجت من هذه المحنة، وتروي قصتها بصراحة وشجاعة في هذه السلسلة. تظهر شاشة البداية معلنة: «منذ حادثة الاختطاف، لم تُعالج إيزابيل صدمتها النفسية». وتشمل الحلقات مشاهد لإيزابيل تتحدّث مع أخصائي معالجة الصدمات، الذي يوضّح بدوره أنّ إريكسون تُخفي مشاعرها أمام الكاميرا.

لكنّ الجزء الأكثر غرابة في «البنكر» هو أنّهم أعادوا بناء البنكر، إذ تزوره إريكسون كجزء من تمرين علاجي. ويُظهر الوثائقي هذا التمثيل إلى جانب الكثير من اللقطات للبنكر الحقيقي، ممّا يخلق تداخلاً مثيراً للاهتمام ومُزعِجاً بين الواقع وإعادة التمثيل. تبدو القصة وكأنّها مستوحاة من فيلم إثارة إسكندنافي مثير، ويلعب الوثائقي على هذه الألفة المشوّهة باستخدام موقع مزيّف لإعادة تصوير سيناريو حقيقي يُذكّرنا بالكثير من الأعمال الخيالية التي تستند إلى الانحراف الواقعي.

تُصوَّر معظم المشاهد هنا تحت ظلال زرقاء باهتة، وحتى جلسات العلاج تُعقد في مكان مظلم يُشبِه الطوابق السفلية، مع جدران خشبية، أريكة زاوية، ونافذة زجاجية صغيرة في أعلى الجدار.

كما يضمّ الوثائقي مقاطع طويلة من تسجيلات صوتية لاعترافات الخاطف للشرطة، والتي تبدو بشكل غير مريح وكأنّها دليل عملي لوحوش المستقبل.

كل شيء هنا قد يبدو كأنّه «كليشيه» مثير للاشمئزاز... إلّا أنّه حقيقي. تقول إحدى الجارات: «من المؤسف» أنّها لم تتعرّف إلى الخاطف بشكل أفضل- «كنتُ سأحاول تحويله إلى رجل لطيف حقاً»، تضيف وهي تضحك، «لكن هذه هي الحياة». وتعتقد أنّ إريكسون «تتحمّل جزءاً من المسؤولية»، لكنّها لا تخوض في التفاصيل.

يُثير «البنكر» أسئلة معقّدة حول تسويق المعاناة، حول الصدمة كسلعة، وحول ما يبدو وكأنّه استعراض بقيادة الناجين للفضول العام. كما يتناول الزاوية المصطنعة للعلاج كوسيلة للترفيه - أو ربما الشفاء كعرض أدائي. أو ربما الأداء كوسيلة للشفاء.