تشلسي قد يبيع نكونكو ويهتم بتيل... هل الصفقة منطقية؟
دان شيلدون، سيمون جونسون وليام توومي- نيويورك تايمز
Saturday, 18-Jan-2025 06:37

يدرس تشلسي الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني صفقات منفصلة للتعاقد مع المهاجمَين الفرنسيَّين ماتياس تيل وكريستوفر نكونكو. نادراً ما يتبادل اللاعبون الأندية عبر صفقات متزامنة، لكنّ هذه الحركات أصبحت أكثر شيوعاً في عالم قواعد الربحية والاستدامة (PSR). وكان تشلسي جزءاً من صفقات مشابهة مع أندية الدوري الإنكليزي الممتاز خلال الصيف.

إذا حدثت هذه الصفقات، فما هو التأثير الذي قد تتركه على أرض الملعب؟ لماذا سيكون تشلسي على استعداد للسماح لنكونكو بالمغادرة؟ هل لهذه الصفقة فوائد وفقاً لقواعد الربحية والاستدامة؟ وكيف سينظر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) إلى هذه الصفقة؟

لماذا تشلسي مستعد للتخلّي عن نكونكو؟

قد تكون الصفقة هذا الشهر منطقية للطرفَين. نكونكو واحد من أعلى اللاعبين أجراً في تشلسي، لكنّه لا يلعب بما يكفي ليبرّر هذا الوضع. وتقليص فاتورة الأجور هو وسيلة لتشلسي للحفاظ على ترتيب حساباته.

 

دخل تشلسي عام 2025 بخطة لإجراء تعديلات بسيطة بدلاً من تغييرات جذرية على تشكيلته. التعاقد مع مهاجم آخر مدرج ضمن أولوياته، وعلى رغم من أنّ نكونكو هو الهدّاف المشترك للفريق هذا الموسم بـ13 هدفاً، إلّا أنّه سجّل 5 أهداف فقط في الدوري الإنكليزي منذ انتقاله إلى «ستامفورد بريدج» في 2023.

 

وفقاً للتقارير هذا الأسبوع، يقدّر النادي قيمة الفرنسي بحوالى 65 مليون جنيه إسترليني (80 مليون دولار)، لكنّه مستعد للانتظار حتى الصيف للحصول على أفضل صفقة. ولا يزال النادي يعتبر نكونكو خياراً مفيداً لبقية الموسم.

 

كما ذكرت The Athletic في تشرين الثاني، أنّ نكونكو أصبح غير سعيد في «ستامفورد بريدج». لقد بدأ 3 مباريات فقط في الدوري، ومعظم دقائقه في الفريق الأول كانت في دوري المؤتمر الأوروبي، كأس الرابطة، وكأس الاتحاد الإنكليزي.

 

كان من المتوقع أن يكون نكونكو لاعباً أساسياً في الفريق الأول. المهاجم يُدرك أيضاً أنّه يحتاج إلى اللعب كأساسي لتحقيق طموحه بتمثيل فرنسا في كأس العالم العام المقبل.

 

دفع تشلسي أكثر من 60 مليون يورو (50,5 مليون جنيه إسترليني؛ 61,6 مليون دولار) للتعاقد معه من لايبزيغ ويظل في موقف تفاوض قوي، على رغم من قلة وقت اللعب. يتبقى 4 سنوات في عقده، ولدية 14 مباراة دولية بعمر 27 عاماً، ما يعني أنّ لديه العديد من المواسم في المستوى الأعلى.

 

حدّد تشلسي بعض اللاعبين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم بأي حال من الأحوال، مثل كول بالمر، لكنّ نكونكو ليس واحداً منهم.

 

هل تحقق الصفقات «المنفصلة» فوائد وفقاً لقواعد PSR؟

يمكن توزيع رسوم الانتقالات في الدفاتر المالية لمدة تصل إلى 5 سنوات. على سبيل المثال، عندما ينفق نادٍ 20 مليون جنيه إسترليني على لاعب، يمكنه تسجيل هذا المبلغ كـ 4 ملايين جنيه إسترليني سنوياً في حساباته السنوية. توزيع الرسوم بدلاً من تسجيلها كمبلغ إجمالي واحد يمكن أن يساعد النادي في الامتثال للقواعد المالية.

على سبيل المثال، إذا باع النادي لاعباً مختلفاً للفريق عينه مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، يمكن للطرفَين أن يستفيدا من الناحية المالية قصيرة المدى إذا وُزِّعت رسوم التعاقدات على 5 سنوات بينما تُسجَّل مبيعاتهم كمبلغ إجمالي واحد.

على الورق، حتى إذا كانت الأموال الواردة مساوية للأموال الخارجة، يمكن تسجيلها كربح قدره 16 مليون جنيه إسترليني في حسابات سنة واحدة.

 

هل يعتبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذا تبادلاً؟

يدرس تشلسي صفقات منفصلة، لكنّ الأمر يعود إلى الاتحاد الأوروبي لتحديد ما إذا كان يجب اعتبار هذا تبادلاً أم لا.

وفقاً للمادة G.3.5 من لوائح الاستدامة المالية، يمكن للاتحاد الأوروبي اعتبارها «معاملة تبادل لاعبَين» عندما ينتقل لاعبَان أو أكثر في اتجاهَين متعاكسَين خلال نافذة التسجيل الواحدة.

عوامل أخرى، مثل إدراج الحركات في عقد الانتقال عينه، قد تؤدّي إلى قرار الاتحاد الأوروبي باعتبار الانتقالات صفقة واحدة. إذا تمّ استيفاء المعايير، سيُطبِّق «ويفا» المتطلّبات المحاسبية الدولية وفقاً للمعايير المحاسبية الدولية عند حساب الربح من بيع اللاعب المغادر ورسوم الانتقال للاعب القادم.

 

هل نكونكو يناسب نظام ماريسكا؟

المشكلة الأساسية هي مَن سيُغطّي مركز نكونكو في موقعه المفضّل. فنكونكو ليس مهاجماً تقليدياً رقم 9 إنّه لاعب رابط هجومي ينشط عندما يتعاون مع زملائه بين خطوط الخصم ويصل إلى منطقة الجزاء للتسجيل. المشكلة أنّ تشلسي لديه بالفعل نجم بتلك المهارات: كول بالمر.

 

هل يمكن لتيل أن يناسب تشلسي؟

تيل يلائم الملف الذي يُثير اهتمام فريق التعاقدات في تشلسي: شاب بعمر 19 عاماً ولديه إمكانيات كبيرة. كما أنّه مهاري، سريع ومهاجم رائع بكلتا القدمَين. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان سيصبح جناحاً هدافاً أم مهاجماً متحرّكاً رقم 9.

قد يرى تشلسي أنّ هذه المرونة تُمثل ميزة إيجابية، نظراً لأنّه يمكن أن يُطلب منه التناوب مع المهاجم السنغالي نيكولاس جاكسون في خط الهجوم وإضافة العمق إلى خيارات المدرب الأرجنتيني إينزو ماريسكا على الأجنحة في ظل غياب الأوكراني ميخايلو مودريك.

قد يحصل تيل على فرص للعب في تشلسي أكثر من بايرن، إذ ينافس هناك مجموعة من النجوم الهجوميّين المخضرمين. ويفتقر إلى سجل نكونكو، لكنّ صانعي القرار في «كليرلايك كابيتال»، الشركة المالكة المشتركة لتشلسي، أظهروا مراراً استعدادهم لاستبدال الإنتاج المعروف بترقية محتملة في المواهب.

 

ما الذي حدث بشكل خاطئ مع نكونكو؟

الكثير ممّا حدث يعود إلى سوء الحظ، وحتى لإد شيران دور في ذلك. تأقلم نكونكو بسرعة مع الحياة في تشلسي خلال أول فترة إعداد له تحت قيادة المدرب الأرجنتيني السابق ماوريسيو بوكيتينو. كان يُطوّر فهماً جيداً مع جاكسون، إذ لعب إلى يساره قليلاً. وسجّل 3 أهداف في 4 مباريات ودية خلال الجولة الصيفية في الولايات المتحدة.

لكنّ المباراة الأخيرة من الجولة أقيمت في ملعب «سولدجر فيلد» في شيكاغو، بعد أيام قليلة فقط من إقامة إد شيران حفلاً هناك. كانت أرضية الملعب في حالة سيئة، وتعرّض نكونكو إلى إصابة خطيرة في الركبة إثر تصادم مع مدافع بروسيا دورتموند الألماني ماتس هوملز.

احتاج نكونكو إلى جراحة واستُبعِد لمدة 4 أشهر. انتهى به الأمر إلى اللعب في 14 مباراة فقط الموسم الماضي، إذ واجه مشكلات أخرى تتعلّق باللياقة البدنية والإصابات.

هذا الموسم، لم تكن المشاركة مشكلة بالنسبة إليه، لكنّه ببساطة لا يناسب الطريقة التي يُنظّم بها ماريسكا الفريق، والتي تختلف عن الطريقة التي كان بوكيتينو ينوي استخدامها.

 

هل يمكن أن يتحوّل الوضع؟

في المناسبات النادرة التي أتيحت له الفرصة، لم يتمكن نكونكو من ترك انطباع إيجابي. على سبيل المثال، خيّب الآمال في الهزائم المكلفة 2-0 أمام نيوكاسل يونايتد في كأس الرابطة وإيبسويتش تاون في الدوري الممتاز.

إذا بقي نكونكو حتى نهاية الموسم وحدثت إصابة لبالمر أو جاكسون، فقد يحصل على فرصة لتغيير الأمور، لكنّ مسيرته مع تشلسي قد تظل في النهاية مجرّد قصة عن الفرص الضائعة وما كان يمكن أن يكون.

الأكثر قراءة