ماكرون من بعبدا: مؤتمر دولي قريباً لحشد التمويل لإعادة الإعمار
Friday, 17-Jan-2025 15:04

بدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان.

وكان في استقباله في مقر كبار الزوار في المطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.

ورافق ماكرون وفد يضم في عداده الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان.

وظهرا وصل ماكرون الى القصر الجمهوري حيث كان في استقباله الرئيس جوزيف عون. وبعد عزف النشيد الفرنسي ترحيبا بالضيف الفرنسي، انتقل الرئيسين لعقد قمة لبنانية - فرنسية.

تلاه مؤتمر صحافي. وكانت كلمة للرئيس عون قال فيها: "السيد الرئيس، السيدات والسادة في الوفد المرافق، شهيرةٌ مقولةُ الجنرال ديغول، "أنّ في عمق كل فرنسي، شيئاً من لبنان". ونحن في المقابل نقول، بأنّ في قلبِ كلِ لبناني، وفي عقلِه ووجدانِه ولغتِه اليومية وتاريخِه الحيّ وثقافتِه المبدعة ... الكثيرَ الكثيرَ من فرنسا. فها هو وادي لامارتين جارُنا هنا. وها هو ترابُه الذي احتضنَ شقيقتَه جولي . وها هي دراساتُ إرنست رينان، التي حفظت تراثَنا وتاريخَ بلادِ الأرز . وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضاً، كنا معاً وبقينا معاً..."

أضاف: "نتبادلُ أنوارَ الحرية والحداثة، من أجل خيرِ إنسانِنا وخيرِ العالم. ولم يبخلْ لبنان. ولم يجحَدْ ولم يتكاسلْ. فردَّ جميلَ فرنسا بكلِ ما هو جميل. من "مهاجِرِ" جورج شحادة إلى "صخرةِ" أمين معلوف ... ومن أنامل غبريال يارد وأوتارِ ميكا إلى ترومبيت معلوفٍ آخر هو إبراهيم ... وما بين هؤلاء من نتاجِ الكبار أدبياً وفنياً وعلمياً وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه... فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا... والعشرات الذين أغنوا إنسانَنا والثقافة..."

وتابع: "فما بين بلدينا وشعبينا، يُشبهُ هذا البحرَ الذي بيننا. مدٌ وجزرٌ جمعانا، "من يوم اللي تكوّن يا وطني الموج"، كما تغني سيدتُنا فيروز ... فيروز التي قمتم بزيارتِها عزيزي إيمانوييل، يومَ كان لبنانُ يتألم. وتعودون اليومَ لزيارتنا، ولبنانُ يأمَلُ ويحلُم. فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفعَ شعبي الكثير. من دمائه ومن حجره. من أبنائه ومن ثرواتهم. لكننا فعلاً - لا شِعراً - شعبُ الفينيق. وها نحن قد انبعثنا أحياءَ. لأننا أبناءُ الحياة وأبناءُ الرجاء وأبناءُ القيامة. ولأنّ فينا شيئاً لا ينتهي ولا يَفنى. هو خصوصيةُ حياتِنا. وقدرتُنا الفريدة على اختراع الفرح المستدام".

وقال الرئيس عون: السيد الرئيس، تأتون اليومَ لتهنئتنا. وأنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني. للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم. للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون ... وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا الآن. في السياسةِ والاقتصادِ والأمنِ وشتى المجالات. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم السيدَ الرئيس أمراً واحداً فقط. أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت.

وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة. لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كلُه، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه".

وختم: "السيد الرئيس، يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، "إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت". اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها.

السيد الرئيس، أهلاً بكم وبصحبكم في بيروت الحية أبداً. عاشت فرنسا عاش لبنان".

من جهته، قال ماكرون: "واخيرا انا سعيد جدا ومتأثر اذ اعود الى لبنان بعد 4 سنوات من انفجار مرفأ بيروت. انتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني عاد الربيع في فصل الشتاء وفخامة الرئيس انتم الامل ورئيس الحكومة سيجسد هذا الامل فانتخاب اللبنانيين لك أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان".

أضاف: "سوف ندعمكم وسندعم هدفكم بلبنان ذات السيادة وهذا شرط لحماية لبنان من الاعتداءات ولاستمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل الذي كان نجاحا دبلوماسيا. سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها".

وتابع: "يجب تشكيل حكومة جديدة سريعا واعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول".

وختم ماكرون: "سننظم خلال زيارتكم فرنسا خلال بضعة اسابيع مؤتمرا دوليا لحشد التمويل لاعادة اعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم".

الأكثر قراءة